وتمت هذه العملية، وفقًا للتقرير، دون إطلاق رصاصة واحدة، حيث تم اعتقال عدد من عناصر "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن هذا الإجراء كان بهدف إحباط تهديد وشيك ضد القوات الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة العازلة.
ووفقًا للتقرير، الذي نُشرت تفاصيله أولاً في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ثم بمعلومات إضافية في موقع "ينت" الإخباري، فقد كان قائد العملية النقيب احتياط "ي"، الذي قاد كتيبة 7012 من لواء احتياط "ألكساندروني" التابع للجيش الإسرائيلي.
وأشار التقرير إلى أن العملية نُفذت في تمام الساعة 2:50 صباح الاثنين 7 يوليو (تموز)، حيث شارك مئات من جنود الجيش الإسرائيلي في عدة نقاط في وقت واحد.
وأكد المسؤول العسكري الرفيع أن هذه المهمة الخاصة صُممت لاعتقال عناصر نشطة من قوة القدس في سوريا، دون أن يتم اكتشاف الجيش الإسرائيلي أو وقوع أي مواجهة مباشرة. وفي الماضي، كانت مثل هذه المهام تُسند عادةً إلى الوحدات الخاصة، لكن في السنوات الأخيرة، أُوكلت بعضها إلى قوات الاحتياط.
اختراق سري وصمت تام
أكد قائد العملية، في حوار مع موقع "ينت" الإخباري، أن العملية تمت بعد أشهر من المراقبة الاستخباراتية، وكان نجاحها نتيجة تعاون عدة وحدات متخصصة في الجيش الإسرائيلي.
وخلال العملية، عبرت القوات الإسرائيلية نهر رقاد بهدوء ودون إثارة أي ضجيج، واقتحمت عدة مبانٍ كانت تستخدم كمقرات للمشتبه بهم بشكل متزامن. وقال أحد الجنود المشاركين في العملية لـ "ينت": "حتى الكلاب المحلية لم تنبح. كل شيء تم في صمت تام حتى صدر أمر بدء الهجوم".
بعد أن أكدت وحدة الاستخبارات 504 وجود عناصر قوة القدس في الموقع، بدأت مرحلة الاعتقال. وفاجأنا المعتقلين أثناء نومهم، وتم تقييدهم وتغمية أعينهم ونقلهم إلى الأراضي الإسرائيلية قبل أن يلاحظ سكان القرية العملية، ولم يُسجل أي اشتباك أو إطلاق نار خلال العملية.
وأضاف جندي آخر، في حوار مع هذا الموقع الإسرائيلي: "حتى عندما عدنا إلى إسرائيل، لم يكن المعتقلون يصدقون ما حدث. استيقظوا من نومهم، وتم تغمية أعينهم، وفجأة وجدوا أنفسهم في الحجز الإسرائيلي."
التحقيق وجمع المعلومات عن الأهداف الإيرانية
أكد الضابط المسؤول عن التحقيق مع المعتقلين أنهم يخضعون للتحقيق حاليًا في إسرائيل، ويتم التحقيق معهم بطريقة وصفها بـ "لعبة شطرنج نفسية" لاستخلاص معلومات حول تهديدات محتملة أخرى من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضاف النقيب "ي" في جزء آخر من الحوار: "لقد راقبنا هذه الشبكة لفترة طويلة. النظام الإيراني يحاول توسيع بناه التحتية الإرهابية في لبنان وسوريا والأردن. لا تزال هناك عناصر من الحرس الثوري نشطة في المنطقة، ومهمتنا هي إيقافهم."
وأشار إلى أن العملية تمت بالقرب من منطقة "تل كودنة" بمساعدة استخباراتية من وحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي.
ووفقًا للتقرير، فإن الشبكة المعتقلة تشكل جزءًا فقط من هيكل أكبر من القوات المدربة التابعة للنظام الإيراني، والتي تمركزت بقرى مختلفة في سوريا وكانت تنتظر تعليمات من طهران.
فشل استراتيجية إيران
وفقًا لقائد العملية، كان الهجوم الإسرائيلي على أهداف إيرانية في سوريا، وهذه العملية بالذات، جزءًا من استراتيجية الجيش العامة لإحباط محاولات النظام الإيراني لزعزعة استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل.
وأكد في حوار مع "ينت": "فشلت استراتيجية إيران في حرب يونيو. لعب الجيش الإسرائيلي، من خلال توسيع حضوره في الأراضي السورية، دورًا رئيسًا في إحباط أهداف طهران".
وذكرت "جيروزاليم بوست" أن هذه العملية جرت في وقت تصاعدت فيه التوترات بين إيران وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات جوية أخرى ضد أهداف مرتبطة بالحرس الثوري في سوريا.