وأكد جيت ساز، في حوار مع صحيفة "هم میهن"، يوم الاثنين 14 يوليو (تموز(، أن إيران تشهد اضطرابات متزايدة في خدمات تحديد المواقع، مرجعًا الأمر إلى احتمالين: الأول أن تكون واشنطن اتخذت قرارًا "سياسيًا متعمّدًا" بتقليل جودة الخدمة، نظرًا لسيطرة وزارة الدفاع الأميركية على نظام GPS؛ والثاني أن تكون هناك عوامل داخلية، إذ أشار إلى أن "بعض حالات التشويش كانت لأسباب أمنية وعسكرية من داخل البلاد"، مضيفًا: "نعم، أحيانًا يجري التشويش من أنظمتنا نحن".
كما ألمح إلى أن بعض الأقمار الصناعية قد غيّرت أولوياتها بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى اضطرابات "موضعية".
وأكّد أن السلطات الإيرانية تبحث بجدية في استبدال النظام الأميركي بـ "بَيْدو" الصيني، مشيرًا إلى أن هذا الخيار نوقش في المباحثات مع بكين، وهو قادر على تغطية آسيا، ويوفّر إمكانيات إرسال الرسائل عبر الأقمار الصناعية، بخلاف "GPS".
سبل عيش المواطنين في خطر وخسائر لـ 10 ملايين شركة عبر الإنترنت
وفي جزء آخر من مقابلته مع "هم ميهن"، أكد نائب وزير الاتصالات الإيراني، أن التصفية الواسعة النطاق والاضطرابات الهيكلية على الإنترنت "لم تدمر بعض الشركات فحسب، بل تسببت أيضًا في انعدام الثقة لدى المواطنين".
وقال إن وزارة الاتصالات ليست "صاحبة القرار النهائي" بشأن حالة الإنترنت وأن "هيئات أخرى" لها دور في هذا الصدد.
وأفاد أيضًا بوقوع خسائر طالت 10 ملايين شركة عبر الإنترنت بسبب القيود الأخيرة.
وجدي بالذكر أنه خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، تم قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية واتصالات الإنترنت في إيران على نطاق واسع، وهو الإجراء الذي نفذته السلطات الإيرانية بحجة "الحفاظ على الأمن القومي".
وفي الأيام الأخيرة، أرسل عدد من متابعي "إيران إنترناشيونال" رسائل ومقاطع فيديو تفيد بحدوث اضطرابات واسعة النطاق في خدمات تحديد المواقع في المدن الإيرانية.
ويقول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا إن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يظهر موقعهم في مدينة أخرى أو حتى بلد آخر.
وقال أحد المتابعين في هذا الصدد: "مع بداية الحرب، توقفت تطبيقات سيارات الأجرة الإلكترونية عن العمل. كان السائق في مدينة شهر ري، يستقبل طلب راكب من ونك، بينما كان موقعه على الخريطة في شارع شيراز".
وبحسب التقرير، ردّ قسم دعم تطبيقات سيارات الأجرة الإلكترونية على المطالبات بالقول: "الأمر خارج عن إرادتنا. حدث هذا بسبب مشاكل أمنية".
ويعد تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي في إيران مشكلة قائمة منذ فترة طويلة.
ويؤدي إرسال التشويش عبر هذه الشبكة إلى تعطيل مجموعة واسعة من أنظمة الملاحة المستخدمة في الطائرات التجارية وشبكات الاتصالات المتنقلة وغيرها من التطبيقات المهمة.
وفي يوليو 2019: تسبب خلل واسع النطاق في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في قطع الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول في العديد من مناطق إيران.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2013، نشرت مجلة "فايس" تقريرًا عن تزايد اضطرابات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الشرق الأوسط، متهمة إيران بإرسال تشويش خبيث إلى النظام.
ووصلت حدة هذه الاضطرابات الدولية إلى حد تحويل ما لا يقل عن 20 طائرة تجارية عن مساراتها في سماء الحدود الإيرانية العراقية.