"أسوشييتد برس": انفجار بندر عباس وقع في منطقة تابعة لمؤسسة تخضع مباشرة للمرشد الإيراني

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريرًا حول الانفجار الدموي الذي هزّ يوم السبت الماضي (26 أبريل/نيسان) ميناء رجائي قرب مدينة بندر عباس، وتناولت فيه دور الحرس الثوري الإيراني، خصوصًا مؤسسة "المستضعفين" التي تعمل تحت إشراف مباشر من المرشد علي خامنئي.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، أدى هذا الانفجار حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1000 آخرين.

وذكرت الوكالة أن تقارير محلية تشير إلى أن مركز الحادث كان في منشآت تعود في نهاية المطاف إلى مؤسسة "المستضعفين"، وهي هيئة اقتصادية ضخمة تخضع مباشرة لمكتب خامنئي.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على مؤسسة "المستضعفين" بسبب دورها في "إثراء مكتب المرشد، ومكافأة حلفائه السياسيين، واضطهاد معارضي النظام".

وبحسب الوزارة، فإن بعض كبار مديري المؤسسة على صلة مباشرة بالحرس الثوري، القوة التي تمتلك ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية وتشرف على العديد من العمليات خارج الحدود.

ورغم أن السلطات الإيرانية لم تعلن رسميًا بعد عن سبب الانفجار، فإن التكهنات تتزايد بشأن وجود شحنة غامضة شديدة الانفجار في الميناء.

تقارير إضافية تحدثت عن أن الميناء كان مؤخرًا يستضيف مواد تدخل في إنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وهي ادعاءات نفتها الجهات الرسمية.

وقال أندريه سيلّا، أستاذ الكيمياء في جامعة كوليدج لندن، إن تخزين مثل هذه المادة ذات الطاقة العالية "في وسط مستودع داخل ميناء" أمر غير مألوف وخطير للغاية.

ووصف ذلك بأنه "جنوني"، مشيرًا إلى التشابه بين انفجار بندر عباس والانفجار في مرفأ بيروت عام 2020 وكارثة مصنع "PEPCON" في نيفادا عام 1988.

وفي جميع هذه الحوادث، تم تسجيل سحابة حمراء قبل الانفجار، وهي عادة ما تنجم عن احتراق نترات الأمونيوم أو بيركلورات الأمونيوم.

دور مؤسسة المستضعفين

تُعتبر مؤسسة المستضعفين من أكبر الكيانات الاقتصادية في إيران.

وبحسب تقرير للكونغرس الأميركي عام 2008، كانت المؤسسة تسيطر على نحو 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وتشمل أصولها قطاعات مثل الصلب، الطاقة، التعدين، السكك الحديدية، والشحن البحري.

وتتولى شركة سينا لتطوير الخدمات البحرية والمينائية، وهي شركة تابعة للمؤسسة، إدارة جزء من ميناء رجائي.

وتشير تحليلات صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها "أسوشيتد برس" إلى أن مركز الانفجار كان قريبًا جدًا من محطة سينا.

ويترأس المؤسسة حاليًا حسين دهقان، القائد السابق في الحرس الثوري والمستشار العسكري للمرشد خامنئي، في حين أن معظم مديري المؤسسة تربطهم علاقات مباشرة أو غير مباشرة بالحرس الثوري.

كما أشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن للمؤسسة علاقات مالية مع قوى الأمن الداخلي، ووزارة الدفاع، والحرس الثوري.

وقد وصفت منظمة "متحدون ضد إيران النووية" المؤسسة بأنها "صندوق تمويل للحرس الثوري"، يستخدمه القادة الكبار لتمويل أنشطة إرهابية.

العقوبات والموقف الأميركي

في عام 2020، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات على مؤسسة "المستضعفين، ووصفتها بأنها أداة لملء "جيوب حلفاء المرشد خامنئي".

ومع استمرار التحقيقات في أسباب الانفجار، عاد التركيز مجددًا إلى الكيانات الاقتصادية المرتبطة بالحرس الثوري ومكتب المرشد في إيران، مما يزيد من الضغوط الدولية على هذه المؤسسات.