صحف إيران: رسالة روحاني تفجر جدلا واسعا والنظام لا يبالي بمقاطعة الشعب للانتخابات

رسالة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني المطولة ردا على مجلس صيانة الدستور أثارت جدلا واسعا منذ انتشارها أمس الاثنين، وعكستها الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 14 مايو (أيار)، بين مؤيد لروحاني ومهاجم له مثلما فعلت الصحف المقربة من الحكومة والحرس الثوري.

صحيفة "اعتماد" الإصلاحية نشرت رسالة روحاني المطولة وعنونت: "دفاع روحاني للتسجيل في التاريخ"، فيما استخدمت صحف أخرى عناوين مختلفة، كما فعلت صحيفة "جهان صنعت" حيث اختارت مقتطفات من كلام روحاني وعنونت رسالته بها، وكتبت في صفحتها الأولى: "هذا ظلم.. لن أسكت"، وقالت "شرق" الإصلاحية: "دفاع عن الجمهورية"، معتقدة أن رسالة روحاني هي محاولة من رئيس جمهورية سابق للدفاع عن النظام الجمهوري، ويواجه الاستبداد والإقصاء الذي تمارسه بعض مؤسسات الدولة.

أما صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد خامنئي، فقد هاجمت روحاني، وبررت رفض تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور، وادعت أن روحاني لم يعد مؤهلا ليكون عضوا في مجلس خبراء القيادة في دورته الجديدة، وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي اعتمدها في الداخل، وسوء فهمه لطريقة التعامل مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية، وقضية الاتفاق النووي.

من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف اليوم الثلاثاء هي قضية الانتخابات البرلمانية، ودلالات انخفاض نسبة المشاركة الشعبية في الجولة الثانية منها أيضا إلى أدنى مستوى لها في تاريخ النظام.

بعض الصحف قدمت تحليلات وتفسيرات لهذا السلوك الشعبي، وذكرت أن الشارع الإيراني أراد إيصال رسالة سلمية إلى السلطة بأنه غير راض عما يجري في البلاد.

ورأت صحف أخرى أن النظام، بسبب سيطرة التيار المتطرف على مفاصل الحكم، لم يعد يبالي بهذه المقاطعة الشعبية، وأن ما يهمه البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.

في شأن آخر انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية قيام السلطات الأمنية باعتقال الباحث والأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام، لا لشيء إلا لكونه يقدم رواية مختلفة عن رواية النظام في تحليل الأحداث والقضايا. وكتبت الصحيفة في مانشيتها ليوم الثلاثاء: "الرواية غير الرسمية ممنوعة".

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جمهوري إسلامي": الشعب وضح رسالته من خلال مقاطعة الانتخابات.. لكن المسؤولين لم يصغوا

تعليقا على نسبة المشاركة المتدنية في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في إيران، قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن السلطة تجاهلت المقاطعة في الجولة الأولى فساءت الأوضاع أكثر فأكثر في الجولة الثانية.

وكتبت الصحيفة في هذا السياق مخاطبة المسؤولين وصناع القرار في إيران: "تجاهلتم تراجع نسبة المشاركة ولم تهتموا بالموضوع فساء الوضع أكثر. بأي لغة يجب أن يخاطب الشعب مسؤولي النظام ليبين لهم أنه غير راض عن الأوضاع الراهنة؟!".

وأوضحت جمهوري إسلامي أن تراجع النسب المشاركة في الانتخابات منذ عام 2020 كانت تتضمن رسالة وتحذيرا مهما للمسؤولين لكي يراجعوا السياسات وأساليب الحكم، ويقفوا على أسباب الأزمة لمنع مزيد من التآكل والتراجع في نسب الإقبال على صناديق الاقتراع، لكنهم تجاهلوا هذه التحذيرات، وساءت الأوضاع أكثر.

وختمت الصحيفة بالقول: "الشعب غير راض عن الوضع، ويبحث عن تغييرات أساسية. هل هناك وسيلة أكثر سلمية من الانتخابات لإيصال رسالة معينة من الشارع، وبيان أنهم غير راضين من طريقة إدارة البلاد؟".

"ستاره صبح": يأس المواطنين من التغيير والإصلاح السبب الرئيس وراء العزوف عن المشاركة في الانتخابات

أما صحيفة "ستاره صبح" فنشرت مقالا للمحلل السياسي والقيادي السابق بالحرس الثوري، حسين علائي، حول أسباب عزوف المواطن الإيراني عن المشاركة في الانتخابات، وقال إن السبب الرئيس يمكن في إدراك المواطن أن الوضع الراهن لن يتغير بغض النظر عن المرشحين المنتخبين، وبالتالي فلا فائدة من مشاركته في العملية الانتخابية.

وذكر الكاتب أن النظام لو أراد حقا أن تكون هناك انتخابات تنافسية حقيقية فيجب عليه أن يعتمد الأساليب القانونية، ويمنع وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور من إقصاء المرشحين وإبعادهم.

وأوضح الكاتب أن السلطة الحاكمة في إيران لم تتعلم من الدروس الماضية، وبدل أن تقوم بتصحيح السياسات الخاطئة تصر عليها، وتغير عناوين هذه السياسات فقط، كما تفعل بموضوع الحجاب الإجباري ومضايقة النساء والسيدات في الشوارع والأماكن العامة.

"جوان": روحاني غضب من استبعاده لأنه كان يحلم بخلافة خامنئي

رأت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن السبب الأساسي وراء غضب روحاني من قرار مجلس صيانة الدستور استبعاده من الترشح لعضوية مجلس خبراء القيادة هو إدراكه أن هذه الدورة للمجلس ستكون مصيرية، وأنه قد جهز نفسه ليكون خليفة لخامنئي لكن عندما تم رفضه انفجر غاضبا.

الصحيفة لوحت ضمنيا إلى احتمالية أن يقوم المجلس باختيار خليفة للمرشد علي خامنئي نظرا لوضع الصحي وكبر سنه وكتبت: "سبب غضب روحاني واضح ومعروف. عندما يقوم شخص بكل الاستعداد اللازمة مثل تأسيس حوزة عملية، وإنشاء مكتب لنشر أعماله الفكرية والعلمية، وتحدث مرات عدة عن هذه الدورة الهامة لمجلس خبراء القيادة، وعندما وجد عائقا أمامه فإن غضبه يكون أمرا طبيعيا. هذا هو السر وراء هذه الرسائل".

وتضمنت رسالة روحاني نقدا صريحا لهيمنة مؤسسات غير منتخبة على العملية السياسية والانتخابية في إيران، وسلب هذه المؤسسات حرية التعبير عن المواطنين وحرية العملية السياسية، ما جعل فكرة الجمهورية تصبح بلا معنى ودلالة.