صحف إيران: طهران ترغب في إحياء الاتفاق النووي وجدل حول عطلة السبت وروحاني يخوض معركة خاسرة

فيما رحبت جل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 16 مايو (أيار)، بقرار البرلمان المصادقة على إعلان يوم السبت عطلة رسمية بدل الخميس، لتصبح أيام العطل في إيران الجمعة والسبت، عارضت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، هذا القرار كون يوم السبت هو عطلة اليهود.

السبب الرئيس وراء هذا الترحيب بالقرار، الذي ينتظر موافقة مجلس صيانة الدستور ليدخل محل التنفيذ، يكمن في رغبة هذه الصحف في أن يكون الاقتصاد الإيراني على تواصل أكثر مع الاقتصاد العالمي، حيث كانت هناك 4 أيام تنقطع فيها إيران مصرفيا عن العالم بسبب وجود يومي عطلة في إيران هما الخميس والجمعة، ويومي عطلة في بقية دول العالم تقريبا هما السبت والأحد.

صحيفة "آرمان أمروز" لفتت إلى هذه الملاحظة، وعنونت في مانشيتها اليوم الخميس: "عولمة الاقتصاد الإيراني بعد عطلة السبت"، وقالت "أفكار": "البرلمان يقرر زيادة التعامل مع العالم بعد قرار عطلة السبت".

من الملفات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم هي أزمة السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، حيث خلفت هذه السيول ضحايا وخسائر فادحة في الممتلكات والسيارات.

صحيفة "خراسان" انتقدت ما سمته "سوء الإدارة" في التعاطي مع أزمة يفترض أن السلطة تكون مطلعة عليها قبل أن تحدث، لوجود أنظمة الرصد الجوي التي تحدد موعد الأمطار وشدتها.

صحف أخرى مثل "آرمان ملي" أشارت إلى تعزيز احتمالية إحياء الاتفاق النووي بعد زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي إلى إيران، وتصريحاته الأخيرة حول رغبة طهران في إحياء الاتفاق السابق مع الوكالة، وعنونت في مانشيت اليوم الخميس بالقول: "بوادر إحياء الاتفاق النووي في تصريحات غروسي"، فيما استخدمت "آرمان أمروز" عنوان: "عزم إيراني جاد لإحياء الاتفاق النووي".

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"كيهان": موافقة خامنئي على عطلة يوم السبت خطأ.. ويجب تصحيح المعلومة فورا

عارض مدير تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، قرار البرلمان أمس المصادقة على تعطيل يوم السبت بدل الخميس، وذلك كون يوم السبت هو عطلة اليهود.

وقال حسين شريعتمداري: "السبت هو عطلة اليهود الرسمية، ولا ينبغي أن يتهم النظام الإيراني المقدس بمسايرة اليهود والاتفاق معهم!".

كما رفض الكاتب حجج مؤيدي هذا القرار، حيث يبررونه بالمكاسب الاقتصادية، ويقولون إن تكلف عطلة الخميس في إيران تبلغ 8 مليارات دولار سنويا، مؤكدا أنه لا صحة لمثل هذه المزاعم، ولا تبرير اقتصادي لقرار البرلمان، بل إن فيه "إساءة" للنظام الإيراني الإسلامي المقدس.

ولفت شريعتمداري إلى ما تم تداوله من أخبار تشير إلى موافقة المرشد خامنئي على هذه الخطوة، وقال: "المعروف أن بيت المرشد لا يعمل بهذه الطريقة، بكل تأكيد هناك خطأ ما وقع في نقل هذا الخبر، هذا خطأ يثير الاستفهامات، ويجب نفيه وتكذيبه بأسرع وقت ممكن".

"همدلي": روحاني يلعب بلا كرة في معركة مع مجلس صيانة الدستور

تناولت صحيفة "همدلي" معركة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني مع مجلس صيانة الدستور، بسبب رفض الأخير تزكيته لانتخابات مجلس خبراء القيادة المكلف بتعيين خليفة للمرشد والإشراف على أدائه.

الصحيفة أوضحت أن روحاني في هذه المعركة يلعب في ساحة بلا كرة، حسب تعبيرها، حيث إنه يدرك أن معركته هذه تأتي على انتخابات ليس عليها إقبال من الشعب، بسب الظروف التي تمر بها البلاد.

كما لفتت الصحيفة إلى الهجمة المعاكسة لوسائل إعلام الحكومة والمقربين من الحرس الثوري، وأوضحت أن هذه المواقف تكشف مدى تطرف الحكومة وتيارها، بحيث أصبحوا لا يطيقون أي شكل من المعارضة والانتقاد، بعد أن أمسكوا بمفاصل كافة المؤسسات، ووحدوا السلطات بأيديهم.مير حسين موسوي، ومحمود أحمدي نجاد، حيث تم طردهم من السياسة أو فرض إقامة إجبارية عليهم أو توفى بعضهم- كما هو الحال- بالنسبة لهاشمي رفسنجاني.

وقالت الصحيفة إن روحاني هو الرئيس الوحيد من رؤساء الجمهورية الذي لا يزال نشطا في المشهد السياسي، رغم محاولات إقصائه وتهميشه، مشيرة إلى رؤساء سابقين أمثال محمد خاتمي، وهاشمي رفسنجاني، ومير حسين موسوي، ومحمود أحمدي نجاد، حيث تم طردهم من السياسة أو فرض إقامة إجبارية عليهم أو توفى بعضهم- كما هو الحال- بالنسبة لهاشمي رفسنجاني.

"آرمان أمروز": إيران عازمة على إحياء الاتفاق النووي

أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي، الذي قال في مقابلة صحفية إن إيران أظهرت- وللمرة الأولى- منذ عام تقريبا "عزما جديا" لتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونوه غروسي إلى أن العلاقة بين الوكالة وطهران، التي شهدت توترا في الأشهر الأخيرة، قد تدخل مرحلة جديدة بعد إظهار إيران رغبتها للتفاوض والتعاون مع الوكالة حول "القضايا الأساسية".

الصحيفة ذكرت أن طهران قلقة من الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث إن أي قرار من هذا المجلس ستنعكس آثاره على برنامج إيران النووي، وقضية العقوبات المفروضة على طهران، معتقدة أن إيران ترغب في التوصل إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتبعا لذلك مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، واحتمالية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب.