وقالت مديرة قسم "الكتّاب المعرّضين للخطر" في المنظمة، كارين دويتش كارلكار: "إن الحكومات غالبًا ما تستغلّ أجواء الحرب لتقييد حرية التعبير، وإن إيران ليست استثناءً من هذه القاعدة".
وأكدت أن النظام الإيراني يعمل على "إسكات أصوات المعارضين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والكُتّاب الذين يوجّهون نقدًا للحرب أو لأوضاع البلاد".
وجاء في البيان: "إن مسؤولي النظام الإيراني يستغلّون الحرب، تحت ذريعة الأمن القومي، لتبرير القمع. ونطالب الحكومة الإيرانية بوقف هذه الاعتقالات فورًا، وإطلاق سراح جميع سجناء الرأي، وضمان سلامة الكتّاب والنشطاء السياسيين".
وأشار البيان كذلك إلى الهجوم الجوي الإسرائيلي على سجن "إيفين" بطهران، في 23 يونيو (حزيران) الماضي، والذي أودى بحياة عشرات السجناء.
وأكّدت "قلم أميركا" أن النظام الإيراني، رغم التحذيرات المسبقة من احتمال وقوع الهجوم، لم يقم بإخلاء السجن، بل ألغى إجازات السجناء، في خطوة وصفها البيان بأنها "إخلال جسيم بالمسؤولية تجاه حماية أرواح المدنيين، بمن في ذلك السجناء السياسيون".
وتضمّنت قائمة المعتقلين الأخيرة، التي أوردها البيان أسماء معروفة، منها:
• حسين رونقي، المدوّن والناشط المعروف، الذي اعتُقل في 24 يونيو الماضي، ولا تتوفر أي معلومات عن وضعه حتى الآن. وكان شقيقه، حسن رونقي، قد اعتُقل قبل أسبوع من ذلك بعد تعرّضه للضرب المبرّح.
• توماج صالحي، مغني الراب والسجين السياسي السابق، الذي تمّ اعتقاله واستجوابه مؤقتًا في 18 يونيو. وكان قد حُكم عليه بالإعدام بتهمة "الحرابة"، قبل أن يُلغى الحكم في أبريل (نيسان) 2024، إلا أنه لا يزال يواجه تهديدات بسبب مضامين أغانيه.
• علي قبجاق شاهي، كاتب مسرحي ومخرج من الأقلية الأذرية، اعتُقل في 26 يونيو الماضي أيضًا.
• رحيم بقال أصغري، رسام كاريكاتير ناطق بالتركية، اعتُقل في 24 يونيو.
• دنيا حسيني، المدوّنة الناشطة المعروفة على مواقع التواصل باسم "دنيا آزاد"، والتي دعمت حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، اعتُقلت في 16 يونيو خلال مداهمة قوات الأمن لمنزلها، ونُقلت إلى سجن إيفين؛ حيث ظلت 12 يومًا في عُزلة تامة دون أي معلومات أو تهمة رسمية.
وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء وضع الكتّاب والسجناء السياسيين الذين أصيبوا في الهجوم على سجن "إيفين"، مشيرة إلى نقل العديد من السجناء الذكور إلى سجن طهران الكبرى، والنساء إلى سجن "قرشك" جنوب طهران؛ وهما سجنَان تُوصَف ظروفهما من قبل مصادر حقوقية بأنها "سيئة للغاية".
وأكد البيان أن "قلم أميركا" دأبت في السنوات الأخيرة على دعم عدد من الكتّاب والنشطاء الإيرانيين، من بينهم: كلرخ إيرائي، الكاتبة والناشطة في مجال حقوق المرأة، وأنيشا أسداللهي، المترجمة والناشطة العمالية، ورضا خندان، الناشط الحقوقي وزوج المحامية نسرين ستوده. ولا يزال هؤلاء الأفراد عرضة للتهديد والقيود.
ووفقًا لتقرير "حرية الكتابة" الصادر عن "قلم أميركا" لعام 2024، تحتل إيران المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين من حيث عدد الكتّاب المسجونين، بـ 43 كاتبًا خلف القضبان، منهم 30 رجلاً و13 امرأة.
ورغم أن هذا العدد تراجع مقارنة بذروة القمع في عام 2022، فإنه لا يزال يعكس واقعًا من القمع الواسع لحرية التعبير في إيران. وأشارت المنظمة إلى أن العديد من الكتّاب المُفرج عنهم إما يخضعون لقيود دائمة أو اضطروا إلى مغادرة البلاد.
وختمت المنظمة بيانها بالتأكيد على ضرورة الإفراج عن جميع الكتّاب المعتقلين وضمان حريتهم وسلامتهم، وعدم استخدام الحرب كغطاء لقمع الأصوات المستقلة في إيران.