طهران تنفي "ادعاءات" فرنسا.. وإسرائيل تؤكد تزايد فرص نجاح الاتفاق بين أميركا وإيران
ذكرت شبكة "كان" الإسرائيلية أن المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا مقتنعين بأن احتمال نجاح المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني قد ازداد. فيما وصفت طهران "ادعاءات" وزير خارجية فرنسا بقرب امتلاك إيران أسلحة نووية، بأنها "لا أساس لها من الصحة".
وأفادت "كان"، يوم الثلاثاء 29 أبريل (نيسان)، أنه بعد الجولة الثالثة من المفاوضات في عمان، خلص المسؤولون الإسرائيليون إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق أصبح الآن أكبر من احتمال فشل المفاوضات.
كانت إسرائيل تتوقع في السابق أن تؤدي هذه المفاوضات إلى الفشل. والآن، يحذر المسؤولون الإسرائيليون من أن الاتفاق النهائي بين إيران وحكومة ترامب قد لا يتماشى مع متطلبات إسرائيل الأمنية، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل من قبل إيران.
وصف عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، مفاوضاته مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب في الشرق الأوسط، بأنها "جادة ومركزة"، وأشار إلى تحقيق تقدم في المحادثات، لكنه أكد أن بعض الخلافات الأساسية لا تزال قائمة.
تهديد فرنسا ورد إيران
واقترحت إيران إجراء محادثات مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا قبل الجولة القادمة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، المقرر عقدها يوم السبت 3 مايو (أيار) في روما.
ورفضت الدول الأوروبية الثلاث عرض عقد لقاء في طهران، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المحادثات ستُعقد قبل الجولة الرابعة من مفاوضات طهران وواشنطن.
وقال جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، الاثنين 28 أبريل (نيسان)، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه إذا فشلت مفاوضات إيران والولايات المتحدة، فلن تتردد باريس في إعادة فرض العقوبات على إيران.
وحذر من أنه إذا لم تُحقق المفاوضات بين طهران وواشنطن المصالح الأمنية للدول الأوروبية، فإن الدول الأوروبية الثلاث لن تتردد في تفعيل آلية "الزناد" (Snapback).
وأضاف بارو في جلسة لمجلس الأمن الدولي مساء الاثنين 28 أبريل: "من الواضح أنه مع انتهاء الاتفاق النووي مع إيران خلال أسابيع قليلة، إذا لم تُضمن المصالح الأمنية الأوروبية، فلن نتردد لحظة واحدة في إعادة جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات".
فرنسا وبريطانيا وألمانيا، المعروفة بـ"E3"، هي أطراف في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، والذي سينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويحق لها تفعيل آلية إعادة العقوبات، المعروفة بـ"آلية الزناد"، في مجلس الأمن.
من جانبه، قال أمير سعيد إيرواني، سفير إيران والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 29 أبريل (نيسان)، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدوري وأمين عام الأمم المتحدة، إن موقف فرنسا بأن "إيران على وشك تطوير أسلحة نووية" هو "ادعاء لا أساس له وغير مسؤول سياسيًا".
كما قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في المؤتمر الصحفي ذاته: "نحن في لحظة حساسة للغاية. لم يعد الأمر يتعلق بأشهر أو سنوات، بل ربما أسابيع قليلة فقط للتوصل إلى شيء عملي وقابل للتنفيذ، والأهم من ذلك، منع شبح المزيد من الصراعات العسكرية في العالم، خاصة في منطقة لا تحتاج إلى توضيح مدى عدم استقرارها".
وأكد مجددًا: "أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة يحتاج إلى موافقة الوكالة، وإلا سيكون وثيقة غير ذات مصداقية".
في الولايات المتحدة، كثفت إدارة ترامب الضغوط بفرض عقوبات جديدة على شركات صينية وإيرانية مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي. وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها ترامب لتقييد البرامج النووية والصاروخية لنظام إيران.
ومنذ سبتمبر (أيلول)، التقى ممثلون من طهران والدول الأوروبية الثلاث عدة مرات لمناقشة العلاقات الثنائية والقضية النووية.
وكان آخر هذه اللقاءات في مارس (آذار) على مستوى الخبراء، وتناول معايير اتفاق محتمل للتراجع عن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انسحب من اتفاق البرنامج النووي في عام 2018 خلال ولايته الأولى، هدد بمهاجمة إيران إذا لم يتم التوصل سريعًا إلى اتفاق جديد يمنع تطوير أسلحة نووية من قبل النظام الإيراني.
وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. ويُستخدم التهديد بإعادة العقوبات كأداة للضغط على النظام الإيراني لتقديم تنازلات أكبر في المفاوضات، مما يجعل المحادثات الاستراتيجية بين أميركا وأوروبا ذات أهمية متزايدة.
وبما أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي لعام 2015، فإنها لا تستطيع تفعيل "آلية الزناد" لإعادة العقوبات تلقائيًا في مجلس الأمن. وبالتالي، فإن الدول الأوروبية الثلاث هي الأطراف الوحيدة القادرة والراغبة في متابعة تفعيل هذه الآلية.