ونقلت وسائل إعلام إيرانية، يوم الثلاثاء 12 أغسطس (آب)، عن عيسى بزر كزاده، نفيه لخبر "يوم الصفر المائي في طهران"، موضحًا أن معدل إدارة استهلاك المياه في طهران بلغ في شهر يوليو (تموز) 13 في المائة، وفي أغسطس (آب) وحتى الآن أكثر من 14 في المائة.
وأضاف بزر كزاده أنه في حال تحقيق خفض إضافي بنسبة 12 في المائة باستهلاك المياه بطهران، يمكن إدارة الأزمة "بشكل مقبول".
ويُستخدم مصطلح "يوم الصفر المائي" لوصف حالة نفاد مخزون المياه الصالحة للشرب في مدينة ما. ويمثل هذا المصطلح وضعًا حرجًا تفقد فيه منطقة حضرية جميع مصادرها المائية، ولا يمكنها تأمين المياه عبر شبكات التوزيع المعتادة.
وقبل تصريحات بزر كزاده، كتب محسن دهنوي، المتحدث باسم مجمع تشخيص مصلحة النظام، في عدة منشورات على منصة "إكس" أن أزمة المياه في طهران تجاوزت مرحلة التحذير ودخلت مرحلة حرجة.
وأضاف: "استمرار هذا الوضع قد يؤدي خلال الأسابيع المقبلة إلى وصول بعض مناطق العاصمة إلى يوم الصفر؛ اليوم الذي ستُقطع فيه المياه الصالحة للشرب عن أحياء كثيرة، ما سيعطل الحياة اليومية لملايين المواطنين ويتسبب بعواقب اجتماعية واقتصادية كبيرة".
وتزامن هذا التحذير مع استمرار موجة الحر وانقطاع المياه والكهرباء في إيران، حيث قررت السلطات الإيرانية مجددًا تطبيق تعطيلات واسعة وتقليص ساعات عمل الدوائر الحكومية في محافظات مختلفة من البلاد.
وفي بيانات أصدرتها بعض محافظات إيران يوم الاثنين 11 أغسطس (آب)، جاء أن تقليص ساعات العمل وإغلاق بعض المؤسسات يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و13 أغسطس، يأتي نظرًا لـ"ارتفاع درجات الحرارة" و"للتحكم في استهلاك الطاقة".
وأعلنت محافظات من بينها سمنان وكردستان عن تقليص ساعات عمل الدوائر والبنوك الثلاثاء 12 أغسطس. وبحسب البيانات، فإن بعض المحافظات الأخرى اعتمدت العمل عن بُعد للموظفين.
ومن بين المحافظات التي أُعلن عن إغلاق الدوائر والبنوك فيها يوم الأربعاء: البرز، إيلام، جهار محال وبختياري، خراسان الجنوبية، خوزستان، سمنان، قم، كردستان، كرمانشاه، كلستان، مازندران، مركزي، هرمزكان، ويزد.
وكتب المتحدث باسم مجمع تشخيص مصلحة النظام في منشوره على "X": "خمس سنوات من الجفاف المتواصل، والاستخراج المفرط من المياه الجوفية، والنمو السريع في الاستهلاك الحضري، والخلل البنيوي في الإدارة، أوصلت مخزونات السدود الرئيسية إلى مستوى خطير".
وأضاف دهنوي، وهو من مسؤولي النظام الإيراني، أن هذه الأزمة هي نتاج سنوات من "الإهمال، وعدم الاهتمام بالبنية التحتية المستدامة، وسوء الإدارة الواضح في إدارة الموارد الحيوية ومستقبل البلاد والأجيال القادمة".
وقد أثار منتقدو سياسات النظام الإيراني هذه القضايا مرارًا من منابر مختلفة، لكن الحكومة كانت غالبًا ترد بإجراءات قمعية وأمنية وقضائية ضدهم.
وفي سياق متصل، ومع أزمة المياه والطاقة في إيران، أعلنت شركة إدارة الموارد المائية أن 58 في المائة من مخزونات السدود في البلاد فارغة.
وبحسب تقرير الشركة، فإن أكثر من 75 في المائة من سعة التخزين في 26 سدًا رئيسيًا في البلاد فارغة.
كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد حذر من أزمة المياه قائلًا: "لا يوجد لدينا ماء، لا تحت أقدامنا ولا خلف السدود".
واقترح دهنوي لتجاوز هذه الأزمة "سياسات صارمة لترشيد الاستهلاك، وتحديث الشبكات المتهالكة، والتحكم في استهلاك المصانع، والإدارة الذكية للموارد"، مؤكدًا أن "المشاركة الفعلية للشعب والمجتمع العلمي والقطاع الخاص في المشاريع العملية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، هي شرط لإنقاذ طهران من هذه الأزمة التاريخية والبيئية".
وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أن منسوب المياه في سدود طهران وصل إلى أدنى مستوياته.