البرلمان البريطاني: إيران من "أشدّ وأخطر التهديدات الحكومية" على أمننا القومي

قالت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني إن إيران تُعد من "أشدّ وأخطر التهديدات الحكومية" للأمن القومي البريطاني، وأنها في مستوى التهديد الذي تمثله روسيا والصين.
قالت لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني إن إيران تُعد من "أشدّ وأخطر التهديدات الحكومية" للأمن القومي البريطاني، وأنها في مستوى التهديد الذي تمثله روسيا والصين.
ونُشر تقرير اللجنة الخميس 10 يوليو (تموز)، وحذر من زيادة ملحوظة في رغبة طهران بتنفيذ "اغتيالات، تجسس وهجمات سيبرانية" داخل بريطانيا، وطالب الحكومة بـ"إعادة تقييم شاملة" لاستراتيجيتها تجاه طهران.
وأشار التقرير إلى أن النظام الإيراني أطلق في السنوات الأخيرة حملة شاملة لترهيب وتهديد شبكة "إيران إنترناشيونال" الإعلامية، وذلك عبر الضغط على عائلات الصحفيين داخل إيران، وتهديدهم بشكل مباشر، بهدف إيقاف نشاط الشبكة.
التقرير، الذي تجاوز 260 صفحة، استند إلى معلومات سرية ومقابلات مع كبار المسؤولين في أجهزة مثل "MI6" و"MI5"، وزارة الداخلية و"مركز الاتصالات الحكومية"، وكذلك مكتب رئيس الوزراء، ليعطي صورة دقيقة عن طبيعة التهديدات الجديدة.
ووصفت لندن إيران بأنها "فاعل عمليّ أكثر منه أيديولوجيّ"، قادر على تحويل البراغماتية إلى أعمال عدائية داخل الأراضي البريطانية.
وشدد التقرير على أن الهدف الرئيسي للنظام الإيراني هو "حفظ النظام وبقائه"، وأن شعوره بالخطر يدفعه إلى اتخاذ ما يلزم للحفاظ على نفسه، بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبين يناير (كانون الثاني) 2022 و10 يوليو (تموز) 2025، تم كشف ما لا يقل عن 15 محاولة لاغتيال أو اختطاف داخل بريطانيا استهدفت معارضين أو منتقدين للنظام وعناصر يهودية/إسرائيلية، وقد أحبطت أجهزة الأمن هذه المؤامرات.
وأكّد خبراء بريطانيون أن تهديد الاغتيال داخل بريطانيا ارتفع ليصل الآن إلى "أعلى مستوى"، ويوازي حجم تهديد روسيا.
ويسعى النظام الإيراني لاستهداف مواقع بريطانيا العسكرية في الشرق الأوسط، وتقزيم علاقتها بأميركا وإسرائيل، وقمع أصوات المعارضين والإعلام في البلاد.
وشرحت اللجنة أن إيران تنظر إلى بريطانيا كمنافس سياسي، وكممثل للغرب الرافض للنهج الإيراني، وتشاركه مخاوف تاريخية معاصرًا حول علاقتهما السياسية والاستراتيجية.
وأكد رئيس اللجنة أن هذه التوجّهات لا تستند فقط إلى عوامل تاريخية، بل هي نتاج حوادث وأوضاع معاصرة أدّت إلى تعميق قلق وطموح طهران تجاه لندن.
وكشفت اللجنة أن جهاز "MI5" أوقف حوالي 20 خطة اغتيال محتملة منذ يناير (كانون الثاني) 2022.
وتشمل أنشطة التجسس السيبراني الإيرانية عمليات معقّدة عبر عوامل بشرية وهجمات عبر الإنترنت، مستهدفة موقع بريطانيا في ملفها النووي وعلاقاتها الدولية. وصف التقرير طهران بأنها "قوة هجومية سيبرانية" رغم أنها أقل خبرة من روسيا والصين، إلا أن تأثيرها ملموس.
ونبّه "المركز الوطني للأمن السيبراني" البريطاني إلى أن العديد من الجهات داخل بريطانيا غير مستعدة للتصدي لعمليات التجسس والنفوذ الإيراني السيبراني، داعيًا لتعزيز القدرات الرقمية والدفاعية.
ورغم إدراج إيران في "قانون تسجيل النفوذ الأجنبي"، اعتبرت اللجنة أن النهج البريطاني ظلّ مقتصرًا على موضوع النووي فقط، دون تغطية كاملة للجوانب الأخرى المرتبطة بسياسة طهران.
ولفت التقرير إلى ضعف التخصص الداخلي لدى الجهات الحكومية المعنية بإيران، بما في ذلك افتقار بعض المسؤولين في وزارة الخارجية للمعرفة الكافية بالثقافة واللغة الفارسية.
كما سلط الضوء على وجود شبكات مؤيدة لإيران داخل أوروبا، بما فيها إيطاليا، تعمل على ترويج وجهة نظر طهران، واستُخدم فيها مرتزقة وعناصر إجرامية لتنفيذ عمليات مدفوعة الأجر وحملات تضليل.
ورغم أن إيران تميل لتقدير حجم ردّ الفعل العسكري، فقد أظهرت أنها تطوّر أدوات غير تقليدية، مثل شبكات شبه عسكرية وغسيل معلومات سافرة لتوسيع رقعة نفوذها.
وأشادت اللجنة بجهود "MI5" والشرطة في إحباط هذه التهديدات، وطالبت الحكومة البريطانية وحلفاءها بالتأكيد لطهران أن مثل هذه الأعمال فوق أرض المملكة المتحدة ستُعتبر "هجومًا على بريطانيا"، وستُواجَه برد واضح.
وأوضح أن تهديد طهران في بريطانيا اتسع ليشمل عناصر متعددة: اغتيالات، تجسس، هجمات سيبرانية، و ضغط إعلامي.
وأكد على أن الحكومة البريطانية أمام تحول في استراتيجيتها: من إدارة الأزمات إلى تبنّي نهج رادع شامل بإمكانه حماية الداخل والخارج.
وأشار إلى أن الشراكة الدولية، خصوصًا مع أميركا وإسرائيل، ستكون محورًا للردع وضبط شوكة المشاريع الإيرانية الخفية داخل أوروبا.