ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدرسان تصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن بلادها والاتحاد الأوروبي يدرسان كيفية إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية.

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن بلادها والاتحاد الأوروبي يدرسان كيفية إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية.
وقالت بيربوك لقناة "ARD" التلفزيونية يوم الأحد : "قلت بوضوح الأسبوع الماضي إننا نعد حزمة عقوبات جديدة وكيف يمكننا تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية".
تأتي تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية بعد يوم من تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بشدة للشعب الإيراني، وخاصة طلاب الجامعات، بوقف احتجاجاتهم.
ورغم التجمعات الموالية للنظام وتهديدات المسؤولين الحكوميين بإنهاء الانتفاضة الشعبية في إيران، قال قائد الحرس الثوري مخاطبا الشعب: "لا تخرجوا إلى الشوارع ".
يذكر أن مسألة تصنيف الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في السابق، أصبحت واحدة من الموضوعات المهمة في المفاوضات إحياء الإتافق النووي.
على الرغم من إصرار مسؤولي النظام الإيراني، أعلن مسؤولو حكومة جو بايدن أن الحرس الثوري الإيراني لن يتم حذفه من هذه القائمة.
توقفت المفاوضات إحياء الإتفاق النووي منذ الرد الثاني الإيراني على النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي، وبحسب وزير الخارجية الألماني ، لا توجد مفاوضات بشأن هذا الأمر الآن.

تتعالى الأصوات المنتقدة لبيان وزارة الاستخبارات الإيرانية، وجهاز استخبارات الحرس الثوري، حول الأحداث الأخيرة واتهام صحافيين معروفين في الإعلام الإيراني بأنهم "عملاء" للخارج، من خلال نشر صورة مهسا أميني التي قتلت على يد "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وبعد البيان علت الأصوات المنتقدة في صحف الإصلاحيين التي انبرت اليوم للدفاع عن صحافيتين اتهمت إحداهما بأنها أول من نشر صورة عن المقتولة مهسا أميني، فيما اتهمت الأخرى بأنها أول من أعد تقريرا صحافيا حول الموضوع.
وقبل تعليقات الصحف وردودها، خرج مدير تحرير صحيفة "شرق"، مهدي رحمانيان، ودافع عن عمل مراسلة الصحيفة "نيلوفر حامدي"، وأكد أن المراسلة عملت بمقتضى مهنتها ورسالتها الإعلامية، مؤكدا أن نشر الصور والتقارير هو جوهر عمل الصحافة ولا ينبغي أن يساءل عليه ويحاسب. كما استغرب من انشغال مؤسسات أمنية بمثل هذه الموضوعات غير الهامة.
وعنونت صحيفة "اعتماد" في عدد اليوم الأحد 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وكتبت في المانشيت تعليقا على الموضوع: "الصحافة ليست جريمة"، فيما أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى هذه الاعتقالات في صفوف الصحافيين والإعلاميين، وقالت: "أطلقوا سراح الصحافيين المعتقلين"، وكتبت "شرق" في عدد اليوم: "الدفاع عن مهنة الصحافة".
أما صحيفة "كيهان" فهاجمت منتقدي هذا البيان من قبل الاستخبارات الإيرانية، وذكرت بالاسم رئيس تحرير صحيفة "شرق" مهدي رحمانيان، وكذلك عباس عبدي، وزعمت أن دفاع هؤلاء الشخصيات عن هؤلاء الصحافيين "المأجورين"، نابع من خشيتهم من يد العدالة التي ستصل إليهم كذلك.
وفي موضوع آخر، هاجمت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري الإيراني الصحافيين الذين حاولوا حسب ادعائها اتهام النظام بالوقوف وراء عملية شيراز الإرهابية وتبرئة داعش، مطالبة بضرورة محاسبة هؤلاء الصحافيين والإعلاميين الذين يشككون في رواية النظام ويحاولون اتهام النظام نفسه.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان امروز": غياب دور الأحزاب في أحداث إيران الجارية
انتقدت صحيفة "آرمان امروز" في تقرير لها حول الأحداث في إيران غياب دور الأحزاب والجماعات السياسية في التأثير على تطورات الأوضاع، إذ إن الأصوات المتشددة هي التي تتصدر الواقع وهناك غياب وعزلة ملحوظة للأصوات المعتدلة مثل الإصلاحيين أو الأصوليين المعتدلين، إذ باتوا منعزلين عن الواقع ولا حضور لهم في المشهد السياسي الذي يتطلب مشاركة الحريصين على استقرار الأوضاع حسب ما جاء في الصحيفة.
وقال المحلل السياسي رسول منتخب نيا للصحيفة إن هناك قاعدة معروفة تقول إنه إذا كانت الأحزاب مهملة في بلد من البلدان فإن ذلك البلد سيفشل بكل تأكيد في تحقيق التنمية والاستقرار، وفي إيران هذه الأيام نشهد غيابا تاما للأحزاب؛ إذ أصبحت الشخصيات المعروفة من الأصوليين والإصلاحيين مجرد "متفرجين على الأزمة" ولا دور عمليا لهم في مواجهة هذه المشاكل التي تمر بها البلاد، موضحا أن هذه العزلة والصمت من قبل هذه التيارات والجماعات لهما جذور في تجاهل النظام السياسي للأحزاب والجماعات السياسية.
"آرمان ملي": قبل الجلوس مع المتظاهرين لا بد للنظام أن يحاور نفسه لتحديد الطريق الذي سيسلكه
أجرت صحيفة "آرمان ملي" مقابلة مع أحمد مازني الناشط الإصلاحي والبرلماني السابق، والذي أكد أن ما تحتاجه إيران حاليا هو أن نجلس ونستمع إلى مطالب الشباب وأبناء الجيل الجديد، لكن قبل ذلك نحتاج إلى أن يجري حوار بين قيادات النظام السياسي نفسه، موضحا: "أعتقد أنه وبالإضافة إلى حاجتنا للجلوس مع الجيل الجديد والتحاور معه، نحتاج كذلك إلى أن تجلس الجماعات السياسية والفكرية في البلاد وتتحاور فيما بينها، فالحوار داخل منظومة الحكم يجب أن يسبق الحوار بين النظام والمتظاهرين، حتى نعرف ماهية الطريق الذي ستسلكه البلاد".
وعن الأسباب الحقيقية وراء الاحتجاجات، قال مازني للصحيفة إن أحد السببين الرئيسيين وراء هذه الاحتجاجات هو أزمة الرئاسة السابقة، إذ تمت دون وجود منافسين في حلبة الصراع، مما مهد الطريق لفوز شخص بعينه (إبراهيم رئيسي) ما جعل نسبة كبيرة من الإيرانيين يشعرون أنه لا تمثيل لهم في العملية السياسية. أما السبب الثاني فهو أنه وبعد مجيء رئيسي وكثرة وعوده، كان هناك اعتقاد بأن الحكومة ستنفذ وعودها على أرض الواقع لا سيما وأن المؤسسات الأخرى منسجمة مع الحكومة ونفس التيار السياسي، لكن ما حدث على أرض الواقع هو العكس من ذلك، مما خلق شعورا باليأس والتردد تجاه النظام ككل.
"كيهان": الإصلاحيون متورطون مع داعش ومثيري الشغب في افتعال الأزمة الحالية
في المقابل نجد صحيفة المرشد (كيهان) التي بات الغضب والانفعال هما محركاها الأساسيان في تغطيتها للأحداث، وما تشهده إيران من احتجاجات مناهضة للنظام، ومستمرة منذ أكثر من 40 يوما، نجدها في تغطية اليوم كذلك تجسد هذا الغضب من خلال اتهام الإصلاحيين وداعش ومثيري الشغب، بالضلوع في الأزمة الحالية وتعنون بالخط العريض: "مثيرو الشغب وداعش والمتشددون من أدعياء الإصلاح معا في نفس الخانة"، موضحة أن الإعلام (الإصلاحي) هو الذي صب الزيت على النار وأجج الأوضاع في البلاد فشهدنا أعمال تخريب وتدمير بالإضافة إلى جريمة داعش في شيراز.
"اعتماد": انتقاد بيان وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات الحرس الثوري
في مقال له بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، انتقد الكاتب عباس عبدي بيان وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات الحرس الثوري، والذي اتهم صحافيات بالعمالة للخارج عبر نشر صور وتقارير حول حادثة مقتل مهسا أميني، وقال عبدي إن في إيران اليوم هناك توجهان واضحان؛ الأول يزعم أن ما يجري في إيران حاليا هو "مؤامرة" خارجية يتم تنفيذها عبر الإعلام، وهذا التوجه (توجه النظام) لا يعتبر المشاكل الاقتصادية الداخلية ذات شأن في مسار الأحداث.
أما التوجه الثاني (توجه المتظاهرين) فيرى عكس ذلك، إذ يرى أن موضوع تدخل أعداء إيران في الأحداث الأخيرة هو موضوع فرعي وغير هام، وأن المشكلة تكمن في سوء إدارة الأوضاع داخليا، وكان أحد مظاهر هذا الخلل يظهر في الإدارة الإعلامية الضعيفة للأحداث، إذ تحولت وسائل الإعلام الداخلية إلى أبواق تردد ما يريده الحاكم.
كما علق عبدي على قطع الإنترنت من قبل النظام، وقال إن قطع الإنترنت لا معنى له إلا "الهزيمة"، إذ إنه يتم حرمان أكثر من 85 في المائة من الإيرانيين و100 في المائة من الدارسين والمتعلمين من الإنترنت، مقررا أن هذه السياسة هي "إعلان عن الفشل" قبل حدوث هذا الفشل عمليا.

جسدت الصحف الإيرانية، اليوم السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، حجم الشرخ والاختلاف بين الإيرانيين من حيث طريقة التعاطي مع الأزمة الراهنة التي أشعلتها الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ أكثر من 40 يوما في عموم أرجاء إيران.
وبينما نجد الصحف الأصولية والمقربة من النظام تؤكد على الحل الأمني والعسكري للتعامل مع الأوضاع الراهنة، نجد في المقابل الصحف الإصلاحية والمعتدلة تدعو إلى أن يتعلم النظام من أحداث الماضي ويبحث عن حلول جذرية وأساسية تنهي هذه الأزمة التي هي نتيجة لتراكمات من المشاكل والأخطاء السياسية والاقتصادية في البلاد.
فهذه صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تؤكد على ضرورة أن يتم حل المشاكل الداخلية وإنهاء حالات التمييز الديني والجنسي والعرقي في البلاد، مقررة أن مثل هذه الأخطاء هي التي تخلق المناخ المناسب للقيام ببعض الأعمال الإرهابية أو التأثير سلبا على المواطنين الإيرانيين في الداخل.
كما نشرت صحيفة "ستاره صبح" مقالا لرئيس تحريرها علي صالح آبادي، دعا فيه النظام إلى التفكير جديا في الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، مؤكدا أن الشعب الإيراني بات يزداد فقرا يوما بعد يوم ولا ينبغي أن يتوقع أحد من هؤلاء الفقراء أن يجلسوا مكتوفي الأيدي ولا يحركوا ساكنا.
ونشرت صحيفة "اعتماد" مقالا لوزير الثقافة في حكومة خاتمي عطاء الله مهاجراني والمقيم في لندن، انتقد فيه استمرار النظام على نهج بداية الثورة من حيث حرمان الأقليات الدينية والعرقية من تولي المناصب وممارسة طقوسهم وعباداتهم وطالب بضرورة إصلاح الدستور في البلاد بحيث يشعر جميع الإيرانيين بانتمائهم لهذه البلاد.
وفي المقابل، نجد صحف النظام اليوم السبت تحاول السير على خطاها السابقة والتي تركز فيها على رواية النظام، متجاهلة الطرف الآخر من المحتجين والمنتقدين لسياسات النظام، فهذه صحيفة "وطن امروز" مثلا تدعي أن مطلب الناس اليوم أصبح واضحا وهو أنهم يطالبون بضرورة التعامل بحزم وقوة مع "مثيري الشغب" و"المخلين بالأمن" في البلد، حسب تعبيرها.
أما صحيفة "كيهان" فقد هاجمت الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي رغم أن بيانه حول إدانة حادثة شيراز وموقفه من الاحتجاجات قد أثار انتقادات الإصلاحيين أنفسهم بسبب ضعفه وعدم تفاعله مع الاحتجاجات كما كانوا يتوقعون، لكن الصحيفة لم تطق هذا الموقف أيضا، وقالت عن خاتمي إنه ينتقد الأوضاع الحالية ويدعو إلى خلق حياة أفضل للإيرانيين في الوقت الذي كان هو وأصحابه شركاء أساسيين في جميع الجرائم والخسائر التي حلت بإيران طوال العقود الأربعة الماضية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان ملي": إجراءات لازمة لإنهاء الأزمة الحالية في إيران
في مقال بصحيفة "آرمان ملي" كتب الباحث والناشط الإصلاحي، محمد سلامي، أن طريق حل الأزمة الحالية التي تعيشها إيران يتمثل في عدد من الإجراءات اللازم اتخاذها، أولا: يجب على النظام أن يقوم بالعمل على تهيئة الأجواء والظروف لخلق وحدة وطنية بين الإيرانيين. ثانيا: إنهاء كل أشكال التقييد والإقصاء فيما يتعلق بنشاط الأحزاب والجماعات السياسية.
وأضاف الكاتب: "ثالثا يجب تهيئة المناخ السياسي لإجراء انتخابات أكثر تنافسية. رابعا الاستفادة من آراء ووجهات نظر الخبراء في مختلف القضايا والشؤون في البلاد. وأخيرا عزل وإبعاد كافة المسؤولين والمديرين الضعفاء وغير الأكفاء من تولي المناصب الهامة والحساسة في البلاد".
"همشهري": الهجوم على من يفرّق بين حادثة شيراز والاحتجاجات
هاجمت صحيفة "همشهري" الأصولية الأطراف الذين سمّتهم "المطالبین بالعدالة" كما هاجمت "الإصلاحيين المتشددين والأصوليين المعتدلين" حسب تعبيرات الصحيفة، وذلك لأنهم ومن خلال مواقفهم شاءوا ذلك أم أبوا يلعبون في ميدان العدو ويحققون أهدافه وغاياته.
واضافت الصحيفة: "أن يدعو المطالبون بالعدالة إلى الاستمرار في الاحتجاجات ويحاولوا التفرقة والتمييز بين الاحتجاجات وبين حادثة شيراز الإرهابية ويعتبرون الأمرين منفصلين فهم يكشفون عن عجز في التحليل وتفسير الأحداث وفي نفس الوقت يعززون جبهة الأعداء في التعامل مع نظام الجمهورية الإسلامية".
"اطلاعات": يجب أن لا تؤثر حادثة شيراز على القيام بالإصلاحات الجذرية في البلاد
في المقابل دعت صحيفة "اطلاعات" إلى ضرورة عدم استغلال النظام لحادثة شيراز الإرهابية. وقالت إنه ينبغي أن لا تؤثر حادثة شيراز على ضرورة القيام بالإصلاحات الأساسية والحوار الوطني.
وتابعت الصحيفة: "يجب على النظام أن لا تؤثر عليه هذه الحادثة في محاولاته معرفة أسباب جذور الأزمة والتي يرجع معظمها إلى المشاكل الاقتصادية وعدم رضا المواطنين من استمرار هذا الوضع السيئ.
"شرق": هروب الاستثمارات وكساد الأعمال وزيادة البطالة بسبب استمرار الاحتجاجات
في تقرير لها حول انعكاسات الأزمة الحالية واستمرار الاحتجاجات في إيران على الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، قالت صحيفة "شرق" إن "الأزمة الراهنة خلقت تحديات كبيرة تتمثل في هروب الاستثمارات من البلاد وكساد المشاغل والأعمال الاقتصادية بالإضافة إلى زيادة البطالة بعد قطع الإنترنت على نطاق واسع في إيران".
وأضافت الصحيفة أن من الآثار البعيدة المدى لهذه الأزمة وتعطيل الحياة الاقتصادية في البلاد خلق نوع من التشاؤم تجاه المستقبل نتيجة تجاهل مطالب الناس الاقتصادية.

وجدت صحف النظام، التي كانت تحاول تشويه المظاهرات بشتى السبل والأدوات، ضالتها المنشودة بعد قيام عنصر من داعش بمهاجمة ضريح في مدينة شيراز، وفتح النار على الحاضرين فيه مما أدى إلى مقتل 20 شخصا، حسب الإعلام الرسمي.
ورغم الشبهات التي لا تزال تحيط بالحادث وعدم انتهاء التحقيقات الحكومية بادرت صحف النظام، اليوم الخميس 27 أكتوبر (تشرين الأول)، مثل "كيهان" بالربط بين الاحتجاجات وبين الحادث الإرهابي، وعنونت في صفحتها الأولى: "ابحثوا عن الإرهابيين بين مثيري الشغب"، في إشارة إلى المحتجين الذين تسعى الصحيفة إلى ربط حادثة شيراز بهم.
وتسود حالة من الاضطراب في الرواية الرسمية، فبعد تناقضات في أعداد المهاجمين، بين من يقول إنهم كانوا ثلاثة أشخاص، وبين من يقول بل كان شخصا واحدا، اختلفت كذلك تصريحات المسؤولين حول هوية المهاجم، إذ ادعا مسؤول محلي أن المهاجم بحريني الجنسية، فيما نفت الحكومة عبر بيان لها بثه التلفزيون الرسمي هذه المعلومة، وقالت إن التحقيقات مع المهاجم مستمرة.
وبالرغم من ذلك فقد أعلنت بعض الصحف مثل "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، هوية المهاجم العقائدية وادعت أنه "تكفيري"، دون إعطاء المزيد من المعلومات والتفاصيل.
وعلى صعيد الاحتجاجات التي حاولت صحف اليوم حصرها في هامش من الاهتمام والتركيز على حادثة شيراز، شهدت إيران يوم أمس أحد الأيام الحافلة بالأحداث والمظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، بعد دعوات كثيرة أطلقها ناشطون بالتزامن مع ذكرى أربعينية مهسا أميني التي قُتلت على يد الشرطة الإيرانية.
وشهدت مدينة "سقز"، مسقط رأس مهسا أميني أكبر احتجاجات في إيران من حيث العدد، إذ حضرها أكثر من 10 آلاف شخص حسب الإعلام الرسمي، وكما ذكرت ذلك صحيفة "سازندكي" في نشرتها اليوم، فيما شهدت طهران مظاهرات في العديد من المناطق والأحياء امتدت حتى وقت متأخر من مساء أمس.
وفي موضوع الاحتجاجات علقت بعض الصحف مثل "هم ميهن" على احتجاجات الأطباء يوم أمس أمام مبنى النظام الطبي، والتي انتهت باستخدام الأمن الغاز المسيل للدموع وتفريق مظاهرة الأطباء التي لا يستطيع أحد إنكار سلميتها، والتزامها بكافة معاير التظاهر والاحتجاج وفق ما تعلن عنه السلطات في إيران. فيما استقال رئيس النظام الطبي ونائبه من منصبهما بعد هذه الحادثة تنديدا بما تعرض له الأطباء من قمع وترهيب.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": ما هي الأسباب الحقيقية وراء الاحتجاجات الأخيرة في البلاد؟
حاول البرلماني السابق والناشط السياسي الإيراني، علي مطهري، في مقاله المنشور بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية تحديد الأسباب والعوامل الكامنة وراء الاحتجاجات في إيران، مؤكدا أن حادثة مهسا أميني كانت مجرد ذريعة لاندلاع هذه الاحتجاجات، وأن هناك عوامل أخرى هي التي كانت السبب وراء هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.
وذكر مطهري أن "العامل الاقتصادي" هو السبب الأول والرئيس وراء هذه الاحتجاجات، إذ إن الحكومة- ومن خلال سلسلة من الإجراءات غير المناسبة في التوقيت والكيفية- أوصلت البلاد إلى حالة "مؤسفة" من حيث الغلاء وارتفاع الأسعار، ما جعل نسبة كبيرة من الشعب تفقد الأمل في غد أفضل لا سيما في ظل استمرار حالة الغموض حول الاتفاق النووي، وبقاء العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض على إيران، مقررا أنه إذا كان الوضع الاقتصادي جيدا فإن الاحتجاجات لم تكن بهذا الاتساع والانتشار.
أما ثاني أسباب الاحتجاجات في إيران- حسب مطهري- فهو يعود إلى شعور الناس بعدم مشاركتهم في القضايا السياسية وحرمانهم من لعب دور ما في تحديد مستقبلهم، إذ إن القرارات السياسية الهامة داخليا وخارجيا يتم اتخاذها في مؤسسات غير منتخبة ولا دور لها حسب دستور البلاد.
فيما كان "الابتعاد المجتمعي عن التربية الدينية" عاملا ثالثا في هذه الاحتجاجات حسب مطهري، موضحا أن نسبة كبيرة من الإيرانيين أصبحت غير مؤمنة بشعارات ثورة 1979 ومبادئها، ونوه إلى أن دعاية النظام والترويج للدين تأتي بنتائج عكسية بسبب ضعفها وكثرة أخطائها.
وأورد مطهري عددا آخر من الأسباب مثل طريقة التعامل مع المنتقدين والمعارضين، وضعف الإدارة الثقافية في البلاد، خاتما مقاله بضرورة الاستماع إلى مطالب الشارع، والقيام بإصلاحات جذرية في طريقة الحكم في البلاد، وأكد أن العناد واللجاج من قبل النظام لن يكون فاعلا ومؤثرا في حل الأزمة.
"كيهان": انتقاد عدم قمع السلطات للاحتجاجات في البلاد و"إيران إنترناشيونال" تساهم في تأجيج الأوضاع
اتهمت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، إسرائيل وبريطانيا بالتسبب في حادثة أمس في شيراز وذلك عبر الإعلام المدعوم من هذه الدول، كما اتهمت قناة "إيران إنترناشيونال" بالمساهمة في تأجيج الأوضاع في إيران عبر دعمها للاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في البلاد.
كما هاجمت الصحيفة إمام أهل السنة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، بعد مواقفه الأخيرة التي حمّل فيها النظام بالوقوف وراء مجزرة بحق مدنيين عزل ومصلين أبرياء في مدينة زاهدان قبل شهر تقريبا، راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.
كما انتقدت الصحيفة عدم ممارسة النظام لمزيد من العنف والقمع للتعامل مع الاحتجاج، موضحة أنه لو تم التعامل مع مثيري الشغب (المحتجين) بقوة وبشكل مناسب لما شهدنا حادثة شيراز أمس، وكتبت: "مع الأسف فإن التهاون مع مثيري الشغب ومحركيهم أوصلنا إلى هذه الحال".
"شرق": صورة قاتمة عن إيران في السنوات العشر المقبلة
قدم المرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، صورة قاتمة من إيران خلال السنوات العشر القادمة، وذكر استنادا على بعض التحليلات والاستنتاجات أن مجالات عدة ستتراجع فيها إيران خلال السنوات العشر القادمة.
ورأى الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة "شرق" أنه وخلال السنوات العشر القادمة ستستمر السلطات الحاكمة على التركيز حول قضايا لا تشكل أولوية للإيرانيين، وبالتالي فلن يكون هناك تغيير في أساليب حكم البلاد.
ونوه هاشمي طبا إلى أن طهران ستتراجع على صعيد الزراعة، والطاقة والصناعة، كما سيزداد التضخم سوءا، وستستمر القيود على التبادل التجاري الإيراني مع العالم، بسبب استمرار أزمة عدم الانضمام إلى مجموعة (FATF) الدولية، كما ستكون إيران في موقف أضعف على المستوى الجيوسياسي، وذلك بسبب كثرة تحركات ونشاط أعدائها في المنطقة.

إيران أمام يوم آخر من أيام المظاهرات الحاشدة بعد دعوات كثيرة أطلقها ناشطون ومواطنون إيرانيون لتنظيم مظاهرات اليوم، الأربعاء 26 أكتوبر (تشرين الأول)،بالتزامن مع "أربعينية" مهسا أميني التي قتلت على يد الشرطة الإيرانية بعد أن احتجزتها واقتادتها إلى أحد مراكزها بتهمة "الحجاب السيء".
وبالرغم من كثرة هذه الدعوات والأخبار حول الاحتجاجات إلا أن الصحف اليومية تحاول بشكل ملحوظ تجاهل ما يجري في البلاد، وتكتفي بتحليلات حول أسباب الاحتجاجات وطرق الخروج من الأزمة، كما فعلت صحيفة "مردم سالاري" و"آرمان امروز"، حيث نقلت كلام الخبراء والمختصين الذين أكدوا على ضرورة إيجاد حلول هيكلية ومعالجة جذرية للأزمة الحالية، منتقدين أساليب الحكومة التي تعطي عناوين خاطئة في محاولتها التعامل مع الموضوع.
أما الصحف المقربة من أروقة الحكم فهي لها أسلوبها الذي بات معروفا في هذا الموضوع، إذ تعتمد طريقة التشويه وإنكار الواقع، فهي تنكر تارة حدوث احتجاجات بهذا الحجم في البلاد، وتتهم الدول الأخرى بافتعال هذه الاحتجاجات والتحريض عليها.
فصحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، تلجأ إلى أسلوب طريف في بعض الأحيان وهو التركيز على الأزمات الاقتصادية والسياسية في أوروبا أو أميركا.
وفي آخر عناوينها التي تخصص لها صفحتها الأولى في العادة كما فعلت اليوم عنونت بالقول: "رعب قادة أوروبا من فوران غضب الناس"، متجاهلة حجم الغضب المتزايد في إيران تجاه النظام الذي يتعمد إنكار ما يجري في داخل البلاد، ويوعز لوسائل إعلامه بالتركيز على قضايا الخارج أو القضايا التي لا تشكل أولوية بالنسبة للمواطن الإيراني.
في موضوع آخر زعمت وسائل إعلام وصحف إيران في الأيام القليلة الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية بعثت برسائل سرية لطهران من أجل التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي، لكن يبدو أن هذه الأخبار كاذبة ولا صحة لها من الأساس، وقد جاء بها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إذ ادعا قبل أيام بأن إيران قد تلقت منذ أيام رسالة من الولايات المتحدة تطالب فيها بالاستعجال في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية في تصريح صحافي هذه الأخبار، وقال: "بالتأكيد لم يكن هناك مثل هذه الرسالة لإيران"، مضيفا: "رسالتنا الوحيدة هي أوقفوا قتل شعبكم وأوقفوا إرسال أسلحة إلى روسيا".
وفي تغطية صحف اليوم أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى هذا الموضوع، وعنونت في مانشيت اليوم: "نفي واشنطن لإرسال رسائل إلى إيران".
في شأن آخر ادعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن إيران قد اقترحت على أوكرانيا تشكيل لجنة مشتركة لدراسة مزاعم استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، لكن الأوروبيين يرفضون تشكيل هذه اللجنة، ويصرون على نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": الاحتجاجات الأخيرة هي "تمرد المطرودين"
أشار الخبير الاجتماعي، عماد أفروغ، إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أسابيع، واعتبر أنها تمرد لمن أسماهم "المطرودين" على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، معتقدا أن هؤلاء المطرودين (المهمشين- المقصيين) شكلوا نواة هذه الاحتجاجات في إيران، وشدد على أن الطريق الوحيد للخروج من الوضع الحالي يتم عبر القيام بإصلاحات جذرية، وإنهاء أشكال "الطرد" الذي تتعرض له فئات كثيرة في المجتمع الإيراني.
وذكر أفروغ، كما جاء في صحيفة "آرمان ملي"، أن النظام الإيراني يشكو من فقدان العدالة الاقتصادية حيث تحتكر أطراف بعينها الامتيازات الاقتصادية، وتحرم أكثرية الشعب من ذلك.
كما رحب الكاتب بامتداد الاحتجاجات الشعبية في إيران إلى الجامعات، وقال إن انخراط الجامعات في هذا الحراك يمكن أن يقود إلى "انتفاضة طلابية" تؤدي رسالة فاعلة، ويكون العلم بذلك مؤثرا في السياسة والاقتصاد بدل أن يؤثر هذان العاملان على العلم والجامعة.
وأضاف أفروغ أن الاحتجاجات الأخيرة لا تعتبر "انتفاضة اجتماعية" بل هي "غضب الشارع" و"تمرد المطرودين"، ولو أرادت هذه الاحتجاجات أن تتحول إلى انتفاضة فيجب عليها أن تمتلك قيادة وتنظيما وانسجاما إيديولوجيا.
"ستاره صبح": أسباب رغبة روسيا في توريط إيران في حربها ضد أوكرانيا
في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" قال الخبير العسكري حسين علائي إن روسيا تتعمد توريط إيران في حربها ضد أوكرانيا لأسباب عدة، منها أن لا تكون وحيدة في الساحة، وأيضا لكي تتحمل طهران جزءا من الضغوط الغربية، وكذلك لتحصل روسيا على ضمان بعدم حلحلة موضوع إيران النووي، وبالتالي استخدامه كورقة ضغط على الأطراف الأخر، وأخيرا- يضيف الكاتب- أن روسيا سعت إلى إقحام إيران في الحرب ضد أوكرانيا لكي تضمن تأثيرها على السياسات الإيرانية الخارجية مستقبلا.
"جوان": رسالة مشتركة لإيران وروسيا إلى مجلس الأمن حول الطائرات المسيرة
نقلت صحيفة "جوان" الأصولية عن "مصدر مطلع" قوله إن روسيا وإيران بعثتا بشكل مشترك رسالة إلى مجلس الأمن الدولي اعتبرتا فيها أن طرح موضوع الطائرات الإيرانية المسيرة في المجلس "غير قانوني".
وأضافت الحصيفة أن طهران أكدت أكثر من مرة أن موضوع حظر الأسلحة المفروض على إيران بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231 قد انتهى منذ فترة، وفي الأساس فإن موضوع الطائرات المسيرة لا علاقة له بهذا القرار، حسب ادعاء الصحيفة.
واستبعدت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري أن تنجح محاولات نقل الملف إلى مجلس الأمن، وقالت: "حتى لو وصل الملف إلى مجلس الأمن فمن المستبعد أن ينجح بسبب الفيتو الروسي".

بدأ كثير من الصحف الإيرانية اليومية، لا سيما غير التابعة للحكومة، بشكل مباشر وواضح تقديم تحليلات الخبراء والمتخصصين حول الأحداث التي تمر بها إيران، واستمرار الاحتجاجات، وإصرار الشباب واليافعين على المضي قدما بالاحتجاج لتحقيق أهدافهم.
وفي ضوء هذه الأحداث بات كثير من المحللين السياسيين يرون أن الشباب في إيران أصبح لا ينتمي إلى أي من التيارين الرئيسي في إيران (الإصلاحي والأصولي)، بل أصبحت مطالبه تتجاوز هذين التيارين اللذين يدوران في نهاية المطاف داخل فلك النظام وإطاره.
وفي مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" قال الناشط السياسي، علي صوفي، إن مطلب الشباب الإيراني الرئيسي اليوم هو استعادة حقوقه، ولا يريد أن يُصنف ضمن التيارات السياسية في البلاد.
كما قال سيد محمود ميرلوحي للصحيفة إن الشاب الذي يصبح غير إصلاحي لم يعد يعني ذلك أنه تحول إلى التيار الأصولي أو العكس، وإنما بات الشباب خارجين عن هذه التصنيفات والانتماءات التقليدية.
وفي سياق متصل بالأحداث التي تشهدها إيران هذه الأيام قال حسين مرعشي في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إن بعض الأطراف السياسية في إيران تعتقد خاطئة بأن تقييد المساحات (قطع الإنترنت) سيقرب المنتقدين إلى النظام، لكن الأحداث الأخيرة كشفت عكس ذلك، وأظهرت أنه كلما تم التضييق على الناس ازدادوا بعدا عن النظام.
وأضاف مرعشي: "أعتقد أنه من الأفضل للنظام السياسي في إيران تغيير استراتيجياته بعد هذه الأحداث، ويجب عليه العمل على كسب رضا أكثرية الشعب، وتلبية حقوقهم بدل الاعتماد على أقلية ستكون مؤيدة لسياساته في كل الأحوال".
ومن الأحداث المتصلة بالاحتجاجات أشار عدد من الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، 25 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى المواجهة التي شهدتها جامعة "خواجه نصير" يوم أمس بين الطلاب الجامعيين وبين المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، إذ منع الطلاب هذا المسؤول الحكومي من الاستمرار بكلمته بعد محاولته تهدئة أجواء الجامعة المشاركة في الاحتجاجات اليومية في البلاد.
أما صحف النظام مثل" إيران" و"جوان" فحفلت في تغطيتها اليوم بالحديث عن "بدء محاكمات المتظاهرين"، ناقلة كلام رئيس السلطة القضائية الذي أكد أن القضاء بدء فعليا بمحاكمة المحتجين الذين يسميهم النظام "مثيري الشغب"، و"الغوغائيين".
على الصعيد الدولي علقت بعض الصحف على تطورات الاتفاق النووي والعلاقة مع الغرب في ظل أزمة أوكرانيا، وانخراط إيران بشكل كبير فيها عبر بيعها الأسلحة والطائرات المسيرة إلى روسيا.
كما لفتت بعض الصحف مثل "ابتكار" إلى موضوع انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، وقالت إن النظام يتعلل عامدا في عدم الانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية، في حين أنه قبِل الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، وهي منظمة تطلب الانضمام إليها قبول شروط وقيود أكثر تعقيدا من القيود المفروضة في سبيل الانضمام إلى فاتف.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": الاقتصاد المحرك الأساسي للاحتجاجات
تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى الأسباب والجذور الكامنة وراء الاحتجاجات الجارية في البلاد، وما إذا كانت العوامل الاقتصادية لها دور فيها أم لا؟، لتؤكد أنه وبالرغم من اعتقاد البعض أن المظاهرات الجارية في البلاد لا تنبع من العوامل الاقتصادية، إلا أن الحقيقة هي أن العامل الاقتصادي له الدور الرئيسي في ما تشهده البلاد.
وأضافت الصحيفة: "شح المياه، والغاز، والكهرباء، والوقود، والتضخم المستدام، ونقص الميزانية، والنمو الاقتصادي السلبي، كلها عوامل تضاعف من حجم الاستياء والغضب العام في الشارع الإيراني، وبالتالي تحرك عجلة الاحتجاجات والمظاهرات".
ونوهت الصحيفة إلى سياسة تقييد الإنترنت في إيران، وأوضحت أن قطع الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الكثيرين يصبحون بلا دخل ومردود مالي، كما أن الاحتجاجات قد عرقلت عجلة الاقتصاد في البلد.
"شرق": هل يمكن تهدئة الشارع من خلال قطع الإنترنت؟
في شان متصل تساءلت صحيفة "شرق" عما إذا كان النظام الإيراني قادرا على السيطرة على الأوضاع وتهدئة الشوارع من خلال فرض قيود على الإنترنت، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تحولت هذه الأدوات إلى مصادر رزق وطرق للتواصل الاجتماعي على نطاق واسع بين الإيرانيين.
وأضافت الصحيفة: "هل كانت الإنترنت موجودة في الأحداث التي شهدتها إيران في الحقبة الدستورية أو ثورة عام 1979 أو انهيار الاتحاد السوفيتي أو الدولة العثمانية أو كوارث الحرب العالمية الأولى والثانية؟".
وفي هذا السياق ذكرت الصحيفة أن الأدلة التاريخية تؤكد أن التكنولوجيا (الإنترنت) قد تؤثر على كيفية حدوث التطورات الاجتماعية والسياسية، لكنها لن تكون قادرة على وقف هذه التطورات وحرف مسارها.
السبب في ذلك- تضيف الصحيفة- هو أن هذه التطورات الاجتماعية والسياسية لها جذور في مطالب الناس وحاجاتهم الأساسية، وفي رؤية أعمق لها جذور في القواعد والأصول (الحركة، التغيير والتكامل) الذي تسيطر على طبيعة الظواهر في عالم الكون.
"اعتماد": تطورات الحرب في أوكرانيا تنقلب ضد مصالح إيران
رأت صحيفة "اعتماد" أن تطورات الحرب في أوكرانيا انقلبت ضد المصالح الإيرانية، وقالت في هذا السياق: "تطورات الحرب في أوكرانيا باتت وبشكل مقلق تنقلب ضد مصلحة إيران، فوزارة الخارجية الأوكرانية تقترح قطع العلاقات مع طهران، والاتحاد الأوروبي يفرض العقوبات على المؤسسات والمسؤولين الإيرانيين".
وتابعت: "طرح موضوع بيع إيران طائرات مسيرة إلى أحد طرفي النزاع وربط هذه القضية بقرار مجلس الأمن رقم 2231 تحول خطير ومقلق للغاية".
ونوهت "اعتماد" إلى أن هذا الموضوع يجب النظر إليه في إطار "تدخل إيران بشكل مباشر في حرب" يقف في الطرف المقابل أقوى تحالف عسكري في العالم (الناتو)، وإن كان بشكل غير مباشر.
