"نيويورك تايمز": ارتفاع التكاليف العسكرية يُثني ترامب عن مواصلة الهجمات على الحوثيين
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ارتفاع تكاليف العمليات العسكرية دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتخاذ قرار بوقف الضربات الجوية التي يشنها الجيش الأميركي على مواقع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وذكرت الصحيفة، يوم الثلاثاء 12 مايو (أيار)، أنه بينما واصل الحوثيون هجماتهم على السفن وإسقاط الطائرات المسيرة، كانت القوات الأميركية تستهلك الذخائر بسرعة عالية للرد على هذه الهجمات.
يأتي ذلك في ظل عدم إيمان ترامب بالتورط في نزاعات عسكرية طويلة الأمد في الشرق الأوسط.
ووفقًا للتقرير، عندما وافق ترامب على قصف مواقع الحوثيين لإعادة فتح طريق الملاحة في البحر الأحمر، توقع أن تنتهي العملية خلال 30 يومًا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحكومة الأميركية أن ترامب طلب، بعد انتهاء هذه المدة، تقريرًا عن تقدم العمليات، لكن النتائج لم تكن كما توقع، إذ لم تنجح الولايات المتحدة حتى في تحقيق التفوق الجوي على الحوثيين.
وأضافت "نيويورك تايمز" أن ما تحقق بعد 30 يومًا من العمليات ضد هذه الجماعة لم يكن سوى نزاع عسكري آخر "مكلف وبلا نتائج" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
خلال هذه الفترة، أسقط الحوثيون عدة طائرات مسيرة أميركية من طراز "إم كيو 9 ريبر"، وواصلوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، بما في ذلك حاملة طائرات أميركية.
وعلاوة على ذلك، كلفت الضربات الجوية الأميركية على أهداف الحوثيين خلال الأيام الثلاثين الأولى نحو مليار دولار من الذخائر والأسلحة.
نفاد صبر ترامب
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الأوضاع تفاقمت عندما تحطمت طائرتان مقاتلتان أميركيتان، تبلغ قيمة كل منهما 67 مليون دولار، بشكل عرضي من على متن حاملة طائرات أميركية في المنطقة، وهو الحدث الذي، إلى جانب التطورات الأخرى، أفاض كأس صبر ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط، والذي كان يشارك في الوقت ذاته في مفاوضات نووية مع إيران بوساطة مسقط، أبلغ البيت الأبيض أن المسؤولين العمانيين اقترحوا مخرجًا مناسبًا للولايات المتحدة في ملف الحوثيين.
ووفقًا لهذا الاقتراح، ستوقف واشنطن هجماتها الجوية على مواقع الحوثيين، وفي المقابل، ستتوقف الجماعة عن استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر.
ومع ذلك، لم يتضمن الاتفاق التزامًا من الحوثيين بوقف هجماتهم على السفن التي يزعمون أنها مرتبطة بإسرائيل.
وفي النهاية، تلقت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في 5 مايو (أيار) أمرًا مفاجئًا من البيت الأبيض بوقف العمليات الهجومية "مؤقتًا".
وكتبت "نيويورك تايمز" أن ترامب استخدم نبرة أكثر ليونة تجاه الحوثيين عند الإعلان عن وقف الاشتباكات، على عكس وعيده السابق بـ"تدميرهم بالكامل".
وقال الرئيس الأميركي حينها: "لقد وجهنا إليهم ضربات قوية، لكنهم أظهروا صمودًا مذهلاً. يمكن القول إننا رأينا شجاعة كبيرة هناك".
وأضاف: "لقد وعدوا بعدم إطلاق النار على السفن، ونحن نحترم ذلك".
وأكدت "نيويورك تايمز" أن ترامب لم يكن مؤيدًا أبدًا للتورط في نزاعات عسكرية طويلة الأمد في الشرق الأوسط، وخلال فترته الرئاسية الأولى، حاول سحب القوات الأميركية من سوريا وأفغانستان والعراق.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" في 11 مايو (أيار)، مشيرة إلى الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب، أن التطورات الأخيرة المتعلقة بالحوثيين كانت من بين القضايا التي ألقت بظلالها على العلاقات بين زعيمي البلدين في الأيام الأخيرة.
وأفادت "إن بي سي" أن قرار ترامب بوقف الحملة العسكرية الأميركية ضد الحوثيين أثار دهشة نتنياهو.