وبحسب هذه المصادر، فقد اتفق الطرفان يوم الأربعاء 3 سبتمبر (أيلول) على أن تستمر المشاورات لتنظيم القضايا النووية من خلال التفاوض.
وبالتزامن، كتبت الصحف الداخلية أن هذا الاتصال جاء في وقت تؤكد فيه طهران على ضرورة الحصول على "ضمانة أمنية" قبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات. وقال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية، في حديث لوسيلة إعلام تركية: "قبل بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة، يجب أن نكون مطمئنين إلى أننا لن نواجه هجمات مماثلة مرة أخرى".
وأشار إلى الهجمات الأخيرة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة، واصفًا إياها بأنها "خيانة للدبلوماسية". وأضاف تخت روانجي: "لا نريد تكرار نفس المسرحية، وعلى الولايات المتحدة أن تقنعنا بأنها لن تكرر ذلك هذه المرة".
وبحسب وكالة "إيسنا"، أوضح نائب وزير الخارجية أن الاجتماع الأخير مع الترويكا الأوروبية عُقد على مستوى نواب الوزراء، وتناول القضايا الفنية النووية ورفع العقوبات.
وأكد قائلًا: "التخصيب جزء لا يتجزأ من أي اتفاق، وتصفير التخصيب أمر غير مقبول بالنسبة لنا".
وأضاف: "برنامجنا النووي سلمي، ونحن مستعدون لإقناع المجتمع الدولي بأن هذا المسار سيستمر".
كما نقلت وسائل الإعلام المحلية عنه أنه تحدث بشأن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الهجمات الأخيرة، مؤكدًا أن التقييم الدقيق يقع على عاتق منظمة الطاقة الذرية، لكن مستوى الضرر "خطير". ومع ذلك شدّد على أن إيران تمتلك قدرات دفاعية كافية، وأن "العدو يعلم أن رد إيران لن يكون بسيطًا".
وفي جزء آخر من تصريحاته، أشار تخت روانجي إلى أوضاع غزة، قائلًا إن إسرائيل تواصل "الإبادة الجماعية"، بينما تدعمها الولايات المتحدة في مجلس الأمن. وأضاف: "إسرائيل تشعر بحرية عمل غير محدودة، وتحرم الأطفال الفلسطينيين من الغذاء والدواء. يجب على المجتمع الدولي إدانة هذه الإجراءات".
وبحسب موقع "انتخاب"، شدّد نائب وزير الخارجية على أن المفاوضات مع الدول الأوروبية الثلاث ستستمر، لكن لم يُحدد بعد موعد ومكان الجولة المقبلة. واعتبر تركيا "المكان المفضل" لاستضافة هذه المباحثات، مثنيًا على دورها في استضافة الجولات السابقة.
وكتبت وسائل الإعلام الداخلية في تحليلاتها أن بريطانيا تؤكد على "الحل الدبلوماسي" واستمرار الحوار، بينما تسعى طهران للحصول على ضمانة تحول دون تكرار الهجمات المستقبلية.
وبحسب هذه التحليلات، ما زالت مواقف الطرفين متباعدة؛ إذ تتمسك طهران بحقها في التخصيب ورفع العقوبات، بينما يطالب الغرب بمزيد من الشفافية والقيود.
ورغم هذه الخلافات، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مسؤولي النظام الإيراني ما زالوا يؤكدون على "إمكانية التوصل إلى اتفاق عبر الدبلوماسية"، شريطة أن يلتزم الطرف الغربي بتعهداته ويضمن عدم تعطيل مسار المفاوضات بالعمليات العسكرية.