جلد مطرب إيراني"انتقاما لدعمه النساء والاحتجاجات" يثير غضب المعارضين

أثار تنفيذ حكم جلد المغني مهدي يراحي، المعروف بأغانيه الاحتجاجية، ردود فعل واسعة من قبل الفنانين والنشطاء السياسيين والمدنيين. بالإضافة إلى المواطنين العاديين. كما أدان الكثير من الشخصيات البارزة تنفيذ هذا الحكم.

وأعلنت محامية مهدي يراحي، يوم الأربعاء 5 مارس (آذار) عن تنفيذ حكم الجلد "بالكامل" (74 جلدة) لموكلها في الفرع الرابع لتنفيذ أحكام نيابة الأمن الأخلاقي في طهران، وأكد يراحي ذلك بعد ساعات.

يشار إلى أن هذا المغني الذي رافق بأغانيه الاحتجاجية المظاهرات الشعبية الواسعة "المرأة، الحياة، الحرية"، شكر أولئك الذين دعموه، وكتب: "من لا يرغب في دفع ثمن الحرية، لا يستحقها".

وأعاد داريوش إقبالي، المغني الإيراني الشهير، أمس الأربعاء 5 مارس (آذار)، نشر أغنية له على "إنستغرام" مع منشور يدعم فيه هذا المغني المحتج.

وغنى داريوش إقبالي في هذه الأغنية: "لا رصاص ولا خنجر، ولا سجن ولا مشنقة، لا تخافوا من الليل".

من جانبها، نشرت نرجس محمدي، الناشطة السياسية المعتقلة والحائزة على جائزة نوبل للسلام 2023، صورة لهذا المغني على صفحتها على "إنستغرام"، وكتبت: "تنفيذ حكم جلد مهدي يراحي هو انتقام لدعمه نساء إيران".

وأضافت هذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان: "الجلد على جسد مهدي هو سوط على أجساد النساء المقاومات الشجاعات في إيران، وعلى الروح القوية المزدهرة لحركة المرأة، الحياة، الحرية".

وكتب حامد إسماعيليون، الناشط المدني المعارض للنظام الإيراني، أمس الأربعاء على منصة "إكس" دعمًا لمهدي يراحي: "في مدح الذين يحملون على أجسادهم المتعبة آثار سياط المجرمين والمستبدين. في مدح الذين يقولون (لا) وهم المنتصرون في هذه الحرب غير المتكافئة".

وأعلنت جوهر عشقي، والدة ستار بهشتي، أحد ضحايا الاحتجاجات الشعبية، دعمها لمهدي يراحي على منصات التواصل الاجتماعي، قائلة: "هذا هو النظام نفسه الذي ظل لأكثر من أربعين عامًا يقمع صوت الشعب بالقوة، لكنه لا يفهم أن صوت الحرية لا يمكن إسكاته بالسلاسل والسياط".

ووصف توماج صالحي، مغني الراب المحتج الذي واجه أيضًا الاعتقال والأحكام القضائية بسبب معارضته للنظام الإيراني في أغانيه، حكم الـ74 جلدة ضد مهدي يراحي بأنه يعود إلى "العصر الحجري".

وقال صالحي عن تنفيذ هذا الحكم: "أحيانًا تجعلنا الجروح أقوى، لكن ذلك يعتمد على الشخص".

وكتب آرش صادقي، الناشط السياسي والمعتقل السياسي السابق الذي واجه أيضًا العديد من الأحكام القضائية والأمنية خلال العقدين الماضيين، على منصة "إكس" مع نشر صورة لمهدي يراحي: "74 جلدة كانت ردًا على فنان أصبح صوت الشعب وصرخ بألمهم".

وأضاف صادقي أن هذا الفنان "لم يخضع للقمع"، مؤكدًا أن الشعب "لن ينسى أبدًا من وقف إلى جانبه في أصعب الأيام".

وكان مهدي يراحي قد شرح في فيديو نشره يوم 27 فبراير (شباط) الماضي ظروفه وحكم الـ74 جلدة في قضية أغنية "الوشاح".

وأشار إلى حكم المحكمة بالسجن لمدة عامين و8 أشهر، مع إمكانية تنفيذ عام واحد فقط، كما دفع الغرامة المالية، لكنه لم يطلب إلغاء حكم الجلد.

وأضاف يراحي أنه بسبب حالته الصحية، تم تحويل عقوبة السجن إلى إقامة جبرية في المنزل مع وضع سوار إلكتروني. وقال: "بعد انتهاء هذه الفترة، أردنا رفع الكفالة، لكنهم أخبرونا أن ذلك مشروط بتنفيذ حكم الجلد أو بتوضيح مصيره".

وقال يراحي أيضًا إنه لم يعد يرغب في الحصول على تراخيص للحفلات الموسيقية أو استخدام "الامتيازات" بوصفه مغنيا رجلا، وأضاف: "أريد أن أكون إلى جانب نساء بلدي".

وكان مهدي يراحي قد أعاد خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" غناء إحدى أغانيه، حيث استبدل كلمات "خبِّري عن نفسك" بـ"اخلعي وشاحك". وقد أدى الاستقبال الواسع لهذه الأغنية إلى اعتقاله.