وفي الرسالة، التي نُشرت يوم الجمعة 25 يوليو (تموز)، لم يذكر خامنئي اسم إسرائيل أو الولايات المتحدة بشكل صريح، لكنه قال: "لا شك أن فقدان قادة مثل باقري، وسلامي، ورشيد، وحاجي زاده، وشادماني...، وعلماء مثل طهرانجي وعباسي...، هو أمر ثقيل على أي شعب. لكن العدو الأبله وقصير النظر لم يصل إلى هدفه".
وأضاف خامنئي، الذي لا يزال في مخبئه بعد أسابيع من إعلان وقف إطلاق النار: "المستقبل سيُظهر أن كلاً من المسارين العسكري والعلمي سيتقدمان بوتيرة أسرع نحو آفاق عليا".
ويأتي تصريح خامنئي، رغم أن مجلة "فورين أفيرز" الأميركية نشرت سابقًا تحليلاً مفصلاً بعنوان: "كيف هُزمت إيران؟". وجاء في التحليل أن مجموعة من القرارات الخاطئة، التي اتخذها المتشددون في طهران، أدت إلى ضياع عقود من الاستثمار الاستراتيجي وانهيار منظومة الردع الإيرانية.
وفي فجر يوم الجمعة 13 يونيو (حزيران) الماضي، تم استهداف أبرز القادة العسكريين الإيرانيين ضمن عملية "صعود الأسد"، التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قلب العاصمة طهران.
بالإضافة إلى القادة العسكريين، قُتل أيضاً اثنان من الشخصيات البارزة، التي كانت تشرف على البرنامج النووي الإيراني، وكذلك الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي. وعقب مقتل هؤلاء، عيّن خامنئي قادة جددًا مكانهم.
وأكد خامنئي في رسالته: "التقدم السريع في مجال العلوم والتكنولوجيا في جميع المجالات هو واجب النخب العلمية".
وتابع: "إن تجهيز البلاد باستمرار بأدوات الدفاع عن الأمن والاستقلال الوطني هو واجب القادة العسكريين".
وكان خامنئي قد صرّح في رسالته الأولى بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بأن هدف النظام الإيراني في هذه الحرب هو "تدمير" إسرائيل.
وتجاهل خامنئي في تلك الرسالة الحديث عن وقف إطلاق النار، ورفض المطالبات باستسلام النظام قائلاً: "إن إسرائيل، رغم كل الصخب والادعاءات، انهارت تحت ضربات إيران وسُحقت تقريباً".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، يوم 21 يوليو الجاري: "لم تكن أبدًا سياسة إيران أن تُزيل إسرائيل من خريطة العالم".
وأضاف أن طهران لا تزال تواصل دعمها للجماعات الفلسطينية المسلحة.
وقال عراقجي: "نحن نؤمن بأن هذه الجماعات- مثل حماس، وحزب الله، والحوثيين- تقاتل من أجل هدف عادل. لقد دعمناهم دائماً، سواء سياسياً أو بوسائل أخرى".
وتأتي تصريحات عراقجي رغم أن خامنئي ومسؤولين آخرين في النظام الإيراني كرّروا، قبل الحرب الأخيرة، مرارًا دعوتهم إلى تدمير إسرائيل.
وفي ردّ على تصريحات عراقجي، قال سفير الولايات المتحدة لدى حلف "الناتو"، ماثيو ويتاكر: "لا أصدق كلمة واحدة مما يقوله وزير خارجية النظام الإيراني، وأنا متأكد أن باقي المسؤولين في الحكومة الأميركية يشعرون بالأمر ذاته".
كما علّقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تصريحات عراقجي، عبر صفحتها بالفارسية على منصة "إكس"، قائلة: "لقد بدأوا يترجّون، لكن لا فائدة".