وتناقلت الصحف الإيرانية المختلفة، ومنها "آكاه" و"أبرار" و"آرمان ملى"، مقتطفات من تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في لقاء مسشاريه لشؤون المرأة والأسرة؛ حيث وجه عددًا من الرسائل، مؤكدًا أنه "لا يجوز تقسيم الشعب إلى مؤيد ومعارض" وأن "قدرات القوات المسلحة، والوحدة الوطنية، كانا العامل الرئيس لتحقيق النصر على إسرائيل"، على حد تعبيره.
وانتقد الكاتب سیاوش کاویانی، في مقال بصحيفة "سياست روز" الأصولية، غموض تصريحات الرئيس الإيراني بشأن تعزيز الدبلوماسية لمنع تكرار الحرب والصراع، وكتب: "لن تقضي المفاوضات على شبح الحرب؛ ولكن سوف تستخدمها أميركا في ضرب اقتصاد إيران وإحباط الشعب، مما قد يؤدي إلى تنفيذ سيناريو إسقاط النظام كما حدث في ليبيا".
وتساءل مدير تحرير صحيفة "همشهري"، محسن مهديان: "إذا كانت إرادة العدو في التفاوض هي نفسها جزء من مشروع الضغط والصراع. فلماذا لا ننظر إلى المفاوضات بالمنظار نفسه؟
المفاوضات اليوم تتجاوز الماضي. وعلينا أن نرى الحرب بشمولية، لأنها لا تقتصر على الساحات العسكرية؛ وإنما تشمل ساحات القانون، والإعلام، والدبلوماسية، والاقتصاد، والرأي العام".
ومن ناحية أخرى، نشرت صحيفة "إيران" الحكومية، ملخص حوار وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، مع برنامج "بتوقيت إيران" والذي قال فيه: "ليس من المنطقي أن نتجاهل الشعب أو الاقتصاد ونركز فقط على جانب واحد، مثل الجانب العسكري، لا يوجد سبب يدعونا للتضحية بأي من هذه الأبعاد لصالح أبعاد أخرى".
وأضاف: "ربما ارتكبنا أخطاءً كمسؤولين، لكن لدينا الآن إنجاز. لا ندمر هذا الإنجاز بالصراع. العديد من هذه التناقضات التي نخلقها هي تناقضات مصطنعة".
وعلى صعيد آخر، تكشف وضعية بعض السدود المائية في البلاد، بحسب صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، عن عمل نحو 18 سدًا بأقل من 20 في المائة من طاقتها التخزينية، نتيجة انخفاض تدفق المياه إلى السدود بنسبة (43 في المائة) مقارنة بالعام الماضي.
وذكرت صحيفة "خراسان" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أنه "لا يؤشر الاقتصاد الإجباري في استخدام المياه إلى انخفاض الاستهلاك؛ وإنما تفاقم السحب غير القانوني للمياه الجوفية بعد قطع حصة المياه من سد (دوستى) وزيادة حدة الجفاف".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جوان": تغيير النموذج عنوان خاطئ للمتسببين في الوضع الراهن
ردّ الخبير السياسي، سيد عبد الله متوليان، عبر صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، على مقترح الناشط السياسي، محسن هاشمي، بخصوص مفهوم تغيير النموذج المطروح حاليًا في المشهد الإيراني، وكتب: "برزت خلال العقود الأربعة الماضية خطابات متضادة حول تغيير النموذج في إدارة إيران، تهدف إلى تحويل أسس النظام والمرونة مع الغرب، لكن الشعب يعرف أن الطريق الوحيد هو نموذج التغيير (تطهير المؤسسات من العناصر الموالية للغرب)، وليس الاستسلام".
وأضاف: "عملت بعض النخب الاقتصادية والسياسية على تعميق التبعية للنظام النيوليبرالي العالمي، ربطت اقتصاد إيران بالعقوبات، وروّجت لسياسات أدت إلى أزمات مالية واجتماعية. وحاليًا يُعاد طرح أفكارهم تحت شعار تغيير النموذج، الذي يُخفي في جوهره الدعوة للاستسلام للضغوط الأميركية وتعديل الدستور".
واقترح "تعزيز الاقتصاد المستقل، وتطهير المؤسسات من العناصر الموالية للغرب، وزيادة قوة الردع وتحسين المعيشة".
"كيهان": التفاوض مع أميركا أدى إلى الحرب
انتقد تقرير لصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، الادعاءات بأن الحكمة الدبلوماسية سوف تبعد شبح الحرب، وذكر التقرير "أن إيران تعرضت لهجوم عسكري من الكيان الصهيوني (إسرائيل) وأميركا، وانضمت أوروبا عبر التهديد بتفعيل آلية الزناد، وهي أداة نفسية عديمة الجدوى، لا تضيف عقوبات جديدة ولا تمنع الحرب".
وأضاف التقرير أن "هذه الآلية لن يكون لها تأثير معنوي عمليًا. لأن العقوبات الأميركية الحالية أشد من قرارات مجلس الأمن الستة السابقة. ويجب على الجهاز الدبلوماسي الحذر من الانخداع بهذه المفاوضات عديمة الجدوى والدعائية، ولا بد من اتخاذ قرارات استراتيجية، مثل تفعيل عملية الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، حال تفعيل آلية الزناد".
وتابع: "ما حدث هو نتيجة مباشرة لسياسة ظلّت لسنوات تفتح أبواب البلد أمام التهديد بسذاجة وتفاؤل وضعف. لقد حان وقت تصحيح هذا الخطأ الاستراتيجي. يجب إخراج السياسة الخارجية من دائرة المفاوضات غير المجدية، ولا بد من التخلي عن الفكر الذي يعتبر التفاوض هدفًا وليس أداة. وتجربة الاتفاق النووي، وآلية الزناد، والحرب الأخيرة درس قاسٍ؛ بشرط الاستفادة منه".
"شرق": مستقبل غامض في خضم حالة من عدم اليقين
أجرت صحيفة "شرق" الإصلاحية، حوارًا مع المحلل السياسي والنائب البرلماني الأسبق، علي مطهري، عن ثنائيات معقدة مثل المفاوضات مقابل الحرب، وتقييد التعاون مع الوكالة مقابل الدبلوماسية النشطة، والغموض النووي مقابل الشفافية، وغيرها؛ حيث قال: "إن أي مفاوضات نووية مع الجانب الأميركي يجب أن تكون مشروطة بشروطنا نحن وأهمها أمن المنشآت النووية، وإلغاء التخصيب الصفري".
وأضاف: "يمكن استخدام حل الكونسورتيوم والتعاون الإقليمي، بحيث نحافظ على دورة التخصيب داخل إيران، وإذا أصر الأميركيون على تكرار مطالبهم السابقة ورفضوا هذا الحل لقبول التخصيب داخل إيران، فيجب أن نعلن منذ الآن أن هذه المفاوضات لن تنجح".
وتابع: "يجب تعزيز قدرة المساومة عبر استراتيجية الغموض النووي، وهناك احتمال لتفعيل آلية الزناد، لكن إذا بدأنا المفاوضات مع الأميركيين وطالت، فلن تكون هناك فرصة لتفعيل هذه الآلية. في رأيي، يمكن من خلال دبلوماسية ذكية منع الأوروبيين من تفعيل آلية الزناد".
وشدد، في نهاية الحوار، على أهمية التماسك الوطني، وقال: "إن المجتمع تجاوز الانتقادات، وأثبت أنه يتمتع بنضج سياسي واجتماعي جيد، ونجح اختبار الدفاع عن البلاد".