إعلام إسرائيلي: واشنطن تطمئن تل أبيب بعدم التنازل مجددا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مسؤولي حكومة بايدن تواصلت في الأيام الأخيرة مع المسؤولين الإسرائيليين، لطمأنتهم بأن الولايات المتحدة لم تقدم تنازلات جديدة للنظام الإيراني في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وذكر موقع "والانيوز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبار، أن البيت الأبيض بعث برسائل طمأنة إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال الأيام العشرة الماضية، مفادها أنه لا تزال هناك فجوات في المفاوضات مع إيران، ومن غير المتوقع إحياء الاتفاق النووي في المستقبل القريب.
كما قال مسؤولون أميركيون كبار لـ"والانيوز" إن البيت الأبيض أكد في محادثة مع كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إدارة بايدن، على عكس التقارير الإعلامية، لم توافق على أي تنازلات جديدة في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.
ونقل موقع "أكسيوس"، عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة بايدن كانت تحاول طمأنة إسرائيل في الأيام الأخيرة بأنها لم تقدم تنازلات جديدة لإيران لإحياء الاتفاق النووي، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم غير مقتنعين في هذا الصدد.
وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"أكسيوس" إنه على الرغم من أن المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إحياء الاتفاق النووي أصبحت أكثر صعوبة مؤخرًا، فإن يائير لابيد لا ينوي إطلاق دعاية عامة ضد إدارة بايدن، مثل بنيامين نتنياهو، حول الاتفاق النووي المحتمل مع إيران.
ومن ناحية أخرى، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، وصف التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة وافقت على تقديم تنازلات جديدة لإيران لإحياء الاتفاق النووي بأنها "خاطئة تمامًا".
وفي غضون ذلك، أعرب مسؤول إسرائيلي في حديث مع موقع "واي نت" عن أمله في أن لا تؤتي مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ثمارها في نهاية المطاف، رغم التطورات الأخيرة.
وأشار إلى أنه "إذا توصل الطرفان إلى اتفاق في محادثات فيينا، فسنحاول تعظيم مكاسب إسرائيل في هذا الاتفاق".
وفي الوقت نفسه، فإن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا، سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للتحدث مع المسؤولين الأميركيين حول برنامج إيران النووي. ويخطط للقاء نظيره الأميركي جاك سوليفان، يوم الثلاثاء المقبل.
ومن جهة ثانية، انتقدت السيناتورة الجمهورية، مارشا بلاكبيرن، جهود البيت الأبيض لإحياء الاتفاق النووي، أمس السبت، وقالت: "على إدارة بايدن رفض أي صفقة مع النظام الإيراني الخطير لتظهر للعالم أن أميركا لن تهادن الإرهاب".
وفي المقابل، لم تعرب السلطات الإيرانية عن تفاؤلها بإحياء الاتفاق النووي على المدى القصير وإمكانية تحقيق إنجازات محتملة للاتفاق.
وقال البرلماني والرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي: "يجب أن لا يأمل الناس أن يكون للاتفاق آثار واضحة في حياتهم".
وأشار إلى أن الغرب "يسعى إلى تقليص قوة الثورة الإسلامية في العالم"، وقال: "إنهم يتابعون هذه القضية من خلال الضغط الاقتصادي".
وقال سفير إيران السابق في بريطانيا، محسن بهاروند، إن الأمر قد يستغرق بضعة أسابيع حتى يتم قبول الاتفاق النووي بالكامل، وأن مصير الاتفاق سيتم تحديده في غضون أسابيع قليلة.
وفي حين قال مسؤولون في حكومة بايدن إن إيران قد تنازلت عن مطالبتها بشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية باعتباره مطلبًا رئيسيًا خلال عملية التفاوض، فقد أكد المسؤولون الإيرانيون أنهم لم يطرحوا هذا المطلب أبدًا كشرط مسبق للمفاوضات.
وأكد مستشار فريق المفاوضات الإيراني في فيينا، محمد مرندي: "لقد قلت مرات عديدة في الأشهر القليلة الماضية إن شطب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للجماعات الإرهابية لم يكن شرطاً مسبقاً أو مطلبا رئيسيا لإيران في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي".
وأضاف: "يمكن لإيران أن تبقي القيادة المركزية على قائمتها الإرهابية.. إذا احتاج الأميركيون لقبول الاتفاق بأن يقولوا إن إيران تراجعت عن طلب شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، فالأمر متروك لهم".
يذكر أن الحكومة الأميركية تدرس رد إيران على النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، وليس من الواضح متى ينوي البيت الأبيض التعليق في هذا الصدد.