خلافات جولة المفاوضات الثالثة.. و"الإهمال" وراء كارثة ميناء رجائي.. و"نزع" سلاح حزب الله
يحاول المسؤولون الإيرانيون، وقبل تقديم تقارير دقيقة عن نتائج التحقيقات، التأكيد بأن انفجار ميناء بندر عباس ليس عملا تخريبيا متعمدا، وأنه نجم عن حادث طبيعي أو إهمال وتقصير من قبل بعض العمال والمسؤولين في الميناء.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، نقلت تصريحات بعض المسؤولين المحليين والمسؤولين في طهران الذين يؤكدون باستمرار أن الانفجار ليس ناجما عن عمل تخريبي متعمد ولا توجد أطراف خارجية متورطة فيه.
الصحيفة أشارت في هذه السياق إلى واقع الموانئ والخلل الذي تشهده في الرقابة وإجراءات التفتيش، حيث لا تخضع الحاويات المستوردة إلا إلى جزء يسير من الرقابة المطلوبة.
صحيفة "جمهوري إسلامي" دعت في المقابل المسؤولين إلى أن يسارعوا في الكشف عن حقيقة ما وقع، مؤكدة أنه لو تم التأخر في الكشف عن النتائج الحقيقية فإن "وسائل الإعلام المغرضة" ستتبنى روايات كاذبة وشائعات تخلق جوا نفسيا وتصورات سيئة لدى الرأي العام الإيراني.
من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 30 أبريل (نيسان)، هو موضوع المفاوضات، حيث أشار عدد من الصحف إلى تزايد الرغبة الأوروبية في الانضمام إلى المفاوضات، مشيرة إلى تهديدات بعض المسؤولين الأوروبيين بتفعيل "آلية الزناد" إذا لم يتم ضمان مصالح الدول الأوروبية في المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن.
في شأن متصل بالمفاوضات، قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن على إيران ألا تستعجل في التوصل لاتفاق نووي خوفا من عودة العقوبات الأممية، بعد انتهاء موعد الاتفاق النووي السابق في أكتوبر (تشرين الأول) القادم، لأن هذه العقوبات لم ترفع أساسا كي نخشى من عودتها، بل إن حجم ونطاقها اليوم أكبر مما كان في السابق.
وزعمت الصحيفة أن لإيران خيارات كثيرة لمواجهة مثل هذه الضغوط والتهديدات، كأن ترفع من نسبة تخصيب اليورانيوم أو تخرج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أو زيادة نطاق الصواريخ لكي تصل إلى أبعد نقطة في القارة الأوروبية.
في سياق منفصل علقت صحيفة "آكاه" على التحركات الدولية والإقليمية الرامية إلى الضغط على الحكومة اللبنانية لإجبار حزب الله على التخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي، ورفضت الصحيفة هذه المحاولات واصفة إياها بأنها "مؤامرة صهيوأميركية" ضد المقاومة في لبنان.
الصحيفة الأصولية والمقربة من التيار المتشدد في إيران عنونت بخط عريض حول هذا الموضوع وكتبت "نزع سلاح حزب الله مستحيل".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الوفد التفاوضي لإيران يقع في خطأ وفد حكومة روحاني
قالت صحيفة "كيهان" إن حكومة بزشكيان تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه حكومة روحاني، التي حاولت ربط الواقع الاقتصادي والمعيشي في إيران بطاولة المفاوضات، بحيث إن أي اهتزاز أو عرقلة في مسار المفاوضات ينعكس بسرعة على واقع الحياة في الداخل الإيراني.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة تعتقد أن على وزير الخارجية ووفد إيران التفاوضي أن يصلا إلى اتفاق، لأن الوصول إلى اتفاق هو أحد الوعود الرئيسية للحكومة، وأن عدم إنجازه يعني عدم انجاز الوعود الانتخابية للرئيس.
ورأت الصحيفة أن خلق مثل هذه التوقعات والتصورات في عقلية المفاوضين الإيرانيين يضاعف عليهم الأعباء والضغوط، ويجعلهم مقيدين في الحركة والمناورة داخل غرف التفاوض.
وتابعت الصحيفة أن الوفد الإيراني المفاوض اليوم يكرر الخطأ من خلال قبوله المهلة الزمنية المحددة من قبل أميركا للوصول إلى اتفاق أو الموافقة على التوصل لاتفاق مؤقت في مدة زمنية محدودة، لافتة إلى تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي شدد فيها على ضرورة أن تصل إيران لاتفاق مع الأطراف الغربية قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، موعد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي، وهو ما يعطي الإذن اللازم للجانب الأوروبي لتفعيل "آلية الزناد" وعودة العقوبات الأممية.
"آرمان أمروز": خلافات عصفت بالجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن
قال الباحث والمحلل السياسي مهدي تديني، في مقال له نشرته صحيفة "آرمان امروز"، إنه ووفقا لبعض المصادر فإن الجولة الثالثة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في عمان انتهت بخلافات حول القضايا الجوهرية، حيث تعارض الولايات المتحدة الأميركية إصرار إيران على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم.
كما لفت الكاتب إلى تصريح وزير الخارجية الفرنسي الذي هدد بأن الدول الأوروبية ستلجأ إلى تفعيل "آلية الزناد" إذا لم يتم ضمان مصالح الدول الأوروبية في المفاوضات الجارية بين إيران وأميركا.
ورأى الكاتب أن مثل هذه التصريحات تكشف أن "الترويكا الأوروبية" غير راضية من المفاوضات الحالية بين طهران وواشنطن، وتريد حصة أكبر من الحضور والوقوف على طبيعة القضايا والملفات المناقشة.
وتوقع الكاتب أن تنخرط قريبا دول أوروبية ودول أخرى في عملية المفاوضات ولا تبقى محصورة بين إيران وأميركا بوساطة من سلطنة عمان، ولكن ذلك مشروطا بالتوصل إلى تفاهم مبدئي بين إيران وأميركا حول القضايا الخلافية الكبيرة.
"جوان": حادث انفجار ميناء بندر عباس ليس عملا تخريبيا متعمدا.. والإهمال أو البيانات المزيفة سبب الانفجار
ذكرت صحيفة "جوان"، القريبة من الحرس الثوري، أنه ووفقا لآخر التصريحات ومواقف المسؤولين في إيران فإن حادث انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس لم يكن ذا منشأ خارجي، ولم يكن مفتعلا، بل إنه كان نتيجة "إهمال" أو "بيانات كاذبة".
وفي شرح المقصود من "البيانات الكاذبة" أوضحت الصحيفة أنه يقصد بذلك أن المستوردين للحاويات قدموا بيانات غير دقيقة عن محتوى هذه الحاويات، واستوردوا مواد قابلة للاشتعال بسرعة دون أن يبلغوا عن ذلك.
وعن سبب ذلك لفتت الصحيفة إلى أن من قاموا بهذه المخالفة قد يكون الهدف لهم هو التهرب من الضرائب الجمركية أو الحصول مرتين على العملة الأجنبية المدعومة من الحكومة.
وذكرت الصحيفة أن الموانئ في إيران تشهد حالات غريبة من المخالفات، كأن لا يتم ترخيص شحنة تقدر بـ40 ألف طن من الزيت لتبقى في الميناء عدة سنوات وتفسد دون أن تتم الاستفادة منها، أو أن تبقى سفن 6 أشهر في طابور الانتظار من أجل تفريغ حمولتها، مقررة أن ذلك أصبح شئيا متعارفا عليه في الموانئ الإيراني، في حين أن الزمن المتعارف عليه في الموانئ بالدول الأخرى هو 24 ساعة إلى 48 ساعة.
كما انتقدت الصحيفة عدم وجود رقابة صارمة على السلع المستوردة، مستشهدة بتصريحات للمرشد علي خامنئي عام 2017 قال فيها إنه تم إبلاغه بأن بعض الموانئ تستقبل مثلا في يوم واحد 3000 آلاف إلى 5000 حاوية جديدة، لكن لا يتم تفتيش سوى 150 حاوية فقط.