ما دلالات إرسال القاذفات بعيدة المدى الأميركية إلى المحيط الهندي؟
أثار إرسال قاذفات "B-52" الأميركية إلى القاعدة العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في جزيرة دييغو غارسيا، تكهنات حول احتمال توجيه تحذير للنظام الإيراني باستخدام القوة في حال فشل المفاوضات.
وكتب بيتر سوشيو، محلل شؤون التكنولوجيا العسكرية والدفاع، مقالًا في مجلة "ذا ناشيونال إنترست" قال فيه: "وجود هذه القاذفات يؤكد على سياسة الردع، حتى مع توقف عمليات قصف الحوثيين".
وكان سلاح الجو الأميركي قد أرسل في مطلع أبريل (نيسان) 6 قاذفات من طراز "نورثروب B-2 سبيريت" إلى هذه الجزيرة. وبحسب سوشيو، فقد شاركت هذه الطائرات لأكثر من شهر في الهجمات الأميركية ضد الميليشيات الحوثية في اليمن.
وفي الأسبوع الماضي، وردت تقارير تفيد بأن قاذفتين على الأقل من طراز "B-52" قد تم إرسالهما أيضًا إلى منشآت الدعم التابعة للبحرية الأميركية في هذه الجزيرة. وأشار سوشيو إلى أن هذه القاذفات لم تكن متمركزة في الجزيرة خلال السنوات الخمس الماضية.
وتتميز قاذفات "B-52" عن قاذفات "B-2" بقدرة تدميرية ومدى طيران أكبر، وتُعد منصة مثالية للهجمات الاستراتيجية بعيدة المدى، كما أن تكلفة تشغيلها وصيانتها أقل.
وأشار سوشيو في مقاله إلى توقف العمليات ضد الميليشيات الحوثية وتعهدهم بوقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، واعتبر أن زيادة وجود القاذفات بعيدة المدى الأميركية في القواعد العسكرية حول العالم قد يكون مؤشرًا على وجود "مهمات أخرى تجري خلف الكواليس".
كما أشار إلى احتمال آخر بقوله: "من الممكن أن تكون هذه القاذفات قد تم نشرها بهدف تنفيذ ضربة ضد البرنامج النووي الإيراني. لقد أعلن دونالد ترامب أنه يأمل بالتوصل إلى اتفاق مع طهران، لكنه لم يستبعد القيام بعمل عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مُرضٍ".
وبطرحه لمسألة أن من بين وظائف إرسال القوات والقاذفات إلى القواعد العسكرية هو المشاركة في تدريبات مشتركة مع الحلفاء وإظهار القوة الجوية الأميركية، تساءل سوشيو عمّا إذا كان مثل هذا الاستخدام يبرر كلفة إرسال هذا العدد من القاذفات إلى جزيرة نائية.
وبرأيه، من الصعب تبرير ذلك، لأن جزيرة دييغو غارسيا ليست مناسبة لمثل هذه العمليات المشتركة.
ويخلص هذا المحلل الأمني إلى أن هذه القاذفات "من المحتمل أنها تمركزت في دييغو غارسيا لإيصال رسالة إلى طهران مفادها أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن الولايات المتحدة عازمة على إزالة البرنامج النووي الإيراني بضربة عسكرية".
وبطرحه للسؤال: هل يخشى النظام الإيراني التهديد العسكري الأميركي؟ أشار سوشيو إلى مقابلة أجراها أحد كبار المسؤولين في نظام طهران مع صحيفة "تلغراف" البريطانية، تحدث فيها عن إمكانية تنفيذ هجوم استباقي من قِبل القوات المسلحة الإيرانية على قاعدة دييغو غارسيا.
ونُقل في هذه المقابلة عن مسؤول رفيع في إيران قوله: "لقد تم نصح القادة الكبار ببدء هجمات استباقية على هذه الجزيرة وقاعدتها إذا أصبحت تهديدات ترامب أكثر جدية".
وأضاف: "الرد على تهديدات ترامب يجب أن يكون بالفعل وليس بالقول. كل قاعدة في المنطقة تقع ضمن مدى صواريخنا. الصواريخ جاهزة للإطلاق لتستهدف أي نقطة تهدد إيران، سواء كانت من دييغو غارسيا أو من البحرين".
وعلاوة على هذا التهديد، أشار سوشيو إلى المخاوف من "هجوم من قبل قوات بالوكالة" تابعة للنظام الإيراني، لافتًا إلى أن وصول المزيد من القاذفات قد يجعل من هذه الجزيرة هدفًا أكثر إغراءً.
ثم أضاف على الفور: "لكن الولايات المتحدة سترد بقوة حاسمة".