دعوات للتظاهر اليوم الجمعة في إيران والاحتجاجات تدخل يومها السابع
انطلقت دعوات بين الإيرانيين للتظاهر اليوم الجمعة في عموم أرجاء إيران بالتزامن مع دخول الاحتجاجات يومها السابع، في أكبر موجة احتجاجات ضد النظام الإيراني منذ عام 2019.
انطلقت دعوات بين الإيرانيين للتظاهر اليوم الجمعة في عموم أرجاء إيران بالتزامن مع دخول الاحتجاجات يومها السابع، في أكبر موجة احتجاجات ضد النظام الإيراني منذ عام 2019.


أصبحت الشعارات المناهضة للمرشد علي خامنئي والصيحات المطالبة بإسقاط النظام الإيراني محور الاحتجاجات، وصارت مدن مختلفة مسرحًا لحرق الأوشحة، واشتباكات بالشوارع ضد القمع العنيف للنساء، وذلك مع انتشار الاحتجاجات ضد مقتل مهسا أميني في مدن مختلفة بإيران.
ويُظهر مقطع فيديو تلقته "إيران إنترناشيونال" عددًا كبيرًا من النساء في نازي آباد بطهران، يلقين أوشحتهن في كشك محروق للشرطة. كما أحرقت النساء الأوشحة في مسيرة احتجاجية في منطقة نياوران بطهران.
وخلال احتجاجات ساوه، خلعت امرأتان وشاحيهما ورقصتا وأحرقتا الوشاحين وسط شعارات المتظاهرين.
وفي ساحة تجريش بطهران، نزل المتظاهرون إلى الشارع بهتاف "الموت للديكتاتور" وفي منطقة نرمك، ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام وأشعلوا النار في صناديق القمامة وقطعوا بها الطریق.
وهتف المتظاهرون في منطقة طهران بارس، "المرأة، الحياة، الحرية" وفي دوار "صادقيه" في طهران، أشادوا بلاعب كرة القدم السابق "علي كريمي" لدعمه الاحتجاجات.
وتظهر مقاطع الفيديو التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أنه على الرغم من الأوضاع الأمنية المشددة إلا أن المتظاهرين في برند هتفوا في الشوارع بشعارات "مجتبى تموت ولا تری منصب المرشد" و"الموت للديكتاتور".
وفي "مشهد" تظهر مقاطع الفيديو التي تم نشرها أن المتظاهرين في هذه المدينة يستخدمون المولوتوف (الزجاجة الحارقة) للتصدي لقمع قوات الأمن.
وفي عبادان، حاصر متظاهرون ونساء خلعن أوشحتهن ضابط شرطة ورددوا شعار "رضا شاه لروحك السلام".
كما تظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" حضورا كبيرا للمتظاهرين في كاشمر وهم يرددون شعارات "لا نريد جمهورية إسلامية" و"الموت للديكتاتور" و"يموت الإيرانيون ولا يقبلون الإذلال".
ويُظهر مقطع فيديو آخر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي قيام عناصر الأمن في "أنزلي" بكسر باب ونوافذ مبنى ودخلوه بعد مطاردة بعض المتظاهرين الشباب الذين احتموا في فناء المنزل.
وتشير مقاطع فيديو أخرى على الشبكات الاجتماعية إلى انتشار الاحتجاجات في مدن كاشمر وملكان وشيروان وموتل قو، وأشنويه، والأهواز ومشكين شهر، وبرديس ملارد.
في غضون ذلك، يتواصل تضامن الإيرانيين في الخارج مع الاحتجاجات داخل البلاد. وهتفت مجموعة من الإيرانيين المقيمين في تورنتو بالإنجليزية: "كرروا اسمها: مهسا أميني"، في مسيرة نظموها لدعم المحتجين الإيرانيين.
كما دعا النشطاء الإيرانيون المقيمون في نيوزيلندا إلى مسيرة احتجاجية على مقتل مهسا أميني والتضامن مع المتظاهرين الإيرانيين يوم السبت الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي في أوكلاند.
في غضون ذلك، تتواصل موجة الاعتقالات والقمع من قبل قوات الأمن. وفقًا للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد تم قطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول والمنزلي تمامًا في أجزاء من طهران ومدن أخرى من البلاد يوم الخميس، ولهذا السبب، لا توجد معلومات دقيقة حول آخر الأخبار المتعلقة بالاحتجاجات في مدن مختلفة.
وتروي التقارير الواردة من بابل إطلاق النار على شابين في الثلاثينات من العمر في هذه المدينة.
كما أعلنت "هرانا" عن اعتقال محتج يُدعى سروش عباسي شاه إبراهيمي في سقز ونقله إلى مكان مجهول.
وقد داهمت الأجهزة الأمنية منزل حسين رونقي، المدون والناشط المدني، بقصد اعتقاله وبعد ساعات، قال هذا الناشط المدني إنه لم يتم القبض عليه وتمكن من الفرار.
وقال حسين رونقي: هاجمني رجال الأمن وأرادوا اعتقالي بسيارة إسعاف، لن أترك إيران. يوم السبت، سأذهب إلى محكمة إيفين مع محامي، ومن هناك، سأضرب عن الطعام.

أيد مسؤولو دول العالم وشخصيات مختلفة احتجاجات الشعب الإيراني، وطالبوا السلطات الإيرانية بوقف قمعها العنيف للمواطنين، وذلك بعد انتشار الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني.
وأعربت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، عن تضامن الكونغرس الأميركي مع الشعب الإيراني، وقالت: "صوت شعب إيران الشجاع سُمع حول العالم. الكونغرس ينضم إليه في الحزن على الوفاة المروعة لـ مهسا أميني. وعلى طهران أن تنهي حملة الانتهاكات العنيفة والممنهجة بحق النساء والفتيات".
وبعد أن عاقبت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، "شرطة الأخلاق" وقادتها وقائد القوات البرية للجيش، قال الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران، روبرت مالي: "كما قال بايدن في اجتماع الأمم المتحدة، الولايات المتحدة تدعم المرأة الشجاعة التي نظمت احتجاجات سلمية في إيران لحماية حقوقها الأساسية، وتدين الحكومة وقمعها الوحشي".
كما اعتبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، أن شرطة الأخلاق "مسؤولة عن مقتل مهسا أميني" وأضاف: "سنواصل محاسبة المسؤولين في إيران ودعم حق الإيرانيين في الاحتجاج بحرية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في اجتماع الأمم المتحدة: "النظام الإيراني يكره اليهود والنساء والغرب ويقتلهم مثل مهسا أميني".
وأضاف لابيد: "الشباب الإيراني يعاني من قيود نظام الجمهورية الإسلامية، والعالم صامت حيال ذلك".
وغرد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "نحن نؤيد بقوة الشعب الإيراني الذي يحتج بشكل سلمي ويعبر عن مطالبه. نطالب النظام الإيراني بوقف قمع حرية التعبير ووقف المضايقات والتمييز ضد المرأة".
في غضون ذلك، طلبت مجموعة من أعضاء حزبي مجلس النواب الأميركي من وزير خزانة الولايات المتحدة الموافقة علی طلب إيلون ماسك بتزويد إيران بالإنترنت عبر القمر الصناعي (ستارلينك) فور تلقيه. وتقديم كل ما هو ممكن للمساعدة في الحفاظ على اتصال الشعب الإيراني بالإنترنت.
وأشارت العضوة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، كلوديا تيني، إلى أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تزيل على الفور جميع العقبات الإدارية أمام المتظاهرين الإيرانيين للوصول إلى الإنترنت.
وشدد العضو الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، على الحاجة إلى الحفاظ على اتصال الإنترنت للمتظاهرين في إيران وقال: على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لمساعدة الإيرانيين الشجعان الذين يحتجون على الظلم.
وقال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون: "أدين مقتل مهسا أميني، وأضم صوتي إلى المطالبات بإجراء تحقيق محايد. أنا أؤيد الشعب الإيراني الذي يطالب بمحاسبة السلطات ويحتج على عنف قوات الأمن دفاعا عن حقوق الإنسان الأساسية للمرأة".
وغرد عضو البرلمان البلجيكي ثيو فرانكين: "ادعموا نشر هاشتاغ مهسا أميني. أنا دائما أؤيد إيران الحرة. إيران الحرة في مصلحتنا من وجهة النظر الجيوسياسية. من المؤسف أن يكون للاتحاد الأوروبي علاقات وثيقة مع نظام الملالي، وهذا خطأ كبير".
وقالت الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان، مسيح علي نجاد، لـ"إيران إنترناشيونال": "الإنترنت متاحة أم لا، أيا كان؛ فخامنئي موجود، يجب أن يبقى الناس في الشوارع".
وأضافت نجاد: "يحق للمواطنين أن يقولوا إنه إذا لم يعلن الفنانون، أنهم لن يذهبوا إلى التلفزیون، فهم متواطئون أيضًا في قتل الشعب".

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على "شرطة الأخلاق" الإيرانية، فضلًا عن قائد القوات البرية بالجيش الإيراني.
وتشمل هذه العقوبات، التي تم الإعلان عنها بعد مقتل مهسا أميني والاحتجاجات العامة في إيران، 6 مسؤولين أمنيين في إيران.
وقال زير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "لقد فرضنا عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران، وهي الجهة المسؤولة عن اعتقال وموت مهسا أميني، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين متورطين في قمع الاحتجاجات السلمية في إيران".
ووفقًا لإعلان وزارة الخزانة الأميركية، فرصت عقوبات على "أحمد ميرزائي " قائد شرطة الأخلاق في طهران.
وفي أعقاب مقتل مهسا أميني، وردت أنباء عن إقالة ميرزائي، لكن مسؤولي الشرطة نفوا هذه التقارير، فيما ورد اسم قائد شرطة الأخلاق الإيراني، محمد رستمي، في قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية كذلك عقوبات على قاسم رضائي نائب قائد قوة الشرطة الإيرانية.
كانت الخزانة الأميركية، قد فرضت عام 2019 عقوبات على حسين أشتري قائد قوة الشرطة الإيرانية.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد القوات البرية للجيش الإيراني، كيومرث حيدري.
وورد في هذه القائمة، اسم منوشهر أمن اللهي، المعروف باسم أمان اللهي بهاروند، وهو قائد قوة الشرطة في محافظة تشهارمحال وبختياري.
وفي الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في أبريل (نيسان) في محافظة تشهارمحال وبختياري، والتي بدأت بعد قطع المعونات، قُتل عدة أشخاص واعتقل العشرات.
كما فرضت أميركا عقوبات على سالار أبنوش، النائب السابق لقائد العمليات في منظمة الباسيج، التابعة للحرس الثوري.

دعا أكثر من 100 فنان وكاتب وشاعر وصحافي إيراني في الخارج، خلال بيان يدعم احتجاجات الشعب الإيراني عقب مقتل مهسا أميني، المجتمع الدولي إلى إنهاء استرضاء النظام غير الشرعي والرجعي الإيراني.
وجاء في هذا البيان: "في هذه الجريمة، سلك النظام الإيراني طريق الكذب والإنكار كما فعل في قتل المتظاهرين خلال الأعوام 1999، 2009، 2018، 2019، وكذلك إطلاق النار على الطائرة الأوكرانية، ولولا دعم الأسرة وشرف أطباء مهسا، لكانت قد انضمت إلى العديد من النساء اللواتي أصبحن ضحايا العنف الممنهج للنظام الإيراني، واللاتي لا تزال أسماؤهن ورواياتهن مسكوت عنها".
ومن الموقعين على هذا البيان: إيرج جنتي عطايي، وشيرين نشاط، ورضا دقتي، وداريوش آشوري، وشهيار قنبري، ومانا نيستاني، وغيرهم.
في هذا البيان، طُلب من المجتمع الدولي إنهاء "استرضاء النظام غير الشرعي والرجعي الإيراني".
وطالب الموقعون على البيان بمحاكمة الآمرين والمرتكبين لهذه "الجريمة" التي تشمل كافة السلطات.
وفي وقت سابق، صدرت تصريحات تدين "مقتل مهسا أميني".
وأصدرت 8 منظمات سياسية إيرانية معارضة للنظام الإيراني بيانا مشتركا، وصفت فيه مقتل مهسا أميني بأنه "بداية نهاية النظام الإيراني"، وفي معرض دعمهم للاحتجاجات داخل البلاد، طلبوا من جماعات المعارضة الموجودة في خارج البلاد إلى رفع صوت الاحتجاجات إلى آذان المجتمع الدولي.
وفي داخل إيران أيضًا، صدرت بيانات من قبل بعض الجماعات، من بينها بيان صادر عن رابطة الصحافيين في طهران، جاء فيه: "هذا الحادث أظهر أن وسائل الإعلام الرسمية لا تزال غير معترف بها كوسائل إعلام محايدة".

استمرت الاحتجاجات العامة في إيران اليوم، الخميس 22 سبتمبر (أيلول)، بعد "القتل الحكومي" لمهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، على الرغم من قطع وصول المواطنين إلى شبكة الإنترنت في مدن مختلفة.
ووفقًا للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد تم قطع الإنترنت في شبكات الهاتف المحمول والمنزلي بالكامل في أجزاء من طهران ومدن أخرى في البلاد اليوم الخميس، ولهذا السبب، لا توجد معلومات دقيقة حول آخر الأخبار المتعلقة بالاحتجاجات في المدن المختلفة.
نساء طهران وحرق الأوشحة
ونُشرت صور من طهران تظهر تجمع مجموعة من النساء اليوم الخميس في شارع وصال شيرازي.
وفي هذا التجمع، فضلا عن الهتافات الاحتجاجية، أشعلت النساء النار بأوشحتهن أمام صورة للمرشد علي خامنئي.
كما تم نشر مقاطع فيديو من شارع "حجاب" في طهران تظهر أن المحتجين تجمعوا اليوم الخميس 22 سبتمبر تحت شعار "قائدنا الجاهل وصمة عارنا".
كرمانشاه.. مراسم التشييع تصبح مسرحًا للاحتجاجات
وتشير بعض التقارير إلى استمرار التجمعات الاحتجاجية لأهالي كرمانشاه اليوم الخميس.
وبدأ المتظاهرون الذين جاءوا للمشاركة في تشييع مينو مجيدي احتجاجاتهم بترديد شعار "المرأة.. الحياة.. الحرية" باللغة الكردية.
وقُتل مينو مجيدي على أيدي قوات الأمن أثناء احتجاج أهالي كرمانشاه في 20 سبتمبر.
واندلعت الجولة الجديدة من الاحتجاجات في 17 سبتمبر عقب تشييع جنازة مهسا أميني. وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام وخلعت المتظاهرات حجابهن.
وبعد أن هاجمت القوات الأمنية وأطلقت النار بشكل مباشر على المواطنين الذين تجمعوا أمام قائم مقامية سقز عقب مراسم تشييع مهسا أميني، تشكلت موجة واسعة من الاحتجاجات في شوارع إيران، والتي قوبلت، كما في احتجاجات السنوات السابقة، بقمع شديد ودموي من قبل قوات الأمن.
بعد نشر تقارير عن نقل رجال الأمن ومعتقلي الاحتجاجات العامة بواسطة سيارات الإسعاف ومهاجمة المتظاهرين لبعض هذه السيارات، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة عن تدمير 61 سيارة إسعاف تابعة لهيئة الطوارئ في البلاد خلال الاحتجاجات.
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، استخدمت القوات الأمنية في بعض المدن سيارات الشحن والسيارات المبردة التابعة لشركات ومصانع الألبان لنقل رجال الأمن والمعتقلين من أجل قمع احتجاجات الأيام الأخيرة.
عدد ضحايا الاحتجاجات
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، الخميس، عن عدد مفصل من القتلى في مظاهرات الاحتجاج في الأيام الأخيرة، وكتبت: "11 شخصًا قتلوا في أمُل، و6 في بابل، وواحد في بندر أنزلي، و2 في ديواندره، وواحد في سقز، وواحد في دهكلان، وواحد في مهاباد، وواحد في أورمية، وواحد في كرج، وواحد في بيرانشهر، وواحد في كرمانشاه، وواحد في أشنويه، وواحد في قوتشان وواحد في تبريز".
وأعلن التلفزيون الإيراني، اليوم الخميس، مقتل 17 شخصًا من المشاركين في الاحتجاجات وقوات الأمن، دون ذكر التفاصيل ومصدر الإحصائيات الخاصة به.
كما ذكرت وكالة "فرانس برس" أن عدد القتلى من قوات الأمن بلغ ثلاثة.
واعتبر الحرس الثوري الإيراني، في بيان له، الاحتجاجات العامة في إيران بأنها "مؤامرة ممنهجة من الأعداء تستهدف أمن البلاد"، ووصف قوات الأمن بأنها "ضامن لأمن واقتدار إيران".