وتحدث بعض المسؤولين في إيران عن "فشل السيناريو الثاني ضد الحرس الثوري"، ووصف مساعد قائد الحرس الثوري مقابلة كاترين مع "بي بي سي" الفارسية بأنها سدت الطريق أمام "خطة شيطانية".
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تحدثت كاثرين بيريز شكدام، المحللة اليهودية الفرنسية والبريطانية، في مقال نشر لها في قسم مدونات "تايمز" الإسرائيلية عن كيفية حصولها على ثقة المسؤولين في النظام الإيراني.
وفي مقابلة أذيعت، يوم الاثنين، في برنامج "بي بي سي" الفارسي ومدته 60 دقيقة، قالت أيضًا إنها لم تكن جاسوسةً أو عميلةً لأي دولة، ولم يكن لها علاقات جنسية مع مسؤولي النظام الإيراني.
وقال بعض المسؤولين ووسائل الإعلام في إيران، استنادًا إلى مقابلة لها مع "بي بي سي"، إن المؤمرة ضد الحرس الثوري الإيراني قد فشلت.
على سبيل المثال، كتبت صحيفة "كيهان"، الأربعاء 9 آذار (مارس)، أن المعارضة "بعد هزيمتها في قضية الملف الصوتي (الفساد في الحرس الثوري الإيراني)، تابعت تشويه الحرس الثوري الإيراني من خلال قضية شكدام، ولكن من خلال إجراء مقابلة مع هذه المرأة ودحض الادعاءات المضخمة، تم فضحهم مرة أخرى وكشف أكاذيبهم".
وقبل ذلك بيوم، كتب المساعد السياسي للحرس الثوري يد الله جواني، في بيان له، أن مقابلة هيئة الإذاعة البريطانية مع شكدام "أغلقت عن قصد أو عن غير قصد الطريق أمام مشاهد أخرى لهذه الخطة الشريرة".
وقد ورد ذكر جواني على أنه الشخص الذي وفر الأرضية لنشاط شكدام في إيران؛ إلا أنه نفى هذه المزاعم، قائلًا في بيان له: "بقدر ما يعنيني الأمر... فأنا أسامح الجميع وأصفح عنهم".
وفي إشارة إلى المعيار المزدوج للنظام الإيراني، تساءل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: كيف يتم الاستشهاد بمقابلة على إحدى هذه الوسائل الإعلامية والترحيب بها رغم أنه يتم تكذيب جميع الأخبار التي تنشرها هذه الوسائل الناطقة باللغة الفارسية خارج إيران؟
من ناحية أخرى، ما زالت هناك تناقضات في المقالات التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية حول شكدام. على سبيل المثال، بينما نقلت وسائل الإعلام عن مسؤول قضائي قوله إنها كانت في إيران لمدة 18 يومًا فقط، قال نادر طالب زاده، مخرج أفلام وثائقية قريب من المؤسسات الرسمية، إن المرأة عاشت أيضًا "بحرية" في إيران بعض الوقت.
وقال طالب زاده لـ "إيسكا نيوز" إن شكدام كانت إحدى الضيوف في مؤتمر فلسطين في طهران، مضيفًا أنه مكن شكدام من إجراء مقابلة مع إبراهيم رئيسي على قناة "راشا تو دي" في عام 2017، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية.
بعد ذلك، عاشت السيدة شكدام بحرية في إيران ولم أكن أعرف عنها؛ رأيتها مرة أو مرتين فقط خلال مسيرة الأربعين، وعندما ألقيت كلمة ودعيت لإجراء مقابلة مع قناة "أفق" و"برس تي في".
كما وصف رئيس تحرير جريدة "همشهري"، عبد الله كنجي، انتشار بعض الشائعات بأن شكدام مارست الجنس مع بعض المسؤولين في إيران، بأنها تأتي من أجل "تشويه سمعة المسؤولين"، واستشهد في مقاله بمقابلة أجرتها شكدام مع "بي بي سي" الفارسية.
وبعد وقت قصير من نشر مقال شكدام في صحيفة " تايمز" الإسرائيلية في ديسمبر(كانون الأول)، أفادت بعض وسائل الإعلام أنها كتبت 18 مقالًا على موقع المرشد الإيراني علي خامنئي، وعملت أيضًا كمحللة في "برس تي في" ووكالة "تسنيم" للأنباء وصحيفة "طهران تايمز".
إلا أن مكتب خامنئي كتب أنها في 2015-2017، و"من خلال بعض النشطاء الإعلاميين المهتمين بالثورة الإسلامية، أرسلت مقالات وكتابات حول قضايا تتعلق بقيم الإسلام والثورة الإسلامية، تم نشر بعضها في هذه الوسيلة الإعلامية، وبعد عام 2017 لم يكن لها صلة بموقع المرشد".
وكانت شكدام قالت إن الموقع الإلكتروني لمكتب خامنئي اتصل بها وطلب منها كتابة مقال لهذا الموقع.
وكتبت في مقال إلى صحيفة "تايمز" الإسرائيلية أن إيران تنوي محو إسرائيل من على وجه الأرض، وأن المسؤولين في إيران يكرهون اليهود. ومع ذلك، فإن منشورها هذا يتعارض مع منشورها السابق على موقع خامنئي.
هذا ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون بعد على هذه القضية.
يشار إلى أن صحيفة "كيهان" وبعض وسائل الإعلام الأخرى في إيران دعت إلى "اتخاذ إجراءات قضائية" ضد من أعاد نشر مقالات عن شكدام.