وبحسب التقرير، الذي نُشر يوم الخميس 18 سبتمبر (أيلول)، فقد أطلق "MI6" خدمة مراسلة آمنة باسم "الرسول الصامت"(Silent Messenger) تتيح إمكانية التواصل بسرية تامة، بحيث يمكن لأي شخص من أي مكان في العالم تقديم خدمات أو معلومات لهذا الجهاز.
و"الدارك ويب" عبارة عن شبكة من المواقع المشفّرة والمخفية، وغالبًا ما تكون مسرحًا لأنشطة إجرامية، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر متصفحات خاصة وتجاوز عدة طبقات من التشفير.
وفي تعليقها على هذه الخطوة، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر: "الأمن القومي هو المهمة الأولى لكل حكومة. ومع تغيّر العالم وتزايد التهديدات، علينا أن نضمن أن تبقى بريطانيا دائمًا متقدمة بخطوة على أعدائها".
ويأمل جهاز الاستخبارات السرية البريطانية أن تساعده ميزة إخفاء الهوية عبر "الدارك ويب" في تجنيد عملاء جدد بمناطق مختلفة حول العالم، مع إعطاء الأولوية للتجنيد في الحرب ضد روسيا.
كما حذر مسؤول أمني بريطاني من "تهديد استثنائي" قادم من إيران وروسيا.
ومن المقرر أن يعلن رئيس الجهاز، السير ريتشارد مور، الذي سيغادر منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في 19 سبتمبر الجاري في إسطنبول، خلال آخر خطاب علني له كرئيس للجهاز، تدشين هذه البوابة الجديدة رسميًا.
وبحسب مقتطفات من خطابه، التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية، فإنه سيدعو جميع من يمتلكون "معلومات حساسة حول الإرهاب الدولي، أو أنشطة الحكومات المعادية لبريطانيا، أو أي مجموعات أخرى تسهم في زعزعة الاستقرار العالمي"، إلى التعاون عبر الإنترنت مع جهاز الاستخبارات البريطانية.
وبالإضافة إلى التجنيد، يقترح الجهاز أن يُستخدم "الرسول الصامت" كوسيلة للاستجواب وتفريغ المعلومات من العملاء، مشيرًا إلى أن اللقاءات المباشرة أصبحت أكثر صعوبة مع تطور وتعقّد القدرات الرقابية لدول مثل الصين وروسيا.
كما أوضح أن طريقة الوصول إلى "الرسول الصامت" ستُنشر علنًا عبر القناة الرسمية لجهاز "MI6" على "يوتيوب".
ووفقًا لـ "التلغراف"، فإن هذه المبادرة مستوحاة من حملة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في عام 2023، عندما نشرت الأخيرة تعليمات باللغات الصينية والفارسية والكورية حول كيفية التواصل الآمن معها عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
انتقال القيادة في "MI6"
يستعد السير ريتشارد مور لمغادرة رئاسة جهاز الاستخبارات السرية البريطانية قريبًا، لتخلفه بليز مترِفِلي، وهي ضابط رفيع سابق، وتشغل حاليًا منصب المدير العام لقسم التكنولوجيا والابتكار في الجهاز.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة رئاسة "MI6". وقد صرحت مترِفِلي بأن "خدمة بريطانيا على رأس جهاز الاستخبارات السرية شرف وفخر كبير".
أما رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، فقد وصف عند إعلان هذا التعيين، عمل أجهزة الاستخبارات في بلاده بأنه "أهم من أي وقت مضى"، مضيفًا أن "بريطانيا تواجه اليوم تهديدات أمنية أكثر تنوعًا وخطورة من أي وقت مضى".