أحياء الفقراء تقبع في الظلام 4 ساعات يوميًا.. "التمييز" في انقطاع الكهرباء يغضب الإيرانيين

انقطاع الكهرباء بالمناطق الراقية من العاصمة الإيرانية أقل بكثير مما هو عليه في المناطق الجنوبية والضواحي. هذا الأمر، الذي لطالما تم تداوله كشائعة بين المواطنين، بات الآن مؤكدا من خلال بعض التصريحات والتقارير الصادرة عن وسائل إعلام رسمية، مما أثار غضب الإيرانيين.

صحيفة "هم ‌میهن"، في عددها الصادر اليوم الخميس 8 مايو (أيار)، نشرت تقريرًا بعنوان "انقطاعات الكهرباء التمييزية في طهران"، تناولت فيه عدد ومدة انقطاعات الكهرباء في طهران بحسب المناطق، وأظهرت هذه المراجعة أن الانقطاعات في المناطق ذات الدخل المنخفض كانت أكثر بكثير.

استقصاء ميداني أجرته الصحيفة كشف أن 75 في المائة من انقطاعات الكهرباء في محافظة طهران خلال أول شهرين من السنة، حدثت في جنوب وغرب المحافظة.

كذلك لم تكن أطراف مدينة طهران بمنأى عن هذه الانقطاعات، بل شهدت– مقارنة بمركز المدينة– المزيد من حالات انقطاع التيار.

في 5 مايو (أيار)، وبعد انتشار واسع لشائعة انقطاعات الكهرباء التمييزية في طهران، كتب حسين سلاح ‌ورزي، وهو ناشط اقتصادي ورئيس سابق لغرفة التجارة الإيرانية، عبر حسابه على شبكة "إكس": "إذا كان صحيحًا أن انقطاع الكهرباء أكثر في مناطق طهران الجنوبية والأطراف مقارنة بالشمال، فيجب أن نحزن، لا فقط من أجل اختلال توازن الطاقة، بل من أجل اختلال توازن العدالة الاجتماعية".

وعقب منشوره، أكد عدد كبير من المستخدمين في ردودهم تكرار انقطاع الكهرباء في المناطق الجنوبية، مقابل عدم انقطاعه في المناطق الشمالية من طهران.

أحد المستخدمين من "إسلامشهر"– وهي من مناطق الجنوب– كتب أن الكهرباء تنقطع لديهم مرتين يوميًا. في المقابل، كتب مستخدم من المنطقة الثانية في طهران أن التيار في منزله لم ينقطع ولو مرة واحدة منذ بدء الانقطاعات.

وبحسب ما توصلت إليه صحيفة "هم‌ میهن"، فإنه رغم إعلان جدول زمني رسمي للانقطاعات، إلا أن الانقطاعات تحدث دون تخطيط و خارج الجدول، ففي حين ينقطع التيار في الجنوب والأطراف مرة أو مرتين يوميًا، يبقى مستقرًا في مناطق وسط وشمال طهران.

انقطاع الكهرباء في الشمال له تبعات أمنية وإعلامية

صحيفة "هم‌ میهن" نقلت عن أحد مدراء شركة الكهرباء الإقليمية في طهران قوله: "لضمان استقرار الشبكة، نضطر إلى تركيز الانقطاعات في الأطراف، لأن انقطاع الكهرباء في طهران له تبعات أمنية وإعلامية".

وخلال الفترة المعنية، كانت مناطق شمال طهران الأقل تأثرًا بانقطاع التيار، وفي أوقات كانت مناطق الجنوب تواجه انقطاعات تمتد لساعات، لم تشهد مناطق الشمال أي انقطاع على الإطلاق.

أما مركز طهران، فرغم أنه شهد بعض الانقطاعات أكثر من الشمال، إلا أن هذه الانقطاعات كانت وفق برنامج واضح ومنظم، على عكس المناطق الجنوبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكهرباء تنقطع في مناطق من جنوب وأطراف طهران يوميًا لمدة تصل إلى أربع ساعات. وأجرت حوارًا مع أحد سكان "نسيم‌ شهر" (الاسم السابق: أكبر آباد) الواقعة في أطراف العاصمة، حيث قال: "في الأسبوع الأخير، كنا نواجه انقطاعًا يوميًا للكهرباء بمعدل ساعتين، وخلال الصيف كنا نواجه نفس المعاناة لمدة ساعتين يوميًا، ستة أيام في الأسبوع".

انقطاع التيار في المدن الأخرى

التمييز في توزيع الكهرباء لا يقتصر على مدينة طهران وأطرافها فحسب.

حسين حق‌ وردي، ممثل مدن ملارد، وشهريار، وقدس في البرلمان الإيراني، بعث برسالة إلى عباس علي ‌آبادي، وزير الطاقة، قال فيها: "وفقًا لما ورد في التعميم الصادر عنكم، فإن حصة انقطاع التيار لمدينة طهران تبلغ 50 ميغاواط وتشمل فقط الصناعات الصغيرة والمصانع، بينما تبلغ الحصة لبقية مدن محافظة طهران 200 ميغاواط وتشمل المنازل السكنية، والصناعات".

وبحسب ما ذكره حق ‌وردي، فإن هذا الفارق الكبير في تطبيق انقطاعات الكهرباء تسبب في استياء ومشكلات للمواطنين.