ونشرت الصحيفة، يوم السبت 5 يوليو (تموز) نتائج بيانات لباحثين أميركيين من جامعة ولاية أوريغون، متخصصين في استخدام الرادارات الفضائية؛ لتحديد الأضرار الناتجة عن القصف في مناطق النزاع.
ووفقًا لهذه البيانات، فقد أصابت ستة صواريخ إيرانية خمس قواعد عسكرية في شمال وجنوب ووسط إسرائيل، ومن بينها قاعدة جوية استراتيجية، ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية، وقاعدة لوجستية.
وتُضاف هذه الضربات إلى 36 هجومًا آخر، كانت قد تخطت سابقًا أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وألحقت أضرارًا كبيرة بالبنى التحتية السكنية والصناعية.
ورغم الأضرار الملحوظة، التي لحقت بالمباني السكنية في مختلف أنحاء إسرائيل، فقد قُتل فقط 28 إسرائيليًا خلال الحرب، وهو رقم يعكس فاعلية نظام الإنذار المبكر الإسرائيلي، والتزام السكان باستخدام الملاجئ والغرف الآمنة.
تقييم الأضرار تحت المراجعة
قال الباحث في جامعة أوريغون الأميركية، كوري شر، إن فريقه يعمل حاليًا على تقييم شامل للأضرار الناتجة عن الضربات الصاروخية في كل من إسرائيل وإيران، وستُنشر نتائج هذا التقييم خلال أسبوعين.
وأوضح أن تأكيد مواقع الضربات بدقة يتطلب تقارير ميدانية أو صورًا فضائية للمنشآت العسكرية المستهدفة.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن المسؤولين الإسرائيليين لم يعلقوا علنًا على هذه الهجمات، ومن غير الممكن نشر تقارير عنها داخل إسرائيل؛ بسبب "القوانين الصارمة للرقابة العسكرية".
لماذا تخطت بعض الصواريخ الدفاعات الإسرائيلية؟
أظهرت تحليلات "التلغراف" أنه على الرغم من أن غالبية صواريخ إيران تم اعتراضها، فإن نسبة الصواريخ التي اخترقت الدفاعات ازدادت تدريجيًا خلال الأيام الثمانية الأولى من الحرب.
ويقول الخبراء إن أسباب ذلك غير واضحة، لكن قد تكون هناك عوامل، مثل: محدودية مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى إسرائيل، وتحسن تكتيكات الإطلاق الإيرانية، وربما استخدام طهران صواريخ أكثر تطورًا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني قوله إن الهدف من إطلاق الطائرات المسيّرة الانتحارية نحو إسرائيل هو "إشغال أنظمتها الدفاعية باستمرار".
وبحسب قوله، فإن العديد من هذه الطائرات لا تصل إلى أهدافها وتُعترض، لكنها لا تزال قادرة على "إرباك" منظومات الدفاع الإسرائيلية.
الأنظمة الدفاعية متعددة الطبقات
رغم أن "القبة الحديدية" هي النظام الدفاعي الإسرائيلي الأشهر، فإنها صُممت بالأساس للتعامل مع القذائف قصيرة المدى، وتُعد واحدة فقط من طبقات الدفاع المتعددة لدى إسرائيل.
وفي الطبقة المتوسطة، يوجد نظام "مقلاع داوود" المخصص لاعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ ذات المدى حتى 300 كم. أما في الطبقة العليا، فيتم نشر نظام "السهم" لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى قبل عودتها إلى الغلاف الجوي.
وخلال الحرب بين إيران وإسرائيل، دعمت هذه الأنظمةَ منظومتان دفاعيتان أميركيتان: "ثاد" (THAAD) الأرضية، والمُعترضات المثبتة على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وتُقدّر التقارير أن الولايات المتحدة أطلقت ما لا يقل عن 36 صاروخًا من نوع "ثاد" خلال هذه الحرب، بتكلفة تُقدّر بنحو 12 مليون دولار لكل صاروخ.
أداء الدفاعات المشتركة
أظهرت تحليلات البيانات أن الأنظمة الدفاعية الأميركية- الإسرائيلية المشتركة قدمت أداءً جيدًا عمومًا، لكن حتى اليوم السابع من الحرب، تمكن نحو 16 في المائة من الصواريخ من تجاوز هذه الأنظمة.
وهذا الرقم يتوافق تقريبًا مع تقديرات سابقة للجيش الإسرائيلي، الذي أعلن أن نسبة نجاح دفاعاته بلغت 87 في المائة.