وكتب ترامب، الثلاثاء 9 سبتمبر (أيلول)، في رسالة عبر منصته الاجتماعية "Truth Social": "بعد أشهر من التعذيب، هي الآن آمنة داخل السفارة الأميركية في العراق. سأظل دائمًا أناضل من أجل العدالة، ولن أستسلم أبدًا".
كما أكد محمد شياع السوداني، رئيس وزراء العراق، الإفراج عن تسوركوف، وقال في منشور على منصة إكس: "بعد جهود واسعة بذلتها قواتنا الأمنية على مدى أشهر طويلة، نعلن إطلاق سراح المواطنة الروسية إليزابيث تسوركوف".
ومع ذلك، التزمت الحكومة الإسرائيلية وكتائب حزب الله الصمت حيال عملية الإفراج.
تسوركوف، وهي طالبة دكتوراه بجامعة برينستون وخبيرة في الشأنين السوري والعراقي، اختفت في مارس (آذار) 2023 أثناء رحلة بحثية إلى بغداد. وفي يوليو (تموز) من العام نفسه أعلنت إسرائيل أنها اختُطفت على يد كتائب حزب الله.
وحتى إعلان ترامب الأخير، باءت محاولات واشنطن وتل أبيب للإفراج عنها بالفشل، بينما كانت بغداد تتحدث عن متابعة المفاوضات مع الجماعة الخاطفة.
وتبلغ تسوركوف 36 عامًا، وكانت تجري أبحاثًا عن الميليشيات الموالية لإيران. وهي تتحدث العربية بطلاقة، وسافرت سابقًا إلى عدة دول بالشرق الأوسط في إطار أبحاثها الميدانية، بينها العراق الذي زارته عشر مرات.
عملت تسوركوف أيضًا في منظمة إسرائيلية تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتركّزت دراساتها الأكاديمية على انتفاضة سوريا عام 2011 وتداعيات الحرب الأهلية هناك.
وبحسب الحكومة العراقية، فقد دخلت تسوركوف البلاد بجواز سفر روسي، لأن العراق يعتبر إسرائيل "عدوًا" ويحظر أي اتصال معها. وقبل اختطافها، خضعت لعملية جراحية طارئة في ظهرها داخل العراق.
وتضاربت التقارير بشأن كيفية اختطافها؛ فبعض المصادر تحدثت عن اعتقالها من قبل جهاز المخابرات العراقي وتسليمها لكتائب حزب الله، بينما ذكر مسؤول عراقي أنها خُطفت من شقة مستأجرة في حي الكرادة ببغداد، حيث كانت تقيم مع باحث عراقي آخر.
وقد أُطلق سراح هذا الباحث بعد أسبوعين من الاختطاف، وغادر بغداد قبل أن يعود إليها مؤخرًا.
كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلًا عن مصادر استخبارية عراقية، بأن تسوركوف اختُطفت أوائل شهر رمضان بعد مغادرتها مقهى في بغداد.
واتهمت إسرائيل كتائب حزب الله بالمسؤولية المباشرة عن الحادث، لكن الجماعة أنكرت أي دور لها. في المقابل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تورط مباشر لإيران.
وذكرت "القناة 11" الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤولين عراقيين، أن المخابرات العراقية هي من اعتقلت تسوركوف ثم سلّمتها لكتائب حزب الله.
وخلال الأشهر الماضية، ترددت تكهنات عن احتمال إجراء صفقة تبادل سجناء مقابل الإفراج عن تسوركوف.
وأشارت مصادر مختلفة إلى إمكانية إطلاق سراح عدة معتقلين إيرانيين مدانين في "قضايا أمنية، خطف وقتل". وكان من أبرزهم محمد رضا نوري، عضو في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل مواطن أميركي في العراق.
وقد نفت طهران هذه التهمة، ووصفت نوري بأنه "مدافع عن الحرم".
وشددت مصادر أمنية عراقية على أن تنفيذ الصفقة يتوقف على موافقة الولايات المتحدة، نظرًا لحساسية قضية نوري المرتبطة بقتل أميركي.
كما أشارت تقارير إلى جهود دبلوماسية بذلها مسؤولون إيرانيون، بينهم زيارة علي باقري كني إلى بغداد، من أجل إدراج اسم نوري في الاتفاق.