نقطة ضعف طهران.. و"جراحة الأصفار".. و"اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم"

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 13 مايو (أيار) عددًا من الموضوعات، على رأسها ملف التفاوض بين طهران وواشنطن، وعودة "كوفيد- 19"، وتراجع أعداد المواليد، وإلغاء الدعم عن اللحوم، فضلًا عن التداعيات الأمنية لانقطاع الكهرباء.

كما اهتم العديد من الصحف بقرار حزب العمال الكرستاني بنزع سلاحه والبدء في عملية حل الحزب، نزولًا على دعوة زعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان، مطلع العام الجاري.
وتناقل عدد من الصحف تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الجولة الرابعة من المفاوضات مع إيران، واعتبرته مؤشرًا جيدًا على الوصول إلى اتفاق بين البلدين.

فيما كتبت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن إصرار إيران على التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة لا يزال يمثل نقطة ضعف، بالنظر إلى حساسية الظروف المحيطة بالمحادثات النووية.

وأقرت الصحيفة بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق من خلال تبادل النصوص، لكنها رأت أن هذا الأسلوب لا يتناسب مع حجم الرهانات العالية لهذه المفاوضات.

وفي ظل تمسّك إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم محليًا، أعربت الصحيفة عن قلقها من أن تؤدي هذه الشروط إلى عدم إحراز تقدم في المحادثات.

وكشفت المتابعات الميدانية عن زيادة كبيرة في أعداد المصابين بـ"كوفيد-19" في المستشفيات والمراكز العلاجية، ومن المتوقع ارتفاع الأعداد خلال الأسابيع المقبلة، حسبما نقلت صحيفة "شرق".

كما تحتاج إيران- وفق صحيفة "جمهوري إسلامي"- إلى نحو 100 ألف ممرض، مع احتمال زيادة العدد في السنوات المقبلة؛ حيث شهدت السنوات الأخيرة تراجع أعداد الممرضين في المستشفيات.

وحذرت صحيفة "جوان" القريبة من الحرس الثوري، من تداعيات التراجع الحاد في معدلات المواليد، وكتبت: "جيل الثمانينات الأمل الأخير في زيادة المواليد؛ حيث تشكل النساء في الفئة العمرية (35- 49) عامًا (مواليد الفترة 1976- 1989م) حوالي (60 في المائة) من التركيبة العمرية للمتزوجات في إيران".

اجتماعيًا، وصفت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، إرسال رسائل نصية إلى المواطنين بشأن مراعاة الحجاب، بـ"غير الشرعي وغير القانوني".

كما يتخوف الكثير من السيدات والفتيات؛ بل والرجال والشباب- حسب صحيفة (نوآوران)- من تنامي ظاهرة التعرض للإذلال أو التورط في مشكلة، ومن ثم يفضلون العزوف عن المشاركة في تجمعات أو النزول إلى الشوارع؛ خاصة المهجورة التي أصبحت غارقة في الظلام بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

وتساءلت صحيفة "تجارت" المتخصصة في الشأن الاقتصادي: هل تحدد الفجوة الطبقية من يتناول اللحم؟ تعليقًا على قرار الحكومة رفع الدعم عن اللحوم. وحذر الخبير محمد رضا یزدان الحكومة من اختيار مسار إلغاء الدعم بدلًا من الإصلاح وتعزيز الرقابة.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"همدلى": "جراحة الأصفار" لن تنقذ العملة

تساءلت صحيفة "همدلى"، عن تأثير برنامج البنك المركزي الإيراني، حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية، على الاقتصاد الوطني، وكتبت: "حذف الأصفار من العملة الوطنية لا يغير بشكل أساسي من قيمتها الفعلية".

وأضافت الصحيفة: "هذا الإجراء له طابع رمزي ونفسي أكثر، ويهدف إلى تقليل الأرقام في المحاسبة، وتسهيل المعاملات اليومية، وزيادة الثقة العامة في العملة الوطنية".

وتابعت الصحيفة: "قد يكون هذا الإجراء خطوة إيجابية، لكن في غياب السيطرة المستدامة على التضخم، ومعالجة عجز الموازنة الحكومية، وإصلاح النظام المصرفي، فإن هذا الإجراء سيشبه "جراحة تجميلية" بدلًا من العلاج الجذري. فالتضخم في إيران ليس ظرفيًا بل هيكليًا، وناتج عن سياسات مالية ونقدية خاطئة، وعجز الموازنة، والعقوبات الدولية. ومع التقلبات اليومية في سوق الصرف، تظل ثقة الناس في العملة الوطنية هشة".

واختُتم التقرير بالسؤال: هل سيكون حذف الأصفار في إيران جزءًا من برنامج تحول اقتصادي، أم مجرد تغيير في الشكل لا المضمون؟

"خراسان": اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم في إيران برعاية أميركية

ذكرت صحيفة "خراسان" الأصولية، أنه في أعقاب انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية-الأميركية، انتشر مقترح تشكيل "اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، بأسهم مشتركة بين إيران والسعودية والإمارات، وحصة رمزية للولايات المتحدة الأميركية".

وعددت الصحيفة ميزات المشروع بالنسبة لإيران، على النحو التالي: "تثبيت حق إيران في التخصيب في إطار متعدد الأطراف ومشروع، ودخول استثمارات من صناديق الثروة الوطنية السعودية والإماراتية، وإنشاء سوق تصديرية موثوقة لخدمات التخصيب، وهو فرصة نادرة لترقية مبادرة الأمن الجماعي للمنطقة الخليجية من مستوى البيانات السياسية والاجتماعات الاستعراضية إلى مستوى تقني منظم وموثوق، كما تعمل مشاركة الشركاء العرب والحصة الرمزية للولايات المتحدة كدرع سياسي ضد العقوبات الأحادية أو الثانوية".

وأضافت الصحيفة: "مع هذا قد يعمل إهمال التفاصيل القانونية والهيكلية، على تحويل هذا المقترح إلى نقطة ضعف في البرنامج النووي الإيراني".

واعتبرت أن هذا الاتحاد المقترح ليس مجرد تسوية ولا انتقاصًا من السيادة، بل هو شكل من الدبلوماسية التكنولوجية التي إذا صُممت بشكل صحيح وضُبطت أبعادها القانونية بدقة، يمكن أن تلعب دور "بوليصة تأمين إقليمي" للنووي الإيراني.

"شرق": تفكيك شفرة زيارة بوتين إلى طهران

ناقشت صحيفة "شرق" الإصلاحية، الأستاذ الجامعي "حشمت الله فلاحت بیشه" خبير العلاقات الدولية، حول أبعاد زيارة الرئيس الروسي إلى طهران، وقال: "بالنظر إلى المؤشرات الميدانية والتحركات الدبلوماسية، يبدو أن زيارة الرئيس بوتين السادسة إلى طهران، ليست مجرد إعادة إنتاج للعلاقات السابقة، بل محاولة جديدة لصياغة مستقبل العلاقات بين طهران وموسكو في سياق التحولات الجيوسياسية العالمية".

وأضاف: "وصلت إيران وروسيا حاليًا إلى مستوى من التنسيق ليس فقط في مجال الدبلوماسية الرسمية؛ بل يشمل أيضًا الاقتصاد تحت العقوبات، والطاقة، والنقل، والدفاع الإقليمي، وصياغة النظام الدولي، وهو ما قد يقود فعليًا إلى شراكة استراتيجية".

وأشار فلاحت بیشه إلى أن هذه الزيارة ستجري على الأرجح بعد فترة ليست طويلة من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وهو ما يؤشر إلى تحرك جديد في رقعة الشطرنج للسياسة الخارجية الإيرانية، وخاصة أن النظام الإقليمي أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لإعادة ترتيب نفسه، حسب الكاتب.