الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يحذّران إيران: استأنفوا التعاون مع الوكالة الذرية فورًا

تحوّل اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا هذا الأسبوع إلى منصة للتحذيرات الجدية من جانب أوروبا والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي.
تحوّل اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا هذا الأسبوع إلى منصة للتحذيرات الجدية من جانب أوروبا والولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي.
وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان أن على طهران استئناف التعاون مع الوكالة فورًا، مشددًا على أن تراجعها عن التزامات الاتفاق النووي ووقف التعاون في إطار اتفاق الضمانات أضرّ بشكل خطير بقدرة الوكالة على التوصل إلى استنتاجات حول طبيعة برنامجها النووي.
وأشار ممثل الاتحاد الأوروبي إلى بدء تفعيل «آلية الزناد» في مجلس الأمن، واصفًا اللحظة بأنها «حاسمة»، داعيًا إيران إلى اتخاذ خطوات عملية وسريعة لإثبات جديتها في البحث عن حل دبلوماسي. كما رحّب بالتفاهم الأخير بين إيران والوكالة حول استئناف عمليات التفتيش، لكنه شدد على أن التنفيذ الفوري والكامل لهذا الاتفاق «غير قابل للتفاوض».
في السياق نفسه، وصف المندوب الأمريكي هاوارد سالومون اتخاذ إيران إجراءات عاجلة بأنه «حيوي وضروري»، محذرًا من أن استمرار عدم التعاون سيُلزم مجلس الحكام باتخاذ خطوات أكثر صرامة. واعتبر وقف طهران تنفيذ التزاماتها النووية «غير مقبول ومثيرًا لقلق عميق»، مؤكدًا أن واشنطن مستعدة للتفاوض بحسن نية، لكن إيران هي التي ترفض الانخراط.
أما بريطانيا وفرنسا وألمانيا فأصدرت بيانًا مشتركًا قالت فيه إن «الوعود المستقبلية غير كافية»، مطالبةً إيران بتقديم دلائل عملية على استعدادها الدبلوماسي «اليوم وليس غدًا». وحذّرت من أن رقابة الوكالة على برنامج إيران النووي «باتت شبه معدومة»، إذ تبقى آلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب من دون تحقق أو تدقيق.
كما أشارت إلى تقارير بشأن إنشاء منشآت تخصيب جديدة في أصفهان لم يُسمح حتى الآن بتفتيشها. وأكدت أن إيران الدولة الوحيدة التي تخصب اليورانيوم بمستويات تفوق قيود الاتفاق النووي من دون أي مبرر مدني مشروع.
في المقابل، انتقدت روسيا الضغوط الأوروبية والأمريكية على طهران، ووصفت بعثتها في فيينا موقف الدول الأوروبية الثلاث بأنه «عناد»، معتبرة أنها فشلت في معالجة قضايا الاتفاق النووي. ودعا ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا، الأطراف الأصلية في الاتفاق إلى عقد مشاورات عاجلة لتفادي أزمة جديدة.
وفي ختام الاجتماع، شدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أن المسار الدبلوماسي لن يكون ذا معنى إلا إذا عادت إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية، محذرَين من أن تفعيل «آلية الزناد» سيعني عودة تلقائية لعقوبات مجلس الأمن ضد إيران.