ووفق بيان الخارجية الإيرانية، الصادر يوم الجمعة 22 أغسطس، فقد شدد عراقجي خلال الاتصال على أنّ أوروبا "لا تملك الأهلية القانونية ولا الأخلاقية" للجوء إلى هذه الآلية، محذّرًا من عواقب تفعيلها.
وأضاف أنّ إيران "كما تدافع عن نفسها بحزم، فإنها أيضًا مستعدة لأي حل دبلوماسي".
وأوضحت الخارجية الإيرانية أن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا جددوا مقترحهم بتمديد القرار الأممي 2231 المرتبط بـ "آلية الزناد"، بهدف "إتاحة مزيد من الوقت للدبلوماسية". لكن عراقجي ردّ قائلاً: إن إيران لن تدخل في هذا المسار، لكنها ستتشاور مع "أصدقائها في مجلس الأمن" بشأن تداعياته.
مواقف روسيا والصين
في وقت سابق، وتحديدًا يوم الأربعاء 20 أغسطس الجاري، اعتبر المندوب الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أنّ بريطانيا وألمانيا وفرنسا هي نفسها "منتهكة" للاتفاق النووي السابق (خطة العمل الشاملة المشتركة- جاكوب 2015)، ومِن ثمّ لا تملك أساسًا قانونيًا لتفعيل آلية الزناد ضد إيران.
كما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية، يوم الخميس 21 أغسطس، أن روسيا والصين تقفان في مواجهة تهديدات الدول الأوروبية الثلاث، وأن هذا الموقف قد يدفع طهران إلى مزيد من التقارب مع موسكو وبكين.
وفي تقرير آخر، حذّرت "نيوزويك" من أنّ اصطفاف موسكو وبكين إلى جانب إيران قد يدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في الخيار العسكري.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصادر دبلوماسية أن الدول الأوروبية الثلاث أبلغت الأمم المتحدة بأنها مستعدة لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران.
الموقف الفرنسي
كتب وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الجمعة 22 أغسطس الجاري على منصة "إكس" أنه شارك مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي)، كايا كالاس، ووزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا، يوهان وادفول وديفيد لامي، في محادثة هاتفية مع عراقجي، واصفًا هذه المحادثة بأنها "مهمة".
وقال إنّ النقاش تركز حول البرنامج النووي الإيراني والعقوبات التي يوشك الاتحاد الأوروبي على إعادة فرضها عبر تفعيل "آلية الزناد"، مضيفًا: "الوقت ينفد، وستُعقد جولة جديدة من المحادثات الأسبوع المقبل".
وفد إيراني يلتقي مسؤولين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية
بالتزامن مع هذه الاتصالات، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، يوم الجمعة 22 أغسطس، أنّ وفدًا إيرانيًا زار فيينا للقاء مسؤولين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار تقرير من قناة "سينرجي" على "تلغرام" إلى أنّ اثنين من أعضاء الوفد التقيا نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبحثا مستقبل التعاون بين طهران والوكالة.
وكانت وكالة "بلومبرغ" قد ذكرت يوم 21 أغسطس الجاري، نقلاً عن دبلوماسيين مطلعين، أن مسؤولي الوكالة سيتوجهون الأسبوع المقبل إلى واشنطن للتشاور مع المسؤولين الأميركيين، بعدما منعت إيران مفتشي الوكالة من زيارة منشآت تخصيب اليورانيوم ومخازنها.
ويُذكر أنّ الوكالة أكدت سابقًا أنّ إيران باتت قريبة من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي.
جدير بالذكر أنه بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي، لم يتمكن مفتشو الوكالة من الوصول إلى هذه المواقع.
وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال سيكيوريتي جورنال" الأميركية، يوم 14 أغسطس الجاري، جاء فيه أن تفعيل أوروبا "آلية الزناد" ضد إيران سيؤدي إلى عزلة مالية شديدة لطهران، وإلى انخفاض حاد في صادراتها النفطية.