وقال ماثيو ويتاكر، سفير الولايات المتحدة لدى الناتو، يوم الثلاثاء 22 يوليو (تموز): "لا أصدق كلمة واحدة مما يقوله وزير خارجية النظام الإيراني، وأنا متأكد أن باقي المسؤولين في الحكومة الأميركية يشعرون بنفس الشيء".
وأضاف: "إيران ليست صوتًا موثوقًا للسلام. الرئيس ترامب كان واضحًا جدًا حين قال إن على إيران أن لا تمتلك سلاحًا نوويًا".
وأكد هذا الدبلوماسي الأميركي: "بعد أن دمّرنا برنامجهم النووي، حان الوقت لأن تجلس إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية للحديث عن مسار نحو السلام ورفاهية الشعب الإيراني".
وتابع: "بإمكان إيران أن تكون جزءًا من المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها. لكن في الوقت ذاته، هناك مبادئ صارمة في السياسة الأميركية، أهمها أن إيران لا يمكنها ولا يجب أن تحصل على سلاح نووي".
وقبل تصريحات سفيره لدى الناتو، علّق دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، على جزء من مقابلة عراقجي مع قناة "فوكس نيوز"، والتي تحدث فيها عن "أضرار جسيمة" لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية خلال الهجمات الأميركية، وقال ترامب: "بالطبع حصل ذلك، كما قلت من قبل، وسنكرر الأمر إذا لزم".
وكان عراقجي قد صرّح خلال المقابلة مع بريت باير، مقدم برنامج "Special Report"، أن المنشآت النووية الإيرانية تعرّضت لأضرار "جسيمة" جراء الهجمات الأميركية في الشهر الماضي، لكنه امتنع عن التعليق على مصير اليورانيوم المخصّب.
وقال عراقجي: "منشآتنا تضررت، الضرر كان كبيرًا. منظمة الطاقة الذرية تقوم حاليًا بتقييم حجم الأضرار بدقة، لكن بقدر ما أعلم، فإن الضرر كان كبيرًا لدرجة أنه أوقف عمليات التخصيب بشكل كامل".
من جانبها، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر حسابها باللغة الفارسية على منصة "إكس"، تعليقًا على تصريحات عراقجي، جاء فيه: "أُجبروا على التراجع. لكنه لا ينفع".
وكان عراقجي قد أكد خلال المقابلة استمرار دعم النظام الإيراني للفصائل الموالية له في المنطقة، وقال إن "إزالة إسرائيل من على الخريطة لم تكن يومًا من سياسات النظام الإيراني".
وقد جاءت هذه التصريحات رغم أن علي خامنئي ومسؤولين آخرين في النظام الإيراني أكدوا مرارًا على ضرورة "زوال إسرائيل".
وأضاف عراقجي: "نحن نؤمن بأن هذه الفصائل- حماس، حزب الله، الحوثيون- تقاتل من أجل قضية عادلة. لقد دعمناهم دائمًا، سياسيًا وبطرق أخرى كذلك".
من جهتها، انتقدت وكالة "فارس" للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقابلة عراقجي مع "فوكس نيوز"، واعتبرت أنه لم يكن عليه القول إن "تلقينا ضربة قاسية وتم تعليق التخصيب فعليًا"، واصفة ذلك بأنه "مبالغة وموقف ينم عن الضعف".
وأضافت الوكالة: "لم يكن يجب على عراقجي أن ينسب فتوى محاربة ترامب ونتنياهو إلى جماعات متطرفة، خاصة وأن الطرف الآخر هدد علنًا باغتيال قائد الثورة".
وتابعت "فارس": "مثل هذه التصريحات قد تعزز دافع العدو لمزيد من الضغوط والاغتيالات، لأنها تعطي انطباعًا بأن إيران لا تملك إرادة ردّ حازم على المستوى الدبلوماسي".
وفي هذا السياق، قال غضنفري، النائب عن طهران في البرلمان الإيراني، إن "حكم القتل بحق ترامب قد صدر بالفعل".
وكان عراقجي قد صرّح بأن شعار "الموت لأميركا" لا يعني الشعب الأميركي بل السياسات "الاستعمارية" للولايات المتحدة.
كما وصف الحملات والدعوات لقتل ترامب داخل إيران بأنها "مجرد دعاية"، ونفى أن تكون سياسة رسمية.