تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات بين أميركا وإيران "لأسباب لوجستية"

نقل موقع "أكسيوس"، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، التي كان من المقرر عقدها بعد غد السبت في روما، قد تأجلت لمدة أسبوع.

كما أكد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، تأجيل هذه المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.

وكتب موقع "أكسيوس" أن لقاء ممثلي إيران مع دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) سيُرجأ على الأرجح أيضًا إلى موعد لاحق.

ولم يذكر الموقع أسباب تأجيل الاجتماعين.

وقد أكدت بعض وسائل الإعلام القريبة من فريق التفاوض الإيراني هذا الخبر أيضًا.

من جانبه، صرّح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن المحادثات بين طهران وواشنطن تأجلت "لأسباب لوجستية"، مضيفًا أن الموعد الجديد سيُعلن "بعد الاتفاق".

مسؤول إيراني: استمرار المفاوضات مرتبط بسلوك الولايات المتحدة

قال مسؤول إيراني لوكالة "رويترز" إن "استمرار المفاوضات" بين طهران وواشنطن يعتمد على "سلوك الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن العقوبات الأميركية "لا تُسهم في العملية الدبلوماسية لحل الملف النووي الإيراني".

ولم تذكر "رويترز" اسم هذا المسؤول الإيراني.

كما نقلت الوكالة عن مصدر مطّلع أن الولايات المتحدة لم تؤكد رسميًا مشاركتها في الجولة الرابعة من المفاوضات، وأن موعد انعقادها لا يزال غير محدد.

وقد أُجريت حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات بين طهران وواشنطن في مسقط وروما.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن سابقًا أنه سيجتمع يوم 1 مايو مع ممثلي الترويكا الأوروبية لمناقشة برنامج إيران النووي.

عقوبات أميركية جديدة قبيل الجولة الرابعة من المفاوضات

في 30 أبريل، أدرجت الولايات المتحدة ناقلتين نفطيتين وسبع شركات من إيران، والإمارات، وتركيا، على قائمة العقوبات، بسبب تورطها في تجارة النفط والمنتجات البتروكيميائية الإيرانية.

كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 29 أبريل عقوبات على ست مؤسسات وستة أفراد من إيران والصين لدورهم في شبكة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني في تأمين مواد أولية لوقود الصواريخ الباليستية.

ووصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في 1 مايو العقوبات الأميركية الجديدة بأنها "إرهاب اقتصادي" وأدانها بشدة، قائلًا إنها "دليل واضح على إصرار صناع القرار في واشنطن على انتهاك القوانين وتقويض مصالح الدول الأخرى، ومحاولة تخريب العلاقات القانونية والودية بين الدول النامية".

الولايات المتحدة: على إيران أن تأخذ الرسالة بجدية

في الأثناء، قال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم 1 مايو، إنه يأمل أن "تأخذ إيران رسالة واشنطن على محمل الجد".

وأشار إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي، قائلًا: "على إيران أن تستفيق وتتلقى الرسالة، فهي تستطيع أن تكون دولة مسؤولة. دونالد ترامب يريد السلام ومستعد للتوصل إلى اتفاق".

وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد حذر مساء 30 أبريل من دعم إيران "القاتل" للحوثيين في اليمن.

وكتب هيغسيث على منصة "إكس": "رسالة إلى إيران: نرى دعمكم القاتل للحوثيين. نعرف تمامًا ما تفعلونه. وتعرفون جيدًا قدرات الجيش الأميركي. لقد تم تحذيركم، وستدفعون الثمن في الوقت والمكان الذي نحدده".

كما شدد مستشار الأمن القومي على أن إيران يجب أن لا تحصل على سلاح نووي، ويجب أن تتوقف عن أي دعم مالي أو تقني أو صاروخي للجماعات "الإرهابية" التي تهدد الملاحة الدولية أو تضر بمصالح واشنطن أو تهاجم الطائرات الأميركية.

وأضاف: "كفى. الرئيس الأميركي أوضح هذه الرسالة بصوت عالٍ، ووزير الدفاع نقلها بوضوح تام".

وأكد أن ستيف ويتكوف، كبير مفاوضي الإدارة الأميركية، "مستعد لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات".

رد إيراني: لم ننسحب من المفاوضات

وفي ردها على تصريحات والتز، كتبت وكالة "إيسنا" الإيرانية دون الإشارة إلى تأجيل مفاوضات روما أن "إيران لم تنسحب من مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة".

إشارات إلى جدية غير مسبوقة من إيران

وفي وقت سابق، يوم 30 أبريل، أعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران أظهرت "جدية غير مسبوقة" في المفاوضات النووية.

وقال: "للمرة الأولى منذ سنوات، أرى إيران تدخل في حوار مباشر وصريح حول جوهر المسألة".

مواقف جديدة داخل النظام الإيراني

وفي السياق، نشرت مجلة "الإيكونوميست" يوم 1 مايو تقريرًا حول المحادثات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة، وقارنتها بمفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، مشيرة إلى أن "المرشد خامنئي كان متشككًا في السابق تجاه التفاوض، أما اليوم فهو مراقب ومدافع عنه، والحرس الثوري الذي كان يعتبر نفسه ضحية للاتفاق، بات يأمل الآن في الاستفادة منه".

وأفاد موقع "تابناك" في 1 مايو بأن المفاوضات بين طهران وواشنطن وصلت إلى "مرحلة حساسة"، متوقعًا أن تحدد "نتائج المطالب الفنية" في الجولة الرابعة من المحادثات "مسار المفاوضات المقبلة".