مصير "فيينا".. وزيارة غروسي لطهران.. وتحذير صحيفة المرشد من "خداع الغرب"

موضوع المفاوضات النووية واقترابها من ساعة الصفر هو المحور الرئيسي الذي كان حاضرا وبقوة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 5 مارس (آذار).
موضوع المفاوضات النووية واقترابها من ساعة الصفر هو المحور الرئيسي الذي كان حاضرا وبقوة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 5 مارس (آذار).
وقد زاد من أهمية الموضوع تزامن الأيام الأخيرة من مفاوضات فيينا مع الحرب الروسية الأوكرانية وانشغال موسكو عن المفاوضات النووية والحديث عن محاولاتها عرقلة المفاوضات النووية بهدف استخدامها كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية.
في هذا السياق، تؤكد صحيفة "آرمان ملي" أن الروس قد أثبتوا في الأيام الأخيرة معارضتهم لإحياء الاتفاق النووي سواء تم ذلك في عهد حكومة روحاني ودبلوماسية ظريف أو في عهد حكومة رئيسي ودبلوماسية حسين أمير عبداللهيان.
ونوهت الصحيفة إلى مغادرة المبعوث الروسي مقر المفاوضات، وتصریحه حول انتهاء مفاوضات فيينا، وهي كلها إشارات على أن الروس في صداقتهم مع إيران لن يهتموا بشيء سوى مصالحهم، حسب الصحيفة.
أما صحيفة "آفتاب يزد" وهي صحيفة إصلاحية أخرى فقد أشارت إلى زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إلى إيران، وأوضحت أن الأنظار أصبحت الآن متجهة إلى طهران انتظارا لما تتمخض عنه هذه الزيارة من نتائج، مؤكدة أن حصول اتفاق في فيينا أصبح منوطا بما ستسفر عنه زيارة غروسي الحالية.
وفي المقابل نرى صحيفة "كيهان" الأصولية تحذر كعادتها من الغرب وحيله، وكتبت في عنوانها الرئيسي لعدد اليوم: "الاتفاق دون ضمان معتبر، وإلغاء كافة العقوبات، هو مكر وخديعة"، مدعية أن "الضجة الأخيرة التي أثارها الغرب حول اقتراب موعد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران هو أسلوب وطريقة يعتمدها الغربيون من أجل السيطرة على أسعار النفط التي شهدت ارتفاعا ملحوظا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا".
ومن القضايا التي ناقشتها صحف اليوم موضوع زيارة الرئيس الإيراني إلى محافظة كلستان وتفقده لعدد من المشاريع، وانتقدت صحيفة "اعتماد" كثرة وعود الرئاسة الإيرانية للمواطنين دون تحقيق أي منها.
أما صحيفة "إيران" الحكومية فنشرت في صفحتها الأولى صورة لرئيسي راكبا أحد الزوارق وذكرت أن زيارات رئيسي إلى المحافظات تخطت نصف المحافظات الإيرانية، معتبرة أن ذلك ميزة من مزايا الحكومة التي تتباهى بكثرة زيارات رئيسيها وتفقده لأوضاع المحافظات المختلفة.
والآن يمكننا مطالعة تفاصيل بعض ما جاء في صحف اليوم..
"كيهان": لا اتفاق ما دامت القضايا العالقة لم تحل بشكل كامل
ذكرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي في مقال لها أن الغرب يظهر استعجالا كبيرا للتوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، إلا أن التفاؤل والإيجابية الموجودة حول نتائج المفاوضات لن تكون بديلا عن الاتفاق الجيد، وما دامت جميع القضايا العالقة لم تحل بعد فإنه لا يصح القول إن المفاوضات النووية قد نجحت.
وحددت الصحيفة عددا من الخطوط الحمراء وكأنها ترسم سياسة للوفد الإيراني المفاوض في فيينا. وقالت: "أول شيء يجب العمل عليه هو رفع العقوبات، بحيث تكون مخرجات ذلك: الاستفادة الاقتصادية المستدامة لإيران في قطاعات التعاملات المصرفية وبيع النفط وجذب الاستثمارات".
وتضيف الصحيفة: "ثانيا يجب التأكد من صحة رفع العقوبات في فترة زمنية محددة بعدة شهور، وثالثا ينبغي الحصول على ضمانات معتبرة حول عدم تكرار تصرفات أميركا التي مارستها خلال السنوات الست الماضية".
وأشارت الصحيفة إلى قرار إدارة بايدن يوم أمس الجمعة حول تمديد حالة الطوارئ بالنسبة لإيران وذكرت أن هذه الخطوة من الإدارة الأميركية تؤكدا أن واشنطن تنوي الاستمرار بفرض العقوبات تحت تسميات جديدة وهذا يعني عدم إمكانية استفادة إيران من قرار رفع العقوبات.
"اقتصاد بويا": لن يتم إحياء الاتفاق النووي والعقوبات لا تقل ضررا عن الحرب
قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن المفاوضات النووية لن تنجح، والسبب في ذلك حسب قراءته هو وجود وفد إيراني يشكله أفراد متشددون ضد الاتفاق النووي. وأوضح أن هذا الوفد ذهب إلى المفاوضات بنية عدم التوصل إلى اتفاق مع الغرب، وذلك لكي يدعي أنهم قصدوا فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق إلا أن تعلل الغرب ومماطلته هما السبب في فشل الاتفاق النووي وانهياره.
وتوقع مجلسي تشديد العقوبات على إيران، لاسيما بعد موقف طهران المؤيد للغزو الروسي لأوكرانيا، معتقدا أن مصير 90 مليون إيراني أصبح بيد العقوبات الغربية وهذه العقوبات لا تقل ضررا عن الحرب نفسها.
"اعتماد": إذا أضعنا الفرصة التاريخية التي وفرتها الحرب الروسية الأوكرانية فإن الأجيال القادمة لن تغفر لنا
قال الكاتب والمحلل السياسي، فياض زاهد، في مقال له بصحيفة "اعتماد" إن الحرب الروسية الأوكرانية أثبتت أن الدول التي تمتلك قوة نووية وجيشا مقتدرا ليست بالضرورة هي المنتصر في الحروب، موضحا أن الروس خسروا الرأي العالم العالمي بعد غزوهم لأوكرانيا.
وفيما يتعلق بموقف إيران من الحرب، قال الكاتب إن على طهران أن تعود إلى سياساتها المحايدة عن الشرق والغرب في سياساتها الخارجية وأن تستفيد من العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، مضيفا: "إذا أضعنا هذه الفرصة التاريخية فإن الأجيال القادمة لن تغفر لنا".
"جمهوري إسلامي": التيار المتشدد في طهران يحول دون التوصل إلى اتفاق في فيينا
ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة أن التيار المتشدد في السلطة الإيرانية هو الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا، محذرة من إضاعة إيران لهذه الفرصة وطالبت الحكومة بإبعاد الشخصيات التي "تعيش الوهم" وتعمل على إفشال الاتفاق النووي بحجج واهية، حسب تعبير الصحيفة.