صحف إيران: تراجع السلطة أمام تجار الذهب وممارسات الشرطة تضر النظام وأزمة بسبب هجرة الأطباء

تراجعت السلطات الإيرانية أخيرا أمام مقاومة أصحاب سوق الذهب والمجوهرات، بعد أيام متواصلة من الإضرابات وإغلاق محالهم التجارية، ما دفع بالحكومة إلى إعلان التوصل إلى اتفاق مع المضربين وتحقيق طلباتهم.

الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 15 مايو (أيار)، وصفت هذه الحادثة بـ"الانتصار" للعاملين في سوق الذهب والمجوهرات، حيث إن وحدتهم وإصرارهم على موقفهم أجبر السلطة على التراجع.

وكان محور الخلاف بين الحكومة وبائعي الذهب والمجوهرات يتمثل في قضيتين، هما: مسألة الضرائب المرتفعة، وقضية تسجيل معلوماتهم وتفاصيل مدخراتهم من الذهب في نظام إلكتروني تابع للحكومة، يعتبره أصحاب الذهب بأنه غير آمن ويهدد سلامتهم المالية، إذ كثيرا ما تتعرض أنظمة الحكومة الإلكترونية إلى عمليات قرصنة واختراق.

في شأن آخر هاجم الناشط السياسي الأصولي، محمد مهاجري، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وتأكيده بأنه مطلع على الوضع المعيشي غير المستقر للمواطنين، وأوضح مهاجري أن هذا الاطلاع لا يجدي نفعا، لأنه ليس مصحوبا بمعالجة ومحاولة إصلاح وترميم.

وحذر الكاتب من مستقبل البلاد في ظل حكومة رئيسي، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "ثروت" إن هناك أنقاضا اقتصادية كبيرة ستخلفها حكومة رئيسي الحالية، وإن إصلاحها سيصبح مستحيلا.

صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى قضية اعتداء ضابط شرطة على امرأة، وضربها بشكل مبرح بسبب معارضتها للحجاب الإجباري، حسبما أظهر مقطع فيديو يوثق الحادثة.

ولفتت الصحيفة إلى إعلان السلطات اعتقال هذا الضابط وإحالته للتحقيق بسبب مخالفته وتجاوزه لصلاحيته القانونية.

وعنونت الصحيفة حول الموضوع وكتبت في صفحتها الأولى: "صفعة الشرطة على وجه الفتاة غير المحجبة"، واصفة الاعتداء بـ"الوحشي" و"المشمئز"، وأكدت أن هذه الحادثة هي واحدة من عشرات الأحداث المماثلة التي تتم دون أن يتم توثيقها بالصوت والصورة.

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان ملي": على مجلس صيانة الدستور تقديم إجابات مقنعة ردا على رسالة روحاني

علق الباحث الحقوقي، محسن غرويان، على رسالة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بشأن منعه من الترشّح لمجلس خبراء القيادة، وقال إن الرأي العام ينتظر أن يكون رد مجلس صيانة الدستور على الرسالة مُرضيًا، منوّهًا إلى تاريخ روحاني الطويل في البرلمان ومجلس الخبراء ومؤسسات حكومية عدة أثناء الثورة وقبلها، مما يثير التساؤلات عن اعتباره "غير مؤهّل" للترشح لعضوية مجلس خبراء القيادة، لا سيما وأنه كان قد تمت تزكيته سابقا من المجلس نفسه.

وتساءل الكاتب في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" عن سبب إثارة مجلس صيانة الدستور مثل هذه القضايا، وعدم تقديم إجابة للرأي العام، داعيًا المجلس وأعضاءه لتقديم تحليل واضح لهذه القضايا، حتى يخرج الشعب من حالة الكساد السياسي.

وشجّع الكاتب على السماح بحرية الفكر في العملية السياسية، حتى لا يشعر الناس بالاكتئاب، ويقاطعوا المشاركة في الشؤون السياسية والاجتماعية، مذكّرًا بأنّ محور النظام هو الدستور، حيث يجب على الجميع التصرّف وفقه، وليس على أساس تفسيراتهم الحزبية والشخصية والجماعية.

وختم غرويان بأنّ على مجلس صيانة الدستور أن يقدّم تفسيرًا واضحًا يُقنع الرأي العام بقراره بشأن منع روحاني من الترشح لمجلس خبراء القيادة.

"اقتصاد بويا": هجرة الأطباء إلى الخارج معضلة النظام الطبي في إيران

تناولت صحيفة "اقتصاد بويا" في تقرير لها أزمة شح الأطباء وعزوف الأطباء عن العمل في المستشفيات الحكومية، ولفتت إلى أن عوامل عدة سببت هذه المشكلة، أحدها هي الهجرة المتزايدة بين الأطباء إلى الخارج، بسبب ما يشعرون به من حرمان للحقوق وإهمال لهم ولمطالبهم.

وذكرت الصحيفة أن الأطباء الإيرانيين- ومنذ سنوات بعيدة- بدأوا بالهجرة إلى أوروبا ودول آسيا وحتى الدول الخليجية، وذلك لما تقدم هذه الوجهات من خدمات وفرص لهؤلاء الأطباء والممرضين الذين يهربون من الظروف الصعبة في إيران.

وقال رئيس جمعية الجراحين، إيرج فاضل، إن استمرار هذه الحالة ستجبر إيران على استيراد الأطباء من الخارج، لأن العديد من التخصصات أصبحت بلا متخصصين، لافتا إلى أن الاختبارات التمهيدية تشهد عزوفا من بعض الفروع والتخصصات، بحيث نلاحظ أن بعض التخصصات الطبية مثل تخصص الأوعية الدموية لم يتم تسجيل اسم مرشح واحد، ما يعني أن البلاد ستواجه أزمة كبيرة في هذا التخصص في المستقبل القريب.

كما لفتت الصحيفة إلى كثرة حالات الانتحار بين الأطباء والممرضين نتيجة ضغوط العمل، والظروف المالية الصعبة التي يمرون بها، مؤكدة أن البلاد تحتاج إلى خطة شاملة وإجراءات كبيرة لإيجاد حل لهذه المعضلة المتصاعدة.

"ستاره صبح": اعتداء الشرطة على سيدة بسبب الحجاب يضر النظام

دعت صحيفة "ستاره صبح" السلطات الإيرانية إلى محاسبة ضابط الشرطة الذي اعتدى على سيدة في وضح النهار، ووجه لها ضربات مبرحة بسبب رفضها أوامره بارتداء الحجاب الإجباري، وأكدت أن هذه "الوحشية" ستكون سببا لنفور الناس عن الدين وقطيعة مع النظام.

وقالت الصحيفة إنه إذا كانت مثل هذه الأحداث وقعت في أميركا أو الغرب لرأينا إعلام النظام في إيران وخطباء المساجد دأبوا لأسابيع للحديث عن القضية وبيان أبعادها، لكن في إيران يتغافلون عنها، ولولا توثيقها وتداولها في وسائل التواصل لما رأينا كلمة واحدة أو تعليقا واحدا من المسؤولين حولها.

الصحيفة ذكرت أن الضابط معروف ورقم سيارة الشرطة واضح ومعروف، وبالتالي فإن الشارع لا يرضى بغير محاسبته على الملأ العام.
ونوهت أن هذه الممارسات من الشرطة تعتبر أكثر ضررا مما تعتبره السلطة "دعاية ضد النظام"، وتعتقل على أساسه النشطاء وتزج بهم في السجون.

الصحيفة ختمت بالقول: "إذا كنتم لا تبالون بحقوق الإنسان والقانون والدستور فاهتموا على الأقل بما تسببه هذه الأحداث من تشويه للدين والإضرار بالنظام وسمعته".