وكتبت الصحيفة يوم الثلاثاء 15 يوليو (تموز): "في بداية الحرب، دعا الروس إلى إنهاء القتال، واعتبروا إسرائيل المعتدية وأدانوا هجومها، لكن بشكل عام لم تكن مواقفهم قوية، أو على الأقل لم تكن بالمستوى الذي كانت إيران تتوقعه، بمعنى أن الروس لم يتخذوا موقفًا أكثر صرامة، ولم يعبّروا عنه بقوة وجدية كافية".
وأضافت "فرهيختكان" أن دور روسيا "أقرب إلى السلبي منه إلى الإيجابي، أي أن الروس، بدلاً من أن يكون بمقدورهم المساعدة في صدور قرار لصالح إيران، فإن أقصى ما يمكنهم فعله هو منع صدور قرار ضد طهران".
وجاء في التقرير أيضًا: "الروس في الظروف الراهنة ليسوا في موقع يسمح لهم بإجراء مشاورات واسعة مع الدول الغربية، لا سيما الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا يمكنهم كسب دعمهم لموضوع معين".
وفي أواخر يونيو (حزيران)، رفض الكرملين الانتقادات المتعلقة بعدم دعم طهران بشكل كافٍ، وقال إنه باتخاذه موقفًا واضحًا بإدانة الهجمات الأميركية والإسرائيلية على إيران، فإنه عبّر عن موقف "شفاف".
ونقلت وكالة "رويترز" في 24 يونيو أن الرئيس الروسي وصف الهجمات الأميركية على المنشآت النووية في إيران بأنها "بلا مبرر" وأدانها.
كما صرّح بوتين في 23 يونيو أن روسيا "تسعى لمساعدة الشعب الإيراني"، دون أن يقدّم أي تفاصيل في هذا الشأن.
وفي يناير (كانون الثاني) 2025، وقّعت إيران وروسيا مذكرة تفاهم استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين.
وفي 23 يونيو، أفادت "رويترز" نقلًا عن مصادر إيرانية بأن طهران لم تكن راضية عن مستوى دعم موسكو خلال الحرب الأخيرة.
وأشارت الوكالة إلى أنه عقب أوسع عملية عسكرية أميركية داخل إيران منذ ثورة عام 1979، أرسل المرشد الإيراني وزير الخارجية إلى موسكو لطلب دعم أكبر من بوتين في مواجهة أميركا وإسرائيل.
وكان تورج أتابكي، الباحث البارز في معهد التاريخ الاجتماعي الدولي، قد قال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "بوتين حاول في البداية لعب دور الوسيط في الحرب بين إيران وإسرائيل، على أمل كسب دعم أميركا لصالحه في حربه ضد أوكرانيا، لكن يبدو الآن أن أميركا لم تعد ترى حاجة لدور روسي. وبالتالي، فإن فرص نجاح دبلوماسيين مثل عراقجي في زيارتهم لموسكو ولقائهم ببوتين منخفضة جدًا".
وأشار أتابكي أيضًا إلى مساعي طهران لكسب دعم دولي في مجلس الأمن، وأضاف: "إيران كانت تتوقع من روسيا دعمًا أقوى، خصوصًا في هذه الظروف الحساسة. ومع ذلك، لا يزال دعم موسكو في حدود التصريحات والخطابات، دون أن يكون عمليًا أو مؤثرًا".
علاوة على الدعم الضعيف لروسيا في حربها مع إسرائيل، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري في 12 يوليو (تموز) أن بوتين أبلغ مسؤولي النظام الإيراني وأميركا بموافقته على خطة "تصفير التخصيب" لحل ملف إيران النووي.
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين ومسؤول إسرائيلي أن موسكو شجعت مسؤولي النظام الإيراني على القبول بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم. وقد نفت وزارة الخارجية الروسية هذا التقرير.