"التلغراف": رأس الأخطبوط في طهران.. لكن أذرعه ممتدة إلى جميع أنحاء العالم

أشارت صحيفة "التلغراف" البريطانية إلى توقيف عدد من الإيرانيين في البلاد على خلفية أعمال إرهابية وتهديدات سابقة من جانب النظام الإيراني، وكتبت أن رأس هذا الأخطبوط قد يكون في طهران، "لكن أذرعه ممتدة إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك قلب بريطانيا".

وذكرت الصحيفة، في عددها الصادر يوم الأحد 11 مايو (أيار) أن "هذا الحادث إنذار جدي يُظهر كيف يمكن أن يتحول أمن بريطانيا إلى ورقة في يد أحد أكثر الأنظمة شرًا وتطرفًا واستبدادًا في العالم، على بعد 4.000 ميل".

وفي إشارة إلى التهديدات السابقة، التي طالت صحافيين معارضين للنظام الإيراني، أضافت "التلغراف": "لقد زحفت أذرع عملاء إيران ومرتزقتها المجرمين من أوروبا الشرقية بهدوء إلى شوارع بريطانيا وغيرها من الديمقراطيات منذ مدة طويلة".

وحتى الآن، تم توقيف 9 أشخاص- من بينهم 8 إيرانيين- على صلة بملفين منفصلين متعلقين بأنشطة يُشتبه في صلتها بالإرهاب بجميع أنحاء بريطانيا، وقد أُفرج عن أحدهم بكفالة.

وأشار موقع "ذا ناشيونال" الإخباري، في 9 مايو الجاري، إلى اعتقال عدد من الإيرانيين بتهم تتعلق بأعمال إرهابية في بريطانيا، وذكر أن خمسة من هؤلاء ينتمون إلى "الوحدة 840" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي الجهة المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف خارج إيران.

ونقل الموقع عن مصدر أمني أنه من المحتمل أن يكون هؤلاء الخمسة قد دخلوا إلى بريطانيا بشكل غير قانوني على متن قوارب الهجرة، متخفّين تحت صفة لاجئين.

وبحسب التقرير، فإن الإيرانيين الثلاثة الآخرين المعتقلين هم أعضاء في وزارة الاستخبارات الإيرانية.

وأعلنت الشرطة البريطانية، يوم أمس السبت 10 مايو، أن عمليات التفتيش مستمرة في عدة مواقع بكل من: مانشستر ولندن وسويندون.

وفي موضع آخر من تقريرها، كتبت صحيفة "التلغراف": "المخطط الذي أُحبط في لندن دليل على وصول العنف إلى الغرب؛ نتيجة مؤامرات وحسابات خاطئة لنظام غير مستقر، يقوده حاكم مستبد ومتطرف بخطة أيديولوجية واضحة".

وكتبت الصحيفة أن ما هو على المحك لا يقتصر فقط على أمن إسرائيل أو دول الخليج، بل أمن الشرق الأوسط برمّته، والعالم، وحتى الأمن في شوارع بريطانيا، مرتبط بهذه المواجهة.

وكانت "التلغراف"، قد أشارت في عددها الصادر يوم 8 مايو الجاري، إلى اعتقال عدد من الإيرانيين في بريطانيا، ونقلت عن مصادر مطلعة، أن الحرس الثوري كان يخطط لتنفيذ هجوم على السفارة الإسرائيلية في لندن من خلال هؤلاء الأفراد؛ بهدف إفشال المحادثات الجارية حاليًا بين طهران وواشنطن.

وفي وقت سابق، بتاريخ 7 مايو، أفادت مجلة "التايمز" البريطانية أيضًا، بأن الهدف الأساسي لهذه الشبكة كان الهجوم على السفارة الإسرائيلية في لندن.

وفي اليوم نفسه، طالب المدير العام لشؤون غرب أوروبا في وزارة الخارجية الإيرانية، علی رضا یوسفی، بالحصول على حق الوصول القنصلي للمعتقلين في هذه القضية، مؤكدًا ضرورة "احترام مبادئ المحاكمة العادلة" بحقهم.