"أكسيوس": إسرائيل مستعدة لشنّ هجوم سريع على المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت المفاوضات

نقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصدرين مطّلعين في إسرائيل، لم يُفصح عن اسميهما، أن إسرائيل تُعدّ العدة لشنّ هجوم سريع على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات بين واشنطن وطهران.

وبحسب ما أفاد به المصدران، فإن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية غيّرت تقييمها في الأيام الأخيرة، فبعد أن كانت متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي، أصبحت ترى أن المفاوضات على شفا الانهيار.

وصرّح أحد المصدرين لـ"أكسيوس" بأن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "النافذة الزمنية المتاحة لتنفيذ ضربة ناجحة ضد منشآت إيران النووية توشك على الإغلاق"، وأنه إذا انهارت المفاوضات، فعلى إسرائيل أن تتحرّك على الفور. وقد رفض المصدر الإفصاح عن أسباب تراجع فاعلية الهجوم في المستقبل.

وكانت شبكة "CNN" أول من كشف عن استعدادات إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المحادثات.

ففي يوم الثلاثاء 20 مايو (أيار)، نقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخباراتية جديدة لدى وكالات الأمن الأميركية تُشير إلى أن إسرائيل تستعد بالفعل لعمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من كلمة ألقاها المرشد الإيراني علي خامنئي، قال فيها إنه لا يتوقع أن تُفضي المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى نتيجة، واصفًا طلب واشنطن بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم بأنه "هراء وغطرسة مفرطة".

وأكد مجددًا تمسّك إيران بحقها في التخصيب بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT).

من جهته، أفاد موقع "أكسيوس" يوم الأربعاء 21 مايو (أيار) بأن مصدرين إسرائيليين تحدثا إليه وأكّدا صحة تقرير "CNN".

وقال المصدران إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل مناورات واستعدادات لتنفيذ ضربة محتملة ضد إيران. وأوضح أحدهما: "لقد أجرينا تدريبات عديدة، والجيش الأميركي مطّلع تمامًا على الأمر، وهو يعلم أن إسرائيل في حالة استعداد".

أما المصدر الآخر، فقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ينتظر انهيار المحادثات النووية ولحظة ييأس فيها ترامب من مسار المفاوضات ليمنحه الضوء الأخضر المطلوب".

وأضاف "أكسيوس" أن مسؤولًا أميركيًا – لم يُكشف عن اسمه – عبّر عن قلق إدارة ترامب من احتمال إقدام نتنياهو على شنّ الهجوم حتى دون الحصول على موافقة رسمية من الرئيس الأميركي.

ووفقًا لمسؤول إسرائيلي، فإن نتنياهو عقد في بداية الأسبوع اجتماعًا بالغ الحساسية مع مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين والاستخباريين لبحث مسار المفاوضات النووية.

ما هو وضع المفاوضات؟

تأتي هذه التطورات في وقت أُعلن فيه أخيرًا – بعد كثير من الغموض – أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد يوم الجمعة، 23 مايو (أيار)، في العاصمة الإيطالية روما.

وكانت الجولة السابقة قد جرت قبل عشرة أيام في سلطنة عمان، حيث قدّم ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، عرضًا مكتوبًا إلى الجانب الإيراني بشأن اتفاق محتمل.

ورغم تصاعد الآمال آنذاك بالتوصل إلى اتفاق، إلا أن المحادثات تعثرت مجددًا بسبب الخلاف حول تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

وفي تصريح لقناة "ABC"، قال ويتكوف: "لدينا خط أحمر واضح للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا القبول حتى بمستوى واحد في المائة من التخصيب".

وفي المقابل، أكد المسؤولون الإيرانيون مرارًا أنهم لن يوقّعوا أي اتفاق لا يتضمن الاعتراف بحقهم في التخصيب داخل البلاد.

ونقل "أكسيوس" عن مصدرين إسرائيليين أن أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران لن تكون ضربة عابرة أو محدودة، بل ستكون حملة عسكرية تستمرّ أسبوعًا على الأقل.

وبحسب الموقع، فإن عملية من هذا النوع ستكون بالغة التعقيد والخطورة – ليس فقط على إسرائيل، بل على المنطقة بأسرها. إذ تخشى دول المنطقة من أن تُخلّف مثل هذه الضربة تلوّثًا إشعاعيًا واسعًا، وتشعل حربًا شاملة في الشرق الأوسط.

ماذا يقول نتنياهو؟

في أول مؤتمر صحفي له منذ ستة أشهر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل والولايات المتحدة "منسجمتان بالكامل" في الملف الإيراني.

وقال: "نحن نحترم مصالح الولايات المتحدة، وهم بدورهم يحترمون مصالحنا، وهذه المصالح تتطابق بشكل شبه كامل".

وأضاف نتنياهو أنه يرحّب بأي اتفاق يُفضي إلى منع إيران من تخصيب اليورانيوم ويُغلق الطريق أمامها نحو امتلاك سلاح نووي.

ومع ذلك، شدد على أن "إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن النفس في مواجهة نظام يهدد وجودنا بالزوال".