وفاة البلوشية رابعة لجه إي بعد أقل من شهرين من مقتل شقيقها

توفيت المواطنة البلوشية رابعة لجه إي، شقيقة خدانور لجه إي، أحد قتلى احتجاجات زاهدان الذي لاقت صورته وهو مقيد في عمود انتشارا واسعا خلال الأيام الأخيرة.

توفيت المواطنة البلوشية رابعة لجه إي، شقيقة خدانور لجه إي، أحد قتلى احتجاجات زاهدان الذي لاقت صورته وهو مقيد في عمود انتشارا واسعا خلال الأيام الأخيرة.
وقد احتج العديد من المواطنين على هذا السلوك من خلال ربط أنفسهم رمزيًا بعمود. وأفادت تقارير محلية بأن رابعة أصيبت بنوبة قلبية بعد سماعها مقتل شقيقها خدانور.
ودخلت رابعة المستشفى قبل أيام حيث توفيت الخميس الماضي بعد 53 يوما من مقتل شقيقها، لتفقد والدتهما "السيدة صنوبر" ابنين لها في أقل من شهرين.
وأفادت التقارير المحلية بأن أوضاع والدة خدانور تدهورت أكثر بعد وفاة ابنتها رابعة أول من أمس الخميس.
وكان خدانور لجه إي (27 عاما) قد أصيب في احتجاجات زاهدان بمحافظة سيستان-بلوشستان، جنوب شرقي إيران، قبل يوم من جمعة زاهدان الدامية، في 30 سبتمبر (أيلول)، وتوفي في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبعد مقتل خدانور بيد عناصر الأمن الإيرانية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة صورة له وهو مقيد بعمود داخل مركز للشرطة وأمامه كأس ماء، وسرعان ما تحولت حالته هذه إلى رمز احتجاجي انتشر بين المتظاهرين وطلبة الجامعات.

بعد إعلان نقابة سائقي الشاحنات عن الإضراب، توقف عدد من عمال الشركات الصناعية ومصانع والسيارات عن العمل ودخلوا إضرابًا، اليوم السبت 26 نوفمبر (تشرين الثاني).
استمرارًا لإضراب التجار والعمال في الأسابيع الأخيرة، أضرب العمال في شركات: ذوب آهن في أصفهان، وسرما آفرين ألوند، ومرتب لصناعة السيارات، وسيف خودرو، وبارس قزوين للأجهزة المنزلية، و...
ونشر اتحاد مالكي وسائقي الشاحنات دعوة عامة لإضراب لمدة 10 أيام ابتداء من أول أمس الخميس 24 نوفمبر (تشرين الثاني).
الوحدات الصناعية
أضرب عمال شركة ذوب آهن أصفهان عن العمل، وهتف هؤلاء العمال في تجمعهم: اهتفوا أيها العمال، اهتفوا بحقكم".
يشار إلى أن ذوب آهن أصفهان هي شركة أم يعمل بها أربعة آلاف شخص وهي منتجة لحديد البناء والقضبان.
وانضم عمال شركة سرما آفرين البرز الصناعية إلى الإضراب على مستوى البلاد بتركهم العمل. كما تجمع العمال في هذه الشركة وهم يهتفون: "اهتفوا أيها العمال اهتفوا بحقكم".
سرما آفرين، هي شركة في صناعة تكييف الهواء بدأت نشاطها منذ نصف قرن.
وبحسب تقرير نقابة العمال المستقلة، أضرب عمال مجمع فولاذ بافق (فولاذ أبويي) احتجاجًا على عدم التقيد بإجراءات السلامة التي أدت إلى انفجار ومقتل اثنين من زملائهم.
صناعة السيارات
أضرب عمال مصنع سيف خودرو وتوقفوا عن العمل. كما أضرب العمال في شركة مرتب للسيارات.
وكان عمال هذه الشركة قد توقفوا من قبل عن العمل، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، احتجاجًا على شهور من التأخير في دفع رواتبهم.
الأجهزة المنزلية
انضم موظفو وعمال مصنع بارس قزوين للأجهزة المنزلية إلى موجة الإضرابات وتوقفوا عن العمل.
يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة وبالتزامن مع شهرين من الاحتجاجات المستمرة من قبل الشعب الإيراني، دخل العمال في عشرات الوحدات الصناعية، بما في ذلك تصنيع السيارات، والأجهزة المنزلية، والصناعات الثقيلة، والبتروكيماويات، والنفط، والغاز، وقصب السكر، وما إلى ذلك، دخلوا في إضراب عن العمل.
كما أغلق أصحاب المحال التجارية في عشرات المدن الإيرانية متاجرهم وأضربوا عدة مرات ولأيام متتالية دعما لانتفاضة الشعب الإيراني.

بدأ طلاب جامعات أمير كبير، وطهران، وشريف، وبهشتي، وغيرها، الاعتصام والإضراب. كما نظم الطلاب في جامعة أصفهان للتكنولوجيا مسيرة احتجاجية، تلبية لدعوة 7 جامعات في طهران بتنظيم تجمع طلابي لدعم كردستان تحت اسم "السبت الأسود للجامعة".
وتشكلت هذه التجمعات الطلابية احتجاجًا على قتل المواطنين في المناطق الكردية بإيران، واعتقال الطلاب ومنعهم من دخول الجامعة، ودعم انتفاضة الشعب الإيراني.
ويظهر الفيديو الذي وصل إلى "إيران إنترناشيونال" أن حشدًا كبيرًا من طلاب جامعة أصفهان للتكنولوجيا تجمعوا ورددوا شعارات احتجاجًا على التسمم الغذائي لعشرات طلاب هذه الجامعة.
وقبل هذه المسيرة، كان الطلاب قد وضعوا أوعية طعامهم في الحرم الجامعي احتجاجاً على تسمم أكثر من 270 طالبًا من جامعتهم بالطعام في السكن الجامعي.
كما تجمع طلاب جامعة علم وفرهنك واعتصموا تضامنا مع شعب كردستان، مستنكرين القمع الشديد في هذه المنطقة.
هذا وقد دخل اعتصام وإضراب طلاب جامعة أمير كبير يومه الثامن.
وفي كلية الفيزياء وهندسة الطاقة في هذه الجامعة، غنى الطلاب "نشيد المرأة" في اعتصامهم. كما غنى طلاب كلية النسيج أغنية "قسماً بدماء رفاقي" تخليداً لذكرى زملائهم المسجونين.
وفي جامعة صنعتي شريف، اعتصم أيضًا طلاب الهندسة الكيميائية والبترولية وهندسة الكمبيوتر.
يأتي هذا الاعتصام احتجاجًا على اعتقال الطلاب، وخاصة محمد مصطفائي، وفاطمة ناصر رنجبر، ورضا فتحي، ومنع عدد آخر من الطلاب من دخول الجامعة، وتفاقم الحرمان من مرافق الرعاية في هذه الجامعة.
وفي جامعة طهران، أضرب عدد من طلاب كلية الآداب واللغات الأجنبية واستأنفوا اعتصامهم بعد نشر بيان بشأن تكثيف الضغط على الطلاب.
ويؤكد هذا البيان أن مقاطعة الفصول الدراسية ستستمر من 26 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى إطلاق سراح محمد صادق صادقي، الطالب المسجون بهذه الجامعة والمعتقل منذ شهر، وإزالة "الاتهامات الكاذبة ضد الطلاب الممنوعين من دخول الجامعة"، و"إعادة السكن الجامعي للطلاب".
وكتب هؤلاء الطلاب أيضًا في بيانهم: "لا يمكننا تحمل النظرات المحقة لأصدقائنا؛ إذا استسلمنا".
وفي جامعة بهشتي، أضرب عدد من الطلاب واعتصموا دعماً انتفاضة الشعب الإيراني.
كما قام الطلاب بتثبيت لافتات "شهداء طريق الحرية" والطلاب المسجونين، على لوحة الباسيج بكلية الأحياء في هذه الجامعة تخليداً لذكرى كيان بيرفلك، الطفل البالغ من العمر 9 سنوات الذي قُتل في إيذه.
يأتي استمرار الاحتجاجات الطلابية في وقت يتم فيه منع مئات طلاب مختلف الجامعات من دخول جامعاتهم.
ومن جهة أخرى، منذ بداية انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، هاجمت القوات القمعية عدة مرات مساكن الطلبة في جامعات مختلفة. ومع ذلك، تستمر الاحتجاجات والاعتصامات وتجمعات الطلاب في جميع أنحاء البلاد.

أكد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أنه خلافًا لمزاعم النظام الإيراني، فإن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران وانتهاكها الشديد من قبل نظام الجمهورية الإسلامية لم يكن بدعم من الغرب فقط.
وفي إشارة إلى دعم أكثر من عشرين دولة في العالم لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران، كتب مالي في تغريدة: "هذا القرار ليس معاديًا لإيران، ولكنه يدعم شعب إيران ومحاسبة من ينتهكون حقوقهم".
وكان مالي قد قال في وقت سابق إن الموافقة على القرار، وقرار تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، لا تترك مجالا للشك حول "تصميم المجتمع الدولي على التعامل مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ومنع مرتكبيها من الإفلات من العقاب".
يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وافق أول من أمس الخميس، في اجتماع خاص بشأن قمع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين من قبل النظام الإيراني، على قرار سيتم بموجب أحد بنوده تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق للتعامل مع قمع الاحتجاجات في إيران.
وفي تصويت هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة للموافقة على هذا القرار، صوت 25 عضوا لصالحه، وصوت 6 أعضاء ضده، وامتنع 16 عضوا عن التصويت.
وكانت أرمينيا والصين وكوبا وباكستان وفنزويلا وإريتريا هي الدول الـ6 التي صوتت ضد هذا القرار.
لكن وزارة خارجية إيران، اعتبرت، في بيان لها، هذا القرار "مرفوضًا"، وأدانت بشدة "العمل المعادي لإيران لمجموعة صغيرة من الدول الغربية بفرض قرار مناهض لإيران على مجلس حقوق الإنسان".
تأتي مزاعم إيران بـ"تسمية الدول الداعمة لهذا القرار بالغربية" بينما صوتت لصالح هذا القرار كل من: الأرجنتين، وبنين، وجمهورية التشيك، وفنلندا، وفرنسا، والغابون، وغامبيا، وألمانيا، وهندوراس، واليابان، وليبيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وجزر مارشال، والمكسيك،، والجبل الأسود، ونيبال، وهولندا، وباراغواي، وبولندا، وجمهورية كوريا، والصومال، وأوكرانيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة الأميركية.
وبعد الموافقة على قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في إيران، وتشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في جرائم النظام الإيراني خلال الانتفاضة الشعبية الإيرانية، وصفه العديد من مسؤولي العالم والنشطاء السياسيين بأنه انتصار للشعب الإيراني.
إلى ذلك، أعرب عدد من النشطاء السياسيين والثقافيين، في بيان، عن تقديرهم لإدانة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران والموافقة على إنشاء لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في جرائم نظام الجمهورية الإسلامية، وشجبوا موقف الحكومات التي صوتت ضد هذا القرار.

إذاعة فنلندا الحكومية أشارت في تقرير لها إلى الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية. ولفتت إلى ظاهرة إسقاط الشباب لعمائم الملالي في الشوارع، ونقلت عن شهود عيان أن الملالي بدأوا يخلعون العمائم خوفا من إسقاطها أثناء تحركهم في الشوارع.

في خطاب لقوات الباسيج الموالية للنظام، حاول المرشد علي خامنئي تعزيز آيديولوجيته بين أتباعه وسط الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تهدد نظامه.
وبالتزامن مع اليوم السبعين لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وصف علي خامنئي المحتجين بـ"الجهلة والمرتزقة" في خطابه الذي ألقاه بمناسبة يوم الباسيج. ومرة أخرى، اتهم أميركا بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية ووصفها بأنها "خطة العدو الكبيرة".
وقال خامنئي: "يجب أن لا ينسى الباسيج أن العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي. هؤلاء الأشخاص الأربعة (المحتجين) إما غافلون وإما جاهلون وإما تلقوا تحليلاً سيئًا. وبعضهم مرتزقة أيضاً".
وكان خامنئي قد وصف انتفاضة الشعب الإيراني، يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بأنها "حرب مركبة"، واعتبر وجود المراهقين في الاحتجاجات نتيجة "إهمال" و"عاطفة".
كما قال يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: "أقول بصراحة إن هذه الأحداث من تخطيط أميركا وإسرائيل وأتباعهما".
وقال المرشد الإيراني، اليوم السبت، إنه من أجل حل مشاكل البلاد قيل في وسائل الإعلام المحلية: "ينبغي سماع صوت الشعب وحل المشاكل مع أميركا".
ورداً على هذا الموقف، أعلن خامنئي أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل المشكلة، مضيفا: "إنهم يبحثون عن الابتزاز وإزالة الصواريخ الإيرانية والإجراءات الإقليمية، وأخيراً تغيير الدستور وإزالة مؤسسات مثل مجلس صيانة الدستور".
وشدد المرشد الإيراني على أن "العدو كان يسعى إلى الاتفاق النووي2 لإخراج إيران من المنطقة ثم الاتفاق النووي3 للقضاء على إنتاج الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية مثل الصواريخ والطائرات المسيرة".
كما وصف خامنئي المشاركين في جنازة قاسم سليماني بـ"صوت الشعب"، وقال: "عليكم أنتم سماع صوت الشعب".
وزعم أن أكثر من 10 ملايين شخص شاركوا في جنازة سليماني.
لكن المرشد الإيراني أشار في بداية حديثه إلى الانتفاضة الشعبية ضد نظام الجمهورية الإسلامية، قائلا: "في الأحداث الأخيرة، تعرض الباسيج للظلم كي يمنع تعرض الآخرين للاضطهاد".
وأضاف: "اليوم والحمد لله لدينا الملايين من الباسيج الرسميين وملايين الباسيج غير الرسميين".
ووصف الحديث حول فجوة الأجيال بـ"حديث المثقفين". وأضاف: "الواقع مختلف والباسيج هو نفسه الباسيج في الثمانينات".
لكن بعض المسؤولين في النظام الإيراني وصفوا المشاركة الواسعة للشباب والتلاميذ في الانتفاضة الشعبية بأنها كانت "بسبب استخدام الإنترنت خلال فترة كورونا أو تحت تأثير ألعاب الكمبيوتر".
يذكر أن الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية مستمرة على الرغم من حديث خامنئي وتهديدات سلطات النظام.
