وأوضح طباطبائي، في مقابلة مع وسائل إعلام إيرانية، يوم الأحد 17 أغسطس (آب): "في الوضع الحالي، الظروف غير مهيأة للتفاوض مع الولايات المتحدة. اليوم هذا الاحتمال غير موجود، لكن بعد 40 يومًا، حين يكون الرئيس في نيويورك، قد يختلف الوضع. نحن نعيش حالة من عدم اليقين»، في إشارة إلى زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى نيويورك؛ للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.
وشدد طباطبائي على أن أي قرار بالتفاوض مع واشنطن لن يكون بيد الحكومة وحدها، بل يحتاج إلى مصادقة المرشد الإيراني، علي خامنئي. وقال: "إن اعتبارات المجلس الأعلى للأمن القومي تؤخذ دائمًا في الحسبان، لكن قراراته لا تصبح نافذة إلا بعد موافقة المرشد".
وأكد أن رئيس الجمهورية، الذي يترأس أيضًا المجلس الأعلى للأمن القومي، يظل خاضعًا لسلطة خامنئي، مضيفًا: "في حالة الرئيس، هناك التزام كامل وامتثال لاعتبارات واستراتيجيات ورؤى المرشد الأعلى".
وعن وجود خلافات في السابق، أوضح طباطبائي: "في وقت من الأوقات، كان رأي الرئيس يميل إلى التفاوض، لكن خامنئي لم يكن موافقًا. وقال بزشكيان حينها إن رأي المرشد هو الأولوية حتى لو تعارض مع موقفه الشخصي. لاحقًا، عندما تغيّرت الظروف، تغيّر القرار أيضًا، والحكومة نفذته".
وتابع: "إذا بقيت الظروف على ما هي عليه الآن، فلن تكون هناك محادثات. لكن لا يمكن استبعاد حدوث تغييرات مع مرور الوقت".
كما نفى طباطبائي وجود انقسامات داخل القيادة بشأن السياسة الخارجية الإيرانية، قائلاً: "التنسيق القائم اليوم بين مؤسسات الدولة والمرشد الإيراني استثنائي. هذا الانسجام والثقة ساعدا البلاد في تجاوز العدوان الأخير من قِبل الكيان الصهيوني (إسرائيل) والولايات المتحدة".
وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت، في تقرير حديث، أن المرشد الإيراني وهيكل السلطة في إيران، توصلا إلى توافق حول استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، باعتبارها ضرورية لبقاء النظام.
وفي ظل تدهور العلاقات مع أوروبا واحتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل، يتعرض الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لضغوط متزايدة من التيار المتشدد في لإيران، الذي يشكك في كفاءته وحسن تقديره السياسي.
كما أعادت اتهامات بوجود "حكومة ظل" تتدخل في سياسة إيران الخارجية إثارة المخاوف بشأن اتجاه الدبلوماسية الإيرانية، في وقت تتأرجح فيه المفاوضات النووية الحساسة بين طهران والغرب.