النظام الإيراني يقاضي وسائل إعلام وصحافيين ومواطنين بسبب تعليقاتهم على الهجوم ضد إسرائيل

Monday, 04/15/2024

واصل النظام الإيراني سياسته القمعية ضد صحافيين ومواطنين علقوا على الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، حيث أعلن مكتب المدعي العام في طهران عن تقديم شكوى ضد صحيفة "اعتماد"، والصحافييَن عباس عبدي وحسين دهباشي، واستدعاء ياشار سلطاني للنيابة العامة، واعتقال مواطن في أردبيل.

وأعلن مكتب المدعي العام في طهران، اليوم الاثنين 15 أبريل (نيسان)، تقديم شكوى ضد مخرج الأفلام الوثائقية حسين دهباشي، وكتب أنه تم استدعاؤه إلى مكتب المدعي العام لتقديم التوضيحات.

وبحسب مكتب المدعي العام، فقد تم استدعاء دهباشي "انسجاماً مع واجب القضاء القانوني في التعامل مع من يخلون بالأمن النفسي للمجتمع".

كما أعلن المدعي العام لأردبيل، جلال أفاقي، اليوم الاثنين، إلقاء القبض على شخص بتهمة "تضليل الرأي العام" في هذه المحافظة.

وبالإشارة إلى بعض التقارير حول المحتويات التي تم إنتاجها في الفضاء الإلكتروني بعد هجوم الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، قال أفاقي إن سبب اعتقال هذا المواطن يتعلق بهذه القضية.

ودون ذكر هوية المعتقل، هدد هذا المسؤول القضائي المواطنين الآخرين بأنه سيتعامل معهم إذا نشروا أو أعادوا نشر محتوى في الفضاء الإلكتروني "بما يتماشى مع أهداف إسرائيل".

وفي وقت سابق ومساء الأحد، أعلن مكتب المدعي العام في طهران، أنه وجه اتهامات جنائية ضد صحيفة "اعتماد" والصحافي عباس عبدي بسبب مقال تنبأ ببدء الحرب بين إيران وإسرائيل.

وردا على استدعائه للمحكمة، أعلن عبدي عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنه لا ينوي الكتابة عن هذا الأمر، وسيقول كلامه في المحكمة.

وأشار إلى أن استمرار هذه الشكاوى يقلل من مصداقية الكتابات في الدفاع عن هجوم إيران أو انتقاد إسرائيل ورفضها.

وكتب أن الكاتب المستقل سيتجنب الكتابة في هذا الأمر، ويتم تدمير الأمن النفسي للمجتمع بهذا الشكل.

وفي إشارة إلى رد فعله على استدعائه، كتب هذا الصحافي في مقال آخر: "عندما نتحدث عن تدمير الذات، فهذا ما نعنيه".

وأعلنت مجلة "فراروز" الإخبارية، الأحد، استدعاء ياشار سلطاني بأمر من مكتب المدعي العام في طهران.

وبعد نشر معلومات عن أسعار العملات على قناة "إسكان نيوز" على "تلغرام"، قامت نيابة طهران باستدعاء صاحب القناة ورفع دعوى قضائية ضده.

وكان سلطاني قد نشر مؤخرا موضوعا حول "العواقب الاقتصادية للتوتر بين إيران وإسرائيل وانهيار سوق الأسهم".

وكتبت "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها يوم الأحد، أنه على الرغم من معارضة الإيرانيين الواضحة لسياسات النظام الإيراني المثيرة للحرب وعواقبها على الشعب الإيراني، فإن النظام يحاول إسكات صوت المعارضة الشعبية للحرب، وإظهار المواطنين كمؤيدين لهجمات الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

وأعلنت النيابة العامة في طهران، الأحد، تقديم شكوى ضد صحيفة "جهان صنعت" وأحد مراسليها، بتهمة "الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع بعد عملية الليلة الماضية ضد إسرائيل".

وفي يوم الأحد 14 أبريل (نيسان)، نشرت "جهان صنعت" مقالا بعنوان "انتقام صعب أم امتياز كبير".

وأعلنت وكالة أنباء القضاء، أن النيابة العامة تقدمت بشكوى ضد هذه الصحيفة، وكتبت أن ذلك جاء من منطلق "حماية الأمن النفسي للمجتمع".

وقالت "فراروز" نقلا عن مصدر مطلع إن الصحافي المستدعى يدعى بهنام صمدي.

وكان الصحافي الاقتصادي بهنام صمدي قد نشر مقالاً على موقع "X" للتواصل الاجتماعي، يوم السبت 13 أبريل (نيسان)، طالب فيه المواطنين بعدم الترحيب بأي صواريخ ورصاص وأي حرب من خلال ركوب موجة العواطف.

وفي مقال آخر، ذكر صمدي أن الاقتصاد الإيراني غير قادر على بدء حرب، وأكد أن الاقتصاد الإيراني قد انحرف بسبب السياسات الخاطئة.

وكتب الصحافي محمد حسن نجمي ردا على تقديم النيابة شكوى ضد صحيفة "جهان صنعت"، واستدعاء صحافي: "لا تزال هناك سرعة عمل عالية في التحرك فيما يتعلق بالإعلام والصحافيين".

ونشر المحامي محسن برهاني، مقالا على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، يوم الأحد، وصف فيه تقديم النيابة شكوى ضد عباس عبدي وصحيفتي "اعتماد" و"جهان صنعت" بتهم مثل: "الإخلال بالأمن النفسي للمجتمع"، و"تعكير صفو البيئة الاقتصادية للبلاد"، بأنه أمر غريب للغاية.

وأكد أنه لا توجد مثل هذه الاتهامات الجنائية في قوانين البلاد، وأن أي تقرير يرسله مأمور الضبط القضائي لا ينبغي أن يكون مصدرا للملاحقة القضائية.

وفي وقت سابق، وبعد نشر ردود الفعل الناقدة للهجوم على إسرائيل، أصدرت منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري بيانا طالبت فيه المواطنين، في حال رأوا أي نشاط في الفضاء الإلكتروني لدعم إسرائيل، عليهم إرسال معلومات وتفاصيل عن الصفحات والقائمين عليها حتى يتم التعامل معهم كـ"مجرمين".

ويبدو أن النظام الإيراني يحاول خنق أصوات المعارضين لسياساته باستخدام مختلف الوسائل، ومنع نشر مواقف المواطنين في وسائل الإعلام المحلية أكثر من أي وقت مضى.

مزيد من الأخبار

شارك بآرائك

شارك بآرائك ورسائلك ومقاطع الفيديو حتى نتمكن من نشرها