وفي تصريح أدلى به يوم الاثنين 28 يوليو (تموز) لموقع "انتخاب" الإخباري، أوضح صلواتي أن نسبة هجرة السكان المتعلمين والطلبة إلى خارج البلاد ظلت طوال السنوات الماضية عند حدود 1 في المائة، إلا أنها شهدت نمواً لتبلغ 4 في المائة.
وقال الرئيس السابق لمرصد الهجرة الإيراني: "قد يظن البعض أن هجرة 4 في المائة من المتعلمين والطلبة ليست رقماً مهماً، لكنها في الواقع كذلك".
وأضاف: "هؤلاء من أكثر الأشخاص كفاءة ويمتلكون عقولاً مفكرة وقدرة على الإبداع، هؤلاء غادروا البلاد، وكان ينبغي توظيف هذه النخب في خدمة وطننا".
وكان صلواتي قد حذّر في يونيو (حزيران) أيضاً من أن عدد الطلبة الإيرانيين المهاجرين تخطى للمرة الأولى في تاريخ البلاد حاجز 100,000 شخص، يعود منهم 1 في المائة فقط إلى إيران.
وأضاف حينها أن عدد الطلبة الإيرانيين في الخارج كان يتضاعف كل 10 سنوات منذ عام 2006، أي بعد عام واحد من تسلم محمود أحمدي نجاد للحكم، إلا أن وتيرة هذا النمو قد تسارعت بعد عام 2021 ليحدث التضاعف خلال 4 سنوات فقط بدلاً من 10.
وبحسب هذا الباحث، فإن عدد الطلبة المهاجرين بلغ 60,000 شخص حتى نهاية العقد الأول من الألفية الثانية، بينما ارتفع إلى 120,000 في عام 2025.
وفي جزء آخر من حديثه لموقع "انتخاب"، أشار صلواتي إلى أن موجة الهجرة من إيران أصبحت ذات طابع أحادي الاتجاه، وضخمة وجماعية، وشملت مختلف الطبقات الاجتماعية.
وأضاف: "في السابق، وقبل ثورة عام 1979 مثلاً، كانت هناك تبادلات طلابية مع بلدان مثل دول أميركا اللاتينية وأوروبا الغربية. كان مهندسونا والكفاءات الماهرة يغادرون لاكتساب المعرفة والتكنولوجيا ثم يعودون، وكنا نستفيد منهم".
وتابع الرئيس السابق لمرصد الهجرة الإيراني قائلاً إن الهجرة من إيران لم تعد تقتصر على النخب، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية تحدث لأسباب متنوعة.
ويشير الخبراء إلى أن الأزمة الاقتصادية، وقمع النظام في المجالات السياسية والثقافية، ويأس الناس من تحسّن الأوضاع، تعد من أبرز العوامل في موجة الهجرة غير العائدة من إيران.
وبحسب نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "استاسيس" ومقرها واشنطن ونُشر في فبراير (شباط) 2024، فإن 68 في المائة من الشباب الإيراني يفضلون الهجرة والعيش خارج إيران.
وقد أثار تزايد معدلات الهجرة من إيران في السنوات الأخيرة، ولا سيما بين الطلبة والمهنيين المتخصصين مثل الأطباء والممرضين وأساتذة الجامعات، العديد من المخاوف.