شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني طلبت التعاون مع شركات اتصالات في أيرلندا

كشفت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية أن شركة اتصالات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني طلبت من السفارة الأيرلندية في طهران المساعدة في إبرام اتفاقيات تجوال دولي (رومينغ) مع عدد من مشغلي الاتصالات البريطانيين والأيرلنديين.
وفي تقريرها الصادر يوم الثلاثاء 1 يوليو (تموز)، أفادت الصحيفة بأن لايس مور، السفيرة الأيرلندية لدى إيران، لم ترد على طلب هذه الشركة.
وبحسب التقرير، فإن هذه الرسالة وُجهت إلى السفارة الأيرلندية بتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث أعلنت شركة الاتصالات الجوالة الإيرانية (همراه أول) أنها، بالنظر إلى "العلاقات الودية" بين طهران ودبلن، ترغب في توسيع خدمات التجوال الخاصة بها لتشمل أيرلندا.
وقد حصلت "آيريش تايمز" على نسخة من هذه الرسالة في إطار قانون حرية الوصول إلى المعلومات.
وذكرت الصحيفة أن شركة الاتصالات الجوالة الإيرانية تُعد من أكبر شركات الاتصالات في البلاد، وهي مملوكة لكيان يُقال إنه يخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني.
وأضافت أن الحرس الثوري يُعتبر الذراع العسكرية والأيديولوجية للنظام الإيراني، كما يسيطر على أجزاء من الاقتصاد الإيراني، وله دور محوري في إدارة العمليات السرية ودعم الجماعات الوكيلة لطهران في الشرق الأوسط، مثل حماس وحزب الله.
محتوى الرسالة
وورد في رسالة "همراه أول" إلى السفارة: "نود أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لجهود سفارة جمهورية أيرلندا المتواصلة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأيرلندا".
وقالت الشركة إنها أبرمت اتفاقيات تجوال دولي مع نحو 200 مشغّل في 110 دول حول العالم، تتيح بموجبها لمشغلي الاتصالات المحليين توفير خدمات التجوال للمسافرين.
وجاء في الرسالة: "نطلب من سفارة جمهورية أيرلندا التعاون في تسهيل ودعم إبرام اتفاقيات تجوال دولي مع المشغلين العاملين في أيرلندا (فودافون، إير، وثري)".
كانت شركة فودافون البريطانية قد أبرمت سابقًا اتفاقية تجوال مع "همراه أول"، لكنها أوقفت هذا التعاون العام الماضي بسبب مخاوف من احتمال انتهاك القوانين المتعلقة بالعقوبات.
أما شركة "ثري" الأيرلندية، فقد امتنعت عن الرد على أسئلة الصحيفة بشأن احتمال التفاوض مع "همراه أول".
وقال المتحدث باسم شركة "إير" للصحيفة إن اتفاقيات التجوال التي تبرمها الشركة "تُعقد بالكامل ضمن الأطر القانونية الدولية السارية"، مضيفًا أن الشركة "تراجع قوائم العقوبات المنشورة قبل إتمام أي اتفاقية". لكنه لم يقدّم ردًا صريحًا بشأن إمكانية التعاون مع الشركة الإيرانية.
خلفية قانونية وأمنية
وصرّحت المفوضية الأوروبية في وقت سابق بأن لديها أدلة تُظهر أن شركة "همراه أول" "مملوكة بشكل غير مباشر أو تحت سيطرة" جهة خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
ويعود ذلك إلى أن المالك الرئيسي لـ"همراه أول" مرتبط بكيان تم إدراجه في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي في عام 2010 بسبب صلاته بالحرس الثوري الإيراني.
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأيرلندية إن الحرس الثوري الإيراني يخضع لعقوبات اقتصادية، لكن شركة "همراه أول" ليست مشمولة مباشرة بهذه العقوبات.
ويأتي نشر هذا الخبر بينما غادر الموظفون الأيرلنديون العاملون في سفارة بلادهم في طهران الأراضي الإيرانية، بعد تصاعد الاشتباكات بين إيران وإسرائيل.
وكانت السفارة الأيرلندية في طهران قد أعادت فتح أبوابها العام الماضي، بعد أن كانت قد أُغلقت في عام 2012 بسبب الأزمة المالية ورغبة الحكومة الأيرلندية آنذاك في خفض النفقات.