وزير الخارجية الفرنسي: إذا كانت محادثات فيينا صورية فسيكون الاتفاق النووي فارغًا

حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الجمعة 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، من أنه إذا كانت محادثات فيينا صورية ومزيفة فإن الأطراف المشاركة في المحادثات، ستتعامل مع الاتفاق النووي بوصفه اتفاقا فارغا.

وفي الوقت نفسه، كرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تأكيده على شروط مثل الضمانات الأميركية ورفع العقوبات عن طهران دفعة واحدة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي خلال مقابلة نشرت على صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه إذا بدا أن المحادثات المقبلة مع إيران في فيينا "صورية"، فسيضطر المفاوضون الأوروبيون لاعتبار الاتفاق النووي فارغا وعديم الجدوى.

وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية قد وصف أمس الخميس تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران بأنها "مقلقة للغاية"، وقال إن اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع المقبل يجب أن يوجه رسالة حازمة إلى إيران.

وردا على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده إن مواقف المسؤولين السياسيين في دول العالم تهدف إلى التأثير على سلوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية والطعن في المكانة الفنية والمهنية والمشروعية الدولية لهذه المؤسسة.

وشدد لودريان في مقابلته مع صحيفة "لوموند" على أنه يجب التحقق أولا مما إذا كانت المحادثات المقبلة ستبدأ من حيث توقفت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، أم لا.

وقبل أسبوع، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي باقري، عقب زيارته إلى لندن، ردا على تصريحات مسؤولين أوروبيين بشأن استئناف محادثات فيينا من النقطة التي توقفت عندها، قال إنه "يجب بحث قضية رفع العقوبات الأميركية أولا".

وأضاف باقري في تصريح لصحيفة "الغارديان" أيضا إن بلاده تريد أن تضمن عدم انسحاب واشنطن من اتفاق نووي محتمل مع طهران في المستقبل.

وفي سياق متصل، كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الجمعة، تأكيده على نفس الموقف خلال تصريحات أدلى بها إلى وكالة أنباء التلفزيون الإيرانية، موضحا أن "شرط عودة أميركا إلى الاتفاق النووي هو رفع العقوبات دفعة واحدة وبشكل يمكن التحقق منه".

وقال أيضا إن "توقيع الرئيس الأميركي لا يمكن الاعتماد عليه" وإن إيران تريد ضمانات بأن واشنطن "لن تستهين بالقانون الدولي".

ومن المقرر أن تجري المحادثات بين إيران ومجموعة 4+1 في فيينا يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

كما أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، سيزور طهران يوم الثلاثاء المقبل.

يذكر أن التوترات تصاعدت في الأشهر الأخيرة بين طهران والوكالة الدولية بسبب تقييد وصول المفتشين إلى المواقع النووية الإيرانية، لا سيما موقع تيسا في مدينة كرج.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء الماضي، نقلا عن دبلوماسيين مطلعين بأن عمليات الإنتاج تم استئنافها في موقع كرج، بعد توقف دام شهورا نتيجة العمل التخريبي المزعوم في يونيو الماضي.

وفي اليوم نفسه، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت بشكل ملحوظ احتياطاتها من اليورانيوم المخصب عالي النقاء في الأشهر الأخيرة، وتواصل، في الوقت نفسه، فرض قيود على عمليات الرقابة على أنشطتها النووية.

وخلال تقريرها ربع السنوي، أكدت الوكالة يوم الأربعاء 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنه بحسب تقديرات مطلع نوفمبر، فقد رفعت طهران مخزونها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة، إلى 17.7 كيلوغرام، بزيادة نحو 8 كيلوغرامات مقارنة بشهر أغسطس (آب) الماضي.