وقد احتلت صورة مشاركة خامنئي في مراسم عاشوراء، صدارة الصحف الإيرانية المختلفة؛ حيث بالغت صحيفة "كيهان" في الوصف، وكتبت: "شمس الثورة أشرقت وحطّمت الحرب النفسية للعدو، وأصبحت الخبر الأول في العالم".
وأضافت الصحيفة المقربة من المرشد الإيراني: "حركة المرشد الملحمية ملأت قلوب أحرار العالم فرحًا وسرورًا، وأحبطت أعداء الثورة. لقد ولّدت قوة عظيمة لإيران، وسادت المجتمع سكينة عميقة".
وكتبت صحيفة "مواجهة اقتصادي" الاقتصادية: "قائد القلوب الصامد في وقت المحنة". ورصد العديد من الصحف، مثل "الجمهورية الإسلامية" و"آرمان امروز" وغيرهما، ردود الأفعال المحلية والدولية حول هذه المشاركة.
وامتدح رئيس تحرير صحيفة "سياست روز" الأصولية، محمد صفري، ذكاء المرشد الإيراني، وكتب: "خامنئي في مراسم عزاء الحسين بن علي (عليه السلام) يريد أن يقرأ نشيد يا إيران، كم هو ذكي، ومؤثر، وهذه هي حكمة قيادة الولي الفقيه لإيران، بينما حُرم العالم مثل هذا القائد والمكانة، فهو طالب الحق وباحث عنه، ومن سار في طريقه فقد أهدى لنفسه النجاة"، على حد تعبير الكاتب.
وتحت عنوان "بطل إيران العاشورائية"، رصدت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، ردود الأفعال الإقليمية والدولية على هذه المشاركة، وكتب رئيس القسم الاقتصادي بالصحيفة، وحيد عظيم نيا: "هذه المشاركة رمز الثبات على طريق الحق. وقد جلبت هذه المشاركة الطمأنينة والسكينة. في هذه الأيام التي جعل فيها الأعداء الفرقة وعدم الثقة أداتهم الرئيسة، مثل هذا الكنز لا يُكتسب بسهولة".
وعددت صحيفة "آكاه" الأصولية، رسائل هذه المشاركة السياسية، وكتبت: "إن إظهار الوحدة والتماسك الوطني في مواجهة التهديدات الخارجية، والتأكيد على الترابط العميق بين قيم عاشوراء والهوية الوطنية الإيرانية، وإحباط حرب العدو النفسية، وإظهار ثقة النظام في إدارة الأزمات والحفاظ على هيبة الدولة في الظروف الحساسة".
اقتصاديًا، وصفت صحيفة "اقتصاد پویا" وضع الأسواق في طهران بالكارثي، وكتبت: "تسود مظاهر الركود واليأس في كل مكان، من سوق الذهب إلى مستحضرات التجميل والخانات الصغيرة".
وبحسب صحيفة "أبرار اقتصادي" الأصولية، فقد مرت سوق البورصة، بعد أسبوعين من الإغلاق، بسبب تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران، بأسبوع مرير؛ حيث شهدت انهيارًا حادًا في المؤشرات وخروجًا غير مسبوق للسيولة".
كما شهدت سوق السيارات أيضًا تقلبات في الأسعار، بحسب صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، التي نقلت عن الخبير في اقتصاد السيارات، مرتضى مصطفوي، قوله: "إن ارتفاع الأسعار في وقت لا يزال فيه القطاع تحت وطأة صدمة عملية الخصخصة الأولية، قد يترتب عليه عواقب لا يمكن إصلاحها لهذه الصناعة".
ووفق صحيفة "مواجهة اقتصادي" الاقتصادية:" فقد ارتفع معدل تضخم المواد الغذائية خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، وهو يعكس حجم الضغط التضخمي على الأسر من الطبقات الدنيا والأكثر ضعفًا في البلاد".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": لا يجب رؤية الخطر في نقطة واحدة
عدد الكاتب الإيراني، جعفر بلوري، في مقالة بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، القضايا المختلفة التي تستدعي اليقظة والحذر، وقال: "التركيز على الخطر والحرب لا ينبغي بأي حال أن يؤدي إلى الإهمال أو حتى التقليل من الاهتمام بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإقليمية وغيرها.. بمعنى آخر، لا يجب رؤية الخطر في نقطة واحدة فقط والغفلة عن النقاط الأخرى".
وأضاف: "أعتقد أن جزءاً كبيرًا من التماسك والوحدة الاجتماعية هو نتيجة الثقافة الإيرانية الإسلامية لهذا الشعب المتحضر". وهاجم ما وصفه بـ "الخطاب المنحرف والخطير" الذي يفصل بين الشعب والأمة، متابعًا: "هذه القضية هي واحدة من تلك القضايا، التي استغلتها مجموعة من العلمانيين والموالين للغرب، فور بدء وقف إطلاق النار، وهاجموا بها هذه الوحدة، سواء عن جهل أو عن عمد وكراهية".
وشدد على ضرورة "تهديد قادة العدو وكسر حاجز الخوف من قتلهم أيضًا". مستشهدًا بفتوى عدد من المراجع مؤخرًا. محذرًا من خطط الأعداء، وقال: "إن العدو الذي بدأ الحرب معنا لديه أيضًا خطط بديلة؛ خاصة في ظل ما يتردد عن تحركاته في بعض دول المنطقة".. داعيًا إلى اليقظة وربط كل التطورات ببعضها.
"اعتماد": الضرر المحض لحجب الإنترنت
أعد الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، والناشطان السياسيان، فياض زاهد ومحمد مهاجري، تقريرًا لصحيفة "اعتماد"، بخصوص حجب الإنترنت؛ حيث اقترح الثلاثة على الرئيس الإيراني "تشكيل فريق خبراء مستقل لتقييم آثار الحجب ورفع توصيات عملية، وإصلاح المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي أو استبداله، والانتقال من سياسة الحظر إلى التنظيم الذكي".
وأورد التقرير دافعين على الأقل لحجب الإنترنت، أحدهما يخفي الآخر، هما: "التذرع بالتجسس عبر تطبيقات الإنترنت لإخفاء الدافع الثاني، وهو احتكار بيع برامج VPN وكسب 20 ألف مليار تومان سنويًا، وهى جريمة اقتصادية وأمنية، ولذلك لا يعترفون بها، ويستخدمون فكرة التجسس الوهمي كذريعة".
وأضاف التقرير: "مشكلة الـ VPN، بالإضافة إلى التكلفة العالية، هي تلويث شبكة الإنترنت الإيرانية". بخلاف: "خلق إنترنت طبقي حيث النخبة تتمتع باتصال مفتوح بينما يعاني العامة.. وزيادة مستوى الاستياء الشعبي بسبب القيود غير المبررة.. وهناك دوافع أخرى، مثل قلق بعض الجهات (كالإذاعة والتلفزيون) من الفضاء الإلكتروني باعتباره منافسًا خطيرًا، ومن ثم يسعون إلى تقييده بدلًا من الانضمام لحرية الإعلام".
"اقتصاد بویا": تفاقم أزمة البطالة
حذر تقرير لصحيفة "اقتصاد بویا" الاقتصادية، من تفاقم أزمة البطالة، نتيجة أزمة قطاع التوزيع، وهروب رأس المال، وضعف أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ونقل التقرير عن الخبير الاقتصادي وعضو الهيئة العلمية بجامعة جمران، مرتضى أفقه قوله: "على الحكومة أن تفرض الحكومة رقابة أكثر صرامة على قطاع التوزيع لضمان قدرة الطبقات المتوسطة والمنخفضة الدخل على تلبية احتياجاتها الأساسية والعيش دون صعوبات.. ولا بد من تجنب الخلافات الداخلية التي تُفاقم الأزمات حتى دون صراعات عسكرية".
وأضاف:" يجب على الحكومة التركز على منع هروب رأس المال خلال فترة الهدنة.. وأن تتحرك سريعًا لمعالجة العقبات البيروقراطية التي تعوق الأعمال، وحل هذه المشاكل خارج الإطار الروتيني. كما يجب على البرلمان سن قوانين تسهل هذه العملية. فالمنشآت الصغيرة والمتوسطة تعمل بنصف طاقتها، لأسباب في الأغلب داخلية لا علاقة لها بالعقوبات. لذا، هناك حاجة ملحة لإصلاح الهياكل غير الفعالة التي تعيق الإنتاج".
وتابع: "ستكون الدبلوماسية حاسمة في الفترة المقبلة، حيث تؤثر على الاقتصاد أكثر من الجانب السياسي. يجب تحقيق توازن في العلاقات مع الجيران والاستفادة من المنافسة بين الشرق والغرب، كما أن مستقبل بيع النفط غير واضح، مما يعزز أهمية دور الدبلوماسية، خاصة أن الولايات المتحدة تواصل سياسة الضغط الأقصى".