وكالة هرانا: مقتل 459 شخصًا في الاحتجاجات الجارية بإيران حتى الآن

أعلنت وكالة أنباء "هرانا" المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في أحدث إحصائياتها عن الاحتجاجات العامة، أن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة بلغ 459.

أعلنت وكالة أنباء "هرانا" المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في أحدث إحصائياتها عن الاحتجاجات العامة، أن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة بلغ 459.
وتغطي هذه الإحصائية، التي يتم تحديثها من قبل هذه المؤسسة الحقوقية، الفترة من 17سبتمبر إلى 29 نوفمبر.
وعليه بلغ عدد القتلى 459 بينهم 64 طفلاً ومراهقًا (أقل من 18 عامًا) و 61 من قوات الأمن.
ويقدر عدد الموقوفين بـ 18 ألفا و 195 وحتى الآن استطاعت "هرانا" تحديد هوية 3 آلاف و 446 منهم.
وبحسب تقرير "هرانا"، فقد اعتقلت القوات الأمنية يوم الأربعاء 8 مواطنين في مدن مختلفة.

تلقت "إيران إنترناشيونال" صورة تظهر قيام طلاب مدرسة في أصفهان، وسط إيران، بإلصاق صور المرشد الإيراني السابق روح الله الخميني على أرض الصف الدراسي للتعبير عن احتجاجاتهم، وتضامنا مع الانتفاضة الشعبية في إيران.

دائرة الاستخبارات بمحافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران، تعلن عن مقتل أحمد صالحي، أحد ضباط هذه المؤسسة الأمنية في مدينة زابل. وكتبت بعض وكالات الأنباء الحكومية أن المقتول مسؤول سابق لباسيج الطلاب بجامعة طهران.

قالت مصادر مقربة من عائلة "مهران سماك"، لـ"إيران إنترناشونال"، إن هذا الشاب البالغ 27 عامًا قُتل مساء الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في أنزلي، شمالي إيران، برصاصة مباشرة في رأسه من قبل قوات الأمن، حيث كان هو وخطيبته يطلقان بوق السيارة فرحا بخسارة منتخب إيران أمام أميركا.
وأكدت قيادة الشرطة في أنزلي مقتل مهران ماسك بهذه المدينة، وأعلنت: "تم مساء أمس العثور على جثمان مهران سماك الذي أصيب برصاصة". وزعمت الشرطة في أنزلي أن سماك استهدف بسلاح صيد.
وتلقت "إيران إنترناشيوينال" مقاطع فيديو من مراسيم تشييع جثمان الشاب سماك، اليوم الأربعاء 30 نوفمبر، وقد رفع المشاركون فيها شعارات مناهضة للنظام بما فيها "الموت للديكتاتور".
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" فإن أسرة الشاب مهران تمكنت بصعوبة الحصول على تصريح الدفن وشهادة الوفاة، وقالت والدة الشاب في مراسيم تشييعه: "هؤلاء [النظام] لديهم مشكلة مع الرقص والفرح".
وعقب هزيمة المنتخب الإيراني لكرة القدم أمام المنتخب الأميركي في مونديال قطر، وخروجه من كأس العالم، أعرب المواطنون في مختلف مدن إيران عن فرحتهم بهذه الهزيمة.
وأعرب المواطنون الإيرانيون في العديد من المدن عن فرحتهم بهزيمة الفريق من خلال إطلاق أبواق سياراتهم، وهتافات، وإطلاق ألعاب نارية في الهواء، حيث يعتبرون المنتخب ممثلا للنظام وليس الشعب الإيراني.
وفي بعض المدن، أقيمت تجمعات كبيرة بالشوارع، بما في ذلك جوانرود، ومهاباد، وسنندج حيث احتفل المواطنون بهذا الحدث بالرقص الكردي.
وكانت مدن مثل طهران، همدان، أردبيل، مريوان، بندر عباس، دزفول، إسلام شهر، زاهدان، روانسر، إيلام، الأهواز، كرمانشاه، رشت، أراك، كرمان، بهبهان، تبريز وجرجان مسرحًا لحضور الناس في الشوارع.
وكان النظام الإيراني، الذي يعول على إمكانية تقدم الفريق إلى المرحلة التالية من المباريات، قد وضع العديد من الخطط لاستغلال هذا الوضع للدعاية، ومن بينها كان هناك احتمال أن يتم الإعلان عن عطلة وطنية، يوم الأربعاء 30 نوفمبر، في حال فازت إيران على الولايات المتحدة.

أعرب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، عن قلقه إزاء تصاعد قمع الاحتجاجات، وقال إن سلطات النظام الإيراني شنت "حملة" لإصدار أحكام بالإعدام على المتظاهرين.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء، الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، أشار رحمن إلى قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي وقال: "أخشى أن يرد النظام الإيراني بعنف على قرار مجلس حقوق الإنسان، وهذا قد يتسبب في مزيد من العنف والقمع من قبلهم".
ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم الخميس الماضي، في اجتماع خاص بشأن إيران، على قرار يتم بموجبه تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاحتجاجات الإيرانية.
وأدت التحقيقات السابقة التي أجراها المجلس إلى تشكيل ملفات قضائية لجرائم حرب، بما في ذلك لضابط سابق في الجيش السوري اعتقل في ألمانيا.
وقال رحمن إنه يتوقع من لجنة تقصي الحقائق بشأن احتجاجات إيران أن تتوصل إلى قائمة بالجناة، وتشاركها مع السلطات القانونية الوطنية والإقليمية.
لكن السلطات الإيرانية أعلنت ردًا على هذا القرار أنها شكلت لجنة وطنية ولن تتعاون مع هذه اللجنة الدولية.
وبحسب منظمات حقوقية، منذ بداية الاحتجاجات الحالية، قُتل نحو 450 متظاهرًا على أيدي قوات الأمن في إيران.
وترفض سلطات النظام الإيراني تقديم إحصائيات دقيقة عن القتلى والمعتقلين في الاحتجاجات الحالية، ولكن مؤخرًا أعلن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، أنه حتى الآن "قتل واستشهد أكثر من 300 شخص في الاحتجاجات". ويبدو أنه يعني القتلى من المتظاهرين والشهداء من قوات الأمن.
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة: "الآن [سلطات الجمهورية الإسلامية] بدأت حملة للحكم [على المتظاهرين] بالإعدام".
وأضاف أن 21 شخصا اعتقلوا خلال الاحتجاجات الحالية، بينهم امرأة، متهمون بارتكاب "جرائم جنائية غامضة وواسعة النطاق"، يواجهون عقوبة الإعدام.
وأعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة "رويترز" للأنباء أن توماج صالحي، مغني الراب المعارض للنظام الإيراني، هو أحد هؤلاء المعتقلين المتهمين بـ"الإفساد في الأرض بسبب نشر الأكاذيب على نطاق واسع".
وبحسب التقارير الرسمية التي نشرها القضاء الإيراني أو تصريحات السلطات القضائية في إيران، فقد اتُهم عدد من المعتقلين في الاحتجاجات الحالية في إيران بـ"الحرابة" أو "الإفساد في الأرض"، وهي تهم تؤدي إلى عقوبة الإعدام للمتهمين بحسب قوانين النظام الإيراني.
وازدادت المخاوف بشأن إصدار حكم الإعدام بحق المعتقلين خلال الاحتجاجات منذ أن أصدر 227 عضوًا في البرلمان الإيراني بيانًا في منتصف نوفمبر، وصفوا فيه المتظاهرين بـ"المحاربين، وطالبوا القضاء بإصدار حكم بـ"القصاص" (الإعدام) بحقهم.
بعد يوم واحد من هذا البيان، أعلن رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجه إي، موافقته على إعدام بعض المعتقلين.
يذكر أنه بالإضافة إلى الدول الغربية والمنظمات الدولية، خاطب خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، مولوي عبد الحميد نواب البرلمان قائلًا: " أنتم يجب أن تدافعوا عن حقوق السجناء وحقوق المواطنين.... لكنكم تكتبون الرسائل وتطالبون بأقسى العقوبات عليهم، فهل تستحقون تمثيل الشعب؟ هل البرلمانات الأخرى في العالم تفعل ما فعلتموه؟"
لكن العملية المتزايدة لإصدار أحكام الإعدام في إيران بدأت حتى قبل الاحتجاجات الحالية.
في غضون ذلك، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن عدد الإعدامات في إيران قد تجاوز 400 إعدام لأول مرة منذ خمس سنوات.

تتواصل المواجهة بين قوات النظام الإيراني والفنانين الداعمين للانتفاضة، وتشير التقارير إلى حالات جديدة لاعتقال عدد من هؤلاء الفنانين، حيث اعتقلت السلطات الأمنية سهيلا كلستاني وحميد بورآذري، مساء الثلاثاء، خلال المباراة بين منتخب إيران لكرة القدم والولايات المتحدة في مونديال قطر.
يذكر أن سهيلا كلستاني ممثلة ومخرجة، وحميد بورآذري، مخرج مسرحي، قد نشرا مؤخرًا مقطع فيديو ظهرت فيه مجموعة من النساء الناشطات في مجال المسرح دون الحجاب الإجباري.
وكتبت الكاتبة المسرحية نغمه ثميني، على "إنستغرام"، اليوم الأربعاء 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، في إشارة إلى اعتقال سهيلا كلستاني وحميد بورآذري: "لقد اعتقلوا اثنين من الفنانين، يمكنهم إلقاء القبض على الممثلين لكنهم لا يستطيعون اعتقال المسرح".
كما جاء في النص المرافق لهذا الفيديو الذي تم نشره على صفحتى "إنستغرام" سهيلا كلستاني وحميد بورآذري و... أن "العرض سينتهي وستكشف الحقيقة، أبطالنا الحقيقيون هم الأشخاص المجهولون".
وفي وقت سابق، أعلن أعضاء مجلس إدارة ومفتشو جمعية الكتاب المسرحيين والمترجمين للمسرح الإيراني، في إشارة إلى انتفاضة الشعب الإيراني، أنهم سيستقيلون بشكل جماعي احتجاجًا على الإدارة الثقافية والفنية للبلاد، وتضامنًا مع الشعب الإيراني.
في الوقت نفسه، نشرت مجموعة من ناشطات المسرح في إيران نصًا على "إنستغرام" وأعلنوا: "من الآن فصاعدًا، لن نشارك في إنتاج ومشاهدة أي عمل يجبر النساء على ارتداء الحجاب".
ومن بين ناشري هذا النص سياوش باكراه، وعلي شمس، ومصطفى كوشكي، وشهاب آكاهي، وأرمين جوان، وأمير حسين دواني.
وعلى الرغم من الإفراج عن بعض الفنانين المعتقلين في الأيام الأخيرة، ومنهم هنغامه قاضياني، وكتايون رياحي، إلا أن الضغط على الفنانين لم يتراجع.
وأعلن الممثل محمد نادري عبر حسابه على "إنستغرام" أنه بعد المباراة التي جمعت بين منتخب إيران لكرة القدم ومنتخب الولايات المتحدة، أطلق عناصر الأمن الرصاص على سيارته، وهددوا بإزالة لوحة الترخيص، ردًا على احتجاجه.
من جهة أخرى، وبحسب موقع "باني فيلم" الإلكتروني، فقد تم منع الممثل السينمائي والتلفزيوني، محمد رضا هدايتى، من العمل في الفضاء الإلكتروني لمدة عام.
وبحسب هذا التقرير، بعد تلقيه استدعاء بسبب نشاطه في الفضاء الإلكتروني، حضر الفنان في محكمة "إيفين" وأُفرج عنه بكفالة.
وكانت دار السينما قد أعلنت في الأيام الماضية أنه في حال استمرار تهديدات واعتقالات المخرجين، فإنها ستطلب من أعضائها عدم التعاون مع مشاريع الأفلام والتلفزيون.
لكن وزير الإرشاد، محمد مهدي إسماعيلي، قال إن بيان دار السينما هذا "ليس تحليلا صحيحا للأحداث" وسيزيد التوتر.
