"خيانة" المفاوضات.. وخيارات طهران.. وفقاعات الحكومة

لا تزال الصحف الإيرانية وبخاصة الأصولية، الصادرة اليوم الثلاثاء 1 يوليو (تموز)، تتحدث عن ضرورة تنمية التلاحم الشعبي مع النظام، وتصريح على لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، بخصوص تهديدات إسرائيل لعلي خامنئي وللمسؤولين الإيرانيين بالقتل أو مغادرة إيران.

وتناقلت الصحف الإيرانية على اختلاف توجهاتها، تصريح إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بشأن عدم جدوى المفاوضات في ضوء النهج الحالي للدول الأوروبية، وقال: "يتعين على هذه الدول إعادة النظر في سلوكها".

وقال حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني: "العزف على نغمة المفاوضات الكاذبة مع أميركا، إن لم تكن خيانة وهي كذلك، فهي دليل على الحماقة، والخائن والأحمق وجهان لعملة واحدة".

وتحت عنوان "وقاحة أوروبا"، كتبت صحيفة "جوان" المحسوبة على الحرس الثوري: "تجاهلت الدول الأوروبية الموقعة على برنامج العمل المشترك الشامل، الخيانة خاصة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطالبت بعودة طهران إلى طاولة المفاوضات". وقال وحيد عظيم نيا، رئيس القسم الاقتصادي بالصحيفة: "الحل هو أن نقطع ذيل غروسي بمقص".

وتساءلت صحيفة "آكاه" الأصولية: "لماذا وبأي دافع يسعى الغربيون لاستمرار تعاون الوكالة مع إيران حتى لو كان في إطار جديد؟ إنهم يريدون تحقيق أهدافهم، لكن إيران تقف بحزم وتصر على التنفيذ الدقيق لقانون تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية. وإذا كانوا يريدون إعادة العلاقات، فعليهم العمل وفقًا لقانوننا".

ونقلت صحيفة "أبرار" الأصولية، عن مرتضى مكي خبير شؤون أوروبا، قوله: "قرار البرلمان بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خطوة نحو إعادة تعريف علاقات إيران مع المؤسسات الدولية واستعادة حق السيادة الوطنية في مجال الدبلوماسية النووية".

اقتصاديًا، تعجبت صحيفة "اقتصاد آينده" من ارتفاع سعر الأرز حيث بلغ 330 ألف تومان، وتساءلت الصحيفة عن المستفيد من دعوات حظر استيراد الأرز. وفق تقرير صحيفة "همشهري"، فقد شهدت سوق السيارات تحولًا جديدًا، بعد إعلان شركات "إيران خودرو" و"سابيا" الأسعار الجديدة، والتي تجاوزت سقف الزيادة المسموح به، ما تسبب في تحديات عملية بالسوق.

ووفق صحيفة "دنياى اقتصاد" الأصولية، فقد ارتفع سعر الدولار مرة أخرى ليصل إلى 88 ألف تومان. كما بلغ سعر السبيكة الذهبية 83 مليون تومان، وهو الأعلى منذ 13 أبريل (نيسان).

وخسر المؤشر الرئيسي للبورصة حوالي 2 في المائة متراجعا عن مستوى 2 مليون و800 ألف وحدة. كما قام المستثمرون بسحب حوالي 5 آلاف مليار تومان من سوق الأسهم بسبب المخاطر السياسية، وهو الأعلى منذ 25 أغسطس (آب) 2020م.

وأكد علي رؤوفي خبير سوق الأسهم في حوار لصحيفة "إيران" الرسمية: "تواجه السوق الآن صدمة خارجية، وتراجع مستوى توازنها، وفي مثل هذه الظروف، لا يقتصر تدخل الحكومة فقط على ضخ السيولة، بل يمكن أن يشمل أيضًا التأثير على التوقعات واستعادة ثقة المستثمرين".

وعن أسباب هذه الصدمة، نقلت صحيفة "عصر رسانه" الإصلاحية، عن فردین آقابزرجی، الخبير الاقتصادي والمتخصص في الأسواق المالية، قوله: "التحرك الخاطئ وغير المناسب من صانع القرارات في أعلى المستويات، والذي بدأ بإغلاق سوق تداول الأسهم بالكامل".

وبحسب صحيفة "خراسان" المحسوبة على الحرس الثوري: "لم تتخذ الإجراءات الداعمة المتوقعة لا في اللحظة الحرجة ولا في الأيام التالية".

وأكد نشطاء القطاع الخاص، في حوار إلى صحيفة "كار وكار كر"، على ضرورة تبني استراتيجية شاملة لتعزيز مرونة الاقتصاد.

وينصح الخبراء بحسب صحيفة "روزكار" الأصولية: "بضرورة تخصيص جزء من المحفظة الاستثمارية للأصول ذات الدخل الثابت والذهب للتقليل من الغموض السياسي في السوق".

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"دنياى اقتصاد": الحكومة تعيش في فقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة

في مقال بصحيفة "دنياى اقتصاد" الأصولية، انتقد جواد شمسي، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسي، طريقة تعامل الدولة الإيرانية مع الأزمات، وكتب: "الدولة التي تتفاجأ بالأزمات بشكل متكرر، تعاني على الأرجح من خلل هيكلي ناتج عن انفصال بين الحكم والواقع. وإذا حصرت الحكومة نفسها في فقاعة من المعلومات الانتقائية من خلال إسكات الأصوات الناقدة والاعتماد على رواية انتقائية وأحادية الجانب للنجاح، فإنها تكون قد عطّلت بيدها الآلية الأكثر حيوية لفهم واقع المجتمع وثغرات الحوكمة".

وأضاف: "دون النقد والأصوات المتشككة، تتعطل آلية اكتشاف المعلومات في السوق، وتتضخم الفقاعات، ويصبح الانهيار المحتمل أكثر تدميرًا. نفس المنطق ينطبق على الحكومات: الحكومة التي لا تسمح بانتقادات المعارضين، قد تستمتع بوهم السيطرة والاستقرار، لكنها في الواقع تعطّل قدرتها على تحديد المخاطر والاستجابة في الوقت المناسب. مثل هذه الحكومة تعيش في فقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة".

"همدلي": الانسحاب من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي رهن بالسلوك الأميركي

نشرت صحيفة "همدلي" الإصلاحية، مقتطفات من مداخلة سيد حسين موسويان، الدبلوماسي السابق والباحث في جامعة برينستون، مع شبكة "ABC" الأسترالية، حول الملف النووي الإيراني؛ حيث قال: "لا شك أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت للهجوم، تم قصفها وتضررت. المباني والبنى التحتية والمنشآت، وربما حتى بعض أجهزة الطرد المركزي، دُمرت جزئيًا، لكن ليس بالكامل".

وردًا على سؤال عما إذا كانت إيران ستنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، قال: "هذا يعتمد على سلوك الولايات المتحدة. إذا التزمت الولايات المتحدة بالقوانين واللوائح الدولية، وإذا اعترفت بحقوق طهران مثل باقي أعضاء المعاهدة، فلن تنسحب إيران من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، ولن تسعى أبدًا لصنع سلاح نووي".

وعن إمكانية اتجاه طهران لصنع سلاح نووي، أضاف: "إذا استمرت الولايات المتحدة في سياساتها العدائية مثل الحرب والعقوبات والاغتيال والعمليات السيبرانية وإنكار الحقوق النووية المشروعة لإيران، فلماذا لا تتجه إيران نحو صنع القنبلة النووية؟"

"اعتماد": اللعب بالنار في قلب الشرق الأوسط

في حوار إلى صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، كشف عباس موسوي، المتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عن رؤيته للتحولات الأخيرة في المشهد الإقليمي، مؤكدًا أن المواجهة الجارية مع إيران لم تعد تقتصر على ملفها النووي، بل تمضي ضمن مشروع استراتيجي يستهدف تفكيك بنية الدولة الإيرانية وإقصائها من معادلات التأثير في المنطقة.

وأضاف: "ما يجري ليس مجرد حملة ضغط مرتبطة بسقف التخصيب أو خروقات مزعومة لاتفاقات دولية، بل هو نتيجة تقسيم عمل متقن بين الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والكيان الصهيوني، وحتى بعض المنصات الدولية كوكالة الطاقة الذرية، بهدف خلق بيئة من العزلة السياسية والضغط النفسي والعسكري وإجبار طهران على تقديم تنازلات جوهرية تمس السيادة الوطنية".

وعن استئناف المفاوضات أوضح: "ستكون مشروطة، وفي إطار جديد كليًا". وحذر من "أي خطأ في الحسابات قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية شاملة، فإيران جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة الخليجية والمنطقة ككل".