تفاؤل حذر بالمفاوضات.. والتخصيب "خط أحمر".. وتراجع "مصداقية" الحوزة

تناقلت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 12 مايو (أيار) عددًا من الموضوعات، على رأسها ملف التفاوض بين طهران وواشنطن، والاتفاق على عقد جولة خامسة من المفاوضات، والعلاقة بين الفقر التعليمي والمادي للأسر، وزيادة أعداد وفيات العمال لغياب الاهتمام بوسائل السلامة والوقاية.

الصحف على اختلاف توجهاتها تناولت الجولة الرابعة من المفاوضات، فكتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، على لسان عباس عراقجي وزير الخارجية: "التخصيب غير قابل للتفاوض، ولقد سالت دماء العلماء لقاء ذلك".

وكتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، على لسان نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية السابق محمد جواد ظريف قوله: "لو لم يحدث اتفاق فالولايات المتحدة السبب".

ووصف عنوان صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، المفاوضات بعبارة: "صعبة.. لكن مفيدة"، بحسب وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "إسماعيل بقائي".

وتحت عنوان "مصير الاتفاق" كتبت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية: "هناك تفاؤل بشأن مفاوضات الجولة الرابعة الصعبة.. لا أخبار عن تراجع الطرفين عن مواقفهما".

وأضافت: "لا يحتاج (ترامب) إلى أصوات لإعادة انتخابه، ولهذا السبب يتصرف باستعلاء ولا يلتزم بأي مبادئ إلا بما يعتقده هو نفسه، وهنا يلتقي الأمل والخطورة، لأنه يمكنه أن يُشعل الحرب، ويمكنه أيضًا أن يصنع السلام".

وكتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" الأصولية: "اجتماع ناجح للجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية- الأميركية".

علقت صحيفة "اكاه" على هذه الجولة بقوله: "الجولة الرابعة وإن لم تكن النهائية، إلا أنها تمثل نقطة مضيئة على طريق الدبلوماسية. والاعتراف بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية قد يشكل أساسًا لاتفاق أكثر شمولاً في المستقبل؛ ربما ينظر هذه المرة إلى القضية بواقعية أكبر من ذي قبل".

في المقابل استخدمت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، عنوان: "أرجل الدبلوماسية المرتعشة في مسقط" للتشكيك في نوايا الولايات المتحدة الأميركية.

على صعيد آخر، وحسبما نقلت صحيفة "دنياى اقتصاد" المقربة من التيار الإصلاحي، يفتقر 42% من طلاب المرحلة الابتدائية، لمهارة القراءة، وفق إحصائيات مركز أبحاث البرلمان.

وكشفت الدراسة عن وجود علاقة مباشرة بين الفقر التعليمي والمادي للأسر، حيث ساهمت العقوبات الاقتصادية في تفاقم هذه المشكلة.

فيما قالت صحيفة "كار وكاركر" الإصلاحية إن أكثر من 10 آلاف شخص يلقون حتفهم سنويًا في حوادث عمل، الأمر الذي يستدعي اتخاذ تدابير للوقاية من هذه الوفيات، وإعادة النظر في القوانين وتحديثها.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"صبح أمروز": هل يريد ترامب اتفاقا بمحتوى مفروض؟

حاولت صحيفة "صبح أمروز" الإصلاحية، الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الإيرانية- الأميركية، بعد انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات النووية، وكتبت: "تمر العلاقات الإيرانية الأميركية بمرحلة حســاسة وحاسمة؛ حيث إن كلا الجانبين لا يرغبان في الحرب، ولا هما مستعدان بالكامل للمصالحة. هذا الوضع يشكل مزيجًا من الردع والتهديد والمفاوضات، الذي قد يؤدي إلى أحد ثلاث سيناريوهات أساسية: الأول: اتفاق جديد بشروط أكثر صعوبة، يتضمن إلغاء الأنشطة النووية تمامًا، ونزع السلاح الصاروخي، وتقييد نفوذ إيران الإقليمي. الثاني: مواجهة تحت السيطرة، وهذا السيناريو يبدو الأكثر احتمالًا على المدى القصير. ثالثًا: مواجهات عسكرية محدودة أو شاملة، ورغم عدم رغبة الطرفين في الحرب الشاملة، إلا أن سلسلة من سوء الفهم، أو الاستفزازات الميدانية، أو التغييرات السياسية الداخلية في كلا البلدين قد تمهد الطريق لصراع غير مرغوب".

وتتساءل الصحيفة عن رغبة الرئيس الأميركي الحقيقية، وتجيب: بعكس رؤساء الولايات المتحدة يميل (ترامب) إلى إبداء الاتفاق كانتصار شخصي، شريطة أن يحصل على محتوى يعكس استسلام الطرف المقابل. لذلك سوف يرجح عدم التوقيع على اتفاق إذا أبدت طهران رفضًا لشروط ترامب الأساسية.

وتضيف: لا يبدو أن إيران سوف تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، والقبول بوقف التخصيب يعني القبول بهزيمة مشروع وطني وأيديولوجي، قد تم دفع تكاليف اقتصادية وسياسية باهظة من أجله على مدى عقدين. لذلك من المرجح أن تقبل إيران تحت وطأة الضغوط الشديدة بقيود مؤقتة كبديل عن وقف التخصيب تمامًا.

"هم ميهن": مشكلة الفجوة بين الحوزة والجامعة

ناقشت افتتاحية صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية مشكلة الفجوة بين الحوزة والجامعة، وكتبت: "بعد الثورة، قرر عدد من الطلاب والخريجين وحتى الأساتذة الجامعيين الانضمام إلى الحوزة العلمية، لكنهم سرعان ما ندموا على المسار الذي سلكوه وعادوا أدراجهم، وفي المقابل، انطلق رجال الدين إلى الجامعات، حتى أنهم حاولوا إنشاء جامعة في قم ومنح شهادات جامعية، وغالبًا ما اختاروا لأنفسهم ألقابًا أكاديمية".

وأضافت الصحيفة: "لا يمكن اعتبار جهود الحوزة للظهور في صورة جامعة، مؤشرًا على نجاحها؛ فالمشكلة تكمن في افتقار الحوزة إلى تعليم حديث وفعّال يمكنه -وفقًا لما تدعيه- أن يستجيب لحاجات الناس والنظام، ويحل مشكلات البلاد". الحقيقة هي أن رجال الدين قبل الثورة كانوا بين الناس وادعوا قدرتهم على حل مشكلات المجتمع. ولكن بعد الثورة، اتضح عمليًا أنهم لا يملكون الفهم الكافي لواقعيات الأسس العلمية للحكم ومتطلبات الحكم".

ولخصت الافتتاحية مشكلة الحوزة: "المشكلة الرئيسية كانت خوفهم من العلم الجديد. ولا تكاد تجد شخصية مرموقة بالحوزة على استعداد لإجراء حوار نقدي، ولكنهم يقدمون آراءً منحازة في جميع المجالات، وكأنه لا رقيب عليهم. لقد أصبحوا سياسيين إلى حد كبير، ولم يعد استقلالهم في مواجهة السلطة كما كان في الماضي، وهذا ما جعل مصداقيتهم الأخلاقية وآراءهم تواجه أسئلة جوهرية. وهم يحاولون تعويض أوجه القصور في العناصر الأخرى بالمال والسلطة السياسة، التي دخلت الحوزة بأكثر من طاقتها الاستيعابية".

"وطن أمروز": هجرة ثقافية من الداخل

أجرت صحيفة "وطن أمروز"، حوارًا مع عدد من أولياء الأمور والمعلمين، عن مؤسسة "علوي" التي تحولت على مدى العقد الماضي من كيان تعليمي تقليدي ذي توجهات دينية إلى أحد أقطاب التعليم ثنائي اللغة.

وكتبت: "ما يُوصف ظاهريًا بأنه تعليم حديث وعالمي، قد تحول في الممارسة إلى هيكل تعليمي موازٍ يتجاوز المناهج المعتمدة من قِبَل وزارة التربية والتعليم، ويتبع نموذجًا تربويًا مختلفًا؛ نموذجًا لا يلتزم بالهوية الإيرانية بقدر ما يركز على الهجرة، والانجذاب للجامعات الأجنبية، والعيش على النمط الغربي".

يقول خبير سابق بالتربية والتعليم: "الدراسة في هذه المدارس، غالبًا باللغة الإنجليزية.

والمعلمون إما من الناطقين باللغة الإنجليزية المقيمين في إيران، أو إيرانيون درسوا في جامعات أجنبية... وقد تبين هجرة أكثر من 68% من خريجي فرع مدرسة علوي في منطقة قيطرية في الفترة (2018- 2021م) بنهاية السنة التالية لتخرجهم. هذا الرقم يفوق المتوسط العام لمعدلات الهجرة بين خريجي المدارس الأخرى بأكثر من ثلاثة أضعاف.

من وجهة النظر الثقافية، يمكن القول: هذه المدارس بمثابة مصانع لتحويل الطفل الإيراني إلى بريطاني. والحقيقة أن استبعاد اللغة الفارسية من المفاهيم العلمية، وتجاهل الثقافة الإيرانية، وتربية طفل منقطع الصلة بتاريخه ومجتمعه، لا يعيد إنتاج شكل من أشكال الاستعمار الجديد فقط، بل يفرغ الثقافة الوطنية من مضمونها.