كما تشير التقارير إلى أنّ تفاقم أزمة الكهرباء يعرّض حياة المرضى بالمستشفيات والمنازل لخطر كبير.
وذكر موقع "ركنا" الإخباري الإيراني، يوم الجمعة 15 أغسطس (آب)، أنّ ضحيتي الحادث، تارا يونسي (16 عامًا) وصادق خوشدل (18 عامًا)، توجها إلى المرآب، وجلسا في السيارة لتشغيل جهاز تكييفها، بعد انقطاع التيار الكهربائي وتعطّل أجهزة التبريد في منزل.
وأضاف التقرير أنّ تشغيل السيارة في مكان مغلق أدى إلى تراكم دخان العادم وانبعاث غاز أول أكسيد الكربون داخل المقصورة، مما تسبب في اختناقهما. ورغم وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث، فلم تنجح محاولات إسعافهما، وأقيمت مراسم دفنهما يوم أمس الخميس 15 أغسطس، في مدينة جهرم بمحافظة فارس.
وفي الأسابيع الأخيرة، أدت الانقطاعات المتكررة والواسعة للكهرباء إلى شلل في حياة السكان بمختلف مناطق إيران.
وذكرت صحيفة "بيام ما" الإيرانية أنّ انقطاع الكهرباء لم يعطّل الحياة اليومية فحسب، بل شلّ أيضًا بعض الخدمات الطبية، حتى أنّ مرضى في أقسام المستشفيات أو في منازلهم كادوا يفقدون حياتهم بسبب الانقطاع المفاجئ للكهرباء.
ونقلت كوادر طبية مشاهد من لحظات انقطاع الكهرباء، التي تعكس أزمة حقيقية في قطاع الصحة تمتد من العناية المركزة إلى غرف العمليات، ومن منازل المرضى المربوطين بأجهزة طبية إلى مصانع الأدوية والمختبرات.
وفي أحد مستشفيات طهران، أدى الانقطاع المفاجئ للكهرباء إلى توقف أجهزة التنفس الصناعي والمضخات الطبية في وقت واحد. وأوضحت ممرضة في وحدة العناية المركزة أنّ الفاصل بين انقطاع التيار وتشغيل الكهرباء الاحتياطية، الذي يتراوح بين 5 و30 ثانية، يُجبرهم على تزويد المرضى بالأكسجين يدويًا.
وقالت: "كل مرة ينقطع فيها التيار، يتضاعف قلق المرضى والممرضين. بالنسبة للمرضى في المنازل، يعني انقطاع الكهرباء تتوقف الأجهزة بشكل كامل ويتزايد خطر الاختناق".
ونقلت الصحيفة عن ممرضة في غرفة العمليات قولها: "أحيانًا يستغرق الأمر نحو 30 ثانية لعودة الكهرباء، وخلال هذا الوقت، حين تنطفئ مصابيح الإضاءة الجراحية، نضطر جميعًا لمواصلة العملية على ضوء الهواتف المحمولة".
وأضافت أنّ بعض العمليات، مثل جراحة المناظير، تحتاج بعد عودة الكهرباء إلى دقيقتين لإعادة تشغيل الأجهزة، بينما في عمليات القلب وزراعة الكلى والجراحات الدقيقة قد يشكل الانقطاع خطرًا كبيرًا.
وقال وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، في مقابلة مع "بيام ما": "حتى الآن، لم نتلق أي تقارير رسمية عن وفيات أو حوادث خطيرة بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات".
وأشار إلى تخصيص نحو ألف مليار تومان لشراء وصيانة المولدات، لكن كوادر طبية وأعضاء في البرلمان عرضوا صورة مغايرة.
وحذّر المتحدث باسم لجنة الصحة في البرلمان، سلمان إسحاقي، من أنّ الانقطاع قد يعطل أجهزة حيوية مثل ماكينات غسيل الكلى، كما أضرّ بأعمال إنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية، معلنًا عن خطط للتنسيق مع وزارة الطاقة لحماية قطاع الصحة من الأزمة.
وأفاد تقرير الصحيفة بأنّ بعض مصانع الأدوية لجأت لشراء مولدات ووقود الديزل لتجنب توقف الإنتاج، ما زاد تكاليفها. ووفقًا لرئيس نقابة أصحاب مصانع الأدوية، محمد عبده زاده، فإنه يتم قطع الكهرباء عن المصانع يومين أو ثلاثة في الأسبوع، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 40 في المائة.
وأوضح أنّ تشغيل المولدات في وردية واحدة من ثماني ساعات يستهلك نحو 1600 لتر من الديزل، ما يكلف نحو 40 مليون تومان يوميًا، أي ما يصل إلى 120 مليون تومان أسبوعيًا عند تكرار الانقطاع ثلاث مرات.
وحذّر عبده زاده من أنّ استمرار الأزمة، مع مشاكل أخرى، مثل نقص الغاز في الشتاء وتأخر صرف العملة الأجنبية وعدم دفع المستحقات، قد يؤدي إلى تفاقم نقص الأدوية بشكل كبير اعتبارًا من سبتمبر (أيلول) المقبل.
ورغم نفي الحكومة تسجيل وفيات بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات، فإنّ كثيرين من المواطنين يبدون مخاوفهم. فقد كتب أحدهم على منصة "إكس": "غدًا سيخضع والدي لعملية جراحية. أخشى أن ينقطع التيار أثناء العملية. يا رب، لا ينقطع التيار غدًا".
وخلال الأيام الماضية، أرسل مواطنون من مختلف أنحاء إيران مقاطع فيديو توثّق الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء، منتقدين أداء السلطات الإيرانية في إدارة هذه الأزمات.