وأضاف غلام رضا جلالي في مقابلة تلفزيونية، أمس السبت 31 أكتوبر (تشرين الأول): "بحسب تحليل استخباراتي، فإن الهجوم نفذته دولة أجنبية وأميركيون وإسرائيليون، لكننا نحقق من حيث المعلومات الفنية ولا يمكننا الجزم بمصدر الهجوم، وبالطبع تم الانتهاء من بعض التحقيقات".
وفي هذه المقابلة، لم يذكر رئيس منظمة الدفاع المدني اسم "الدولة الأجنبية" التي شاركت في هذا الهجوم السيبراني مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكانت إيران قد ذكرت في السنوات القليلة الماضية أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة الهجمات السيبرانية، وألقت باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في الهجمات الإلكترونية. وفي غضون ذلك، اتهمت إسرائيل والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إيران بمحاولة اختراق شبكاتهم وتعطيلها.
وقبل أيام قليلة، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن الهجوم الإلكتروني على نظام مبيعات البنزين المدعوم، في جميع أنحاء البلاد، كان محاولة "لتعطيل حياة الناس، وإثارة غضبهم".
وفي الأثناء، كانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت، الثلاثاء الماضي، بأن توزيع البنزين في محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد انقطع بسبب "خلل" في نظام الوقود الذكي. وفي الوقت نفسه، تم نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي عن لوحات إعلانية رقمية مثبتة في بعض الأماكن، تحمل شعار "أين بنزيننا يا خامنئي؟".
يذكر أن سكرتير مجلس الفضاء الإلكتروني كان قد أعلن في وقت سابق أن جميع محطات الوقود البالغ عددها 4300 محطة في إيران تعطلت بسبب هذا "الهجوم الإلكتروني".
وتابع غلام رضا جلالي أن "هذا الهجوم يشبه الهجوم السيبراني على السكك الحديدية وميناء الشهيد رجائي، وفي رأينا أن هذا الهجوم نفذ بالتأكيد من قبل الأميركيين والإسرائيليين".
وقد تسبب الهجوم الإلكتروني على أنظمة شركة السكك الحديدية في 9 يوليو (تموز) الماضي في حدوث فوضى في محطات القطارات الإيرانية.
وبحسب وكالة أنباء "فارس"، فقد تأخر أو حتى ألغي تشغيل مئات خطوط القطارات بسبب الخلل في أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركة السكك الحديدية على مستوى البلاد في الساعات الأخيرة، وهو ما قد يكون ناتجًا عن "هجوم إلكتروني".
وبعد 5 أيام من تعطل شبكة توزيع الوقود الإيرانية بسبب هجوم إلكتروني، لا تزال 2200 محطة وقود غير متصلة بالنظام الذكي وفي العديد من المحطات لا يتوفر البنزين بالسعر الحكومي (1500 تومان).
وفي الوقت الحاضر، في محطات الوقود غير المتصلة بنظام الوقود، يحصل الناس على البنزين بسعر 3 آلاف تومان.
ويقول معارضو النظام الإيراني إن الهجوم الإلكتروني، يوم الثلاثاء الماضي، يذكرنا بالاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، والتي كانت "أكثر الاحتجاجات دموية منذ ثورة 1979"، وأدت إلى "مقتل 1500 شخص"، بحسب "رويترز".
وردا على هذا الحادث، قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، إن "العدو خطط لشهر نوفمبر"، ووصف تعطيل شبكة الوقود بأنه "البداية".
وقال محمود عباس زاده مشكيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني: "كان من المتوقع أن يحدث ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".