صرّحت شيرين عبادي، المحامية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في رسالة موجهة إلى النظام الإيراني: "لقد قرعتم طبول الحرب لمدة 46 عاماً، ولم تبنوا حتى ملجأً واحداً".
وأضافت: "هذا النظام الذي يعتاش على دماء الناس ويستخدم أرواحهم أداة للدعاية والبروباغندا، يجب أن يُسقط".
وأكدت عبادي في منشور عبر "إنستغرام" أن إنشاء الملاجئ وأنظمة الإنذار في الأزمات من أبسط حقوق المواطنين، وتساءلت: "كيف يمكن لنظام يقرع طبول العداء والحرب مع نصف قوى العالم لعقود، أن لا يُنشئ ملجأً واحداً للمدنيين؟ أو لا يمتلك نظام إنذار أو صفارات تحذير؟".
وأضافت: "يقول الخبراء إن الحكومة تستطيع إرسال تحذيرات فورية إلى هواتف سكان كل منطقة عند اقتراب هجوم أو قصف، فلماذا لا تفعل ذلك؟".
وتابعت: "النظام الإيراني الذي بُني منذ 46 عاماً على أسس العداء، التخويف، وصناعة الأعداء، قد أدخلت إيران في حرب جديدة يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء وتُدمّر فيها البنية التحتية الوطنية".


أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأنه في الوقت، الذي تحوّل فيه التوتر بين إيران وإسرائيل إلى حرب علنية، لم تتخذ الحكومة السورية حتى الآن موقفًا رسميًا، وفضلت الصمت تجاه التطورات الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أن الاشتباك بين إيران وإسرائيل سرعان ما تحوّل إلى مواجهة شاملة ترافقت مع تبادل صواريخ بعيدة المدى. ومع عبور الصواريخ المتكرر من كلا الطرفين عبر الأجواء السورية وبالقرب من دمشق، أثار صمت الحكومة السورية تكهنات بشأن حساباتها السياسية والعسكرية.
وأضافت "جيروزاليم بوست" أن دمشق لم تُصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن هذا النزاع. كما أن وسائل الإعلام الحكومية السورية، من خلال تصريحات مبهمة، شددت فقط على "أهمية السيادة السورية"، دون أن توضّح موقفًا صريحًا لدمشق تجاه الحرب بين إيران وإسرائيل.
وكان الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، قد انتقد سياسات طهران تجاه نظام بشار الأسد، في 5 فبراير (شباط) الماضي، وقال إن وجود الميليشيات التابعة لإيران في سوريا يشكّل تهديدًا للمنطقة بأسرها.
كما صرّح سابقًا في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أيضًا بأن المعارضة، من خلال إسقاط الأسد، أعادت المشروع الإيراني في المنطقة 20 عامًا إلى الوراء.
الصمت المفروض على سوريا
أوضحت "جيروزاليم بوست" أن بعض المراقبين يعتقدون أن صمت سوريا ليس نتيجة استراتيجية سياسية مدروسة، بل ناجم عن ظروف مفروضة وقسرية.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، سمير عبد الله: "إن الاقتصاد الهش والقدرات العسكرية المتدهورة في سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، لا يسمحان لهذا البلد بالدخول في أي مغامرة سياسية أو عسكرية جديدة، حتى لو تعرض لضغوط من حلفائه".
ووصف عبد الله الوضع الحالي في سوريا بأنه "كالسير على حافة السكين"، مضيفًا: "من جهة، لا تستطيع سوريا التخلي عن تحالفها التقليدي مع إيران، ومن جهة أخرى، تدرك جيدًا أن الدخول المباشر، أو حتى إصدار موقف شفهي في هذا الصراع، يمكن أن يعرّض البلاد لهجمات أوسع من قِبل إسرائيل".
قلق الحكومة السورية من اشتعال السخط الشعبي
يرى بعض المراقبين أن الحكومة السورية تتجنب الدخول في النزاع بين الحكومة الإيرانية وإسرائيل خشية ردود الفعل الداخلية.
وفي ظل تضرر الاقتصاد السوري بشكل شديد، فإن حتى الدعم الرمزي من دمشق لأحد الطرفين قد يُؤجّج السخط الشعبي، خاصة في المناطق الجنوبية والغربية، التي شهدت احتجاجات في السابق.
وعلقت "جيروزاليم بوست" بأن "هذا الموقف يُظهر أن دمشق تحاول سلوك مسار دبلوماسي حذر؛ دون إدانة إيران أو استفزاز إسرائيل، تؤكد على مبدأ السيادة الوطنية، وفي الوقت نفسه تبتعد عن أي انخراط مباشر في النزاع".
احتمال وجود تفاهم بين سوريا وإسرائيل
وفي ختام تقريرها، كتبت "جيروزاليم بوست" أن بعض وسائل الإعلام الغربية طرحت احتمال وجود نوع من التفاهم بين سوريا وإسرائيل بوساطة روسية، لاحتواء نطاق الصراع. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذه التقارير رسميًا حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن "دمشق تدرك جيدًا أن هذه الحرب ليست حربها، وأي خطأ في الحسابات قد يجرّ، في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الهش في البلاد، عواقب كارثية".
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع السورية بهذا الشأن: "هذه ليست حربنا.. لكنها تمر فوق رؤوسنا كل ليلة".
الضغط الروسي على دمشق لاعتماد موقف حيادي
ذكر مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، في مقابلة مع موقع "ميديا لاين"، أن روسيا تمارس ضغطًا على سوريا كي تلتزم الحياد في المواجهة بين إيران وإسرائيل.
وأضاف هذا المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "أن موسكو حذّرت دمشق من الانخراط العلني في هذا النزاع أو من إتاحة استخدام أراضيها علنًا ضد إسرائيل، لأن مثل هذا التصرف قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن احتواؤه، كما قد يُعرّض الوجود العسكري الروسي في سوريا للخطر".
وتحتفظ روسيا حتى الآن بوجود عسكري كبير في قاعدة "حميميم" الجوية في محافظة اللاذقية السورية.
أكد أحمد علم الهدى ممثل خامنئي في خراسان رضوي أنه لا ينبغي لنا أن نقلق بشأن مقتل القادة ومديري البرنامج النووي ورأس المال الاجتماعي، قائلاً: "إن عدونا يهدف إلى تخويفكم بالعمليات النفسية والعسكرية، وعندما يخاف الإنسان يصبح ضعيفاً، لكن الشعب لم يضعف".
وفي إشارة إلى تصريحات خامنئي الأخيرة من داخل الملجأ، قال علم الهدى: "عيشوا حياتكم الطبيعية، فلماذا نُخلي المدن؟ العدو لا يسعى إلا إلى تعطيل حياتكم الطبيعية كي لا تبقوا في الساحة".

قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه من المرجح أن يكون الملف الإيراني أحد الموضوعات المطروحة للنقاش في الاجتماع القادم لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأسبوع المقبل.
وأضاف، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة 20 يونيو (حزيران): "لا نُدلي بتعليقات حول الخطط الهجومية المحتملة للحلفاء".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد صرح، يوم أمس الخميس، بأنه سيتخذ قرارًا خلال أسبوعين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى الهجمات الإسرائيلية ضد إيران.
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الحكومة السورية لم تصدر حتى الآن أي موقف رسمي بشأن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، رغم تحوله إلى حرب مفتوحة.
وقالت الصحيفة إن الصراع بين إيران وإسرائيل سرعان ما تحول إلى مواجهة شاملة تتضمن تبادلاً للصواريخ بعيدة المدى.
ومع عبور متكرر للصواريخ من كلا الطرفين عبر المجال الجوي السوري واقترابها من دمشق، أثار صمت الحكومة السورية تساؤلات حول حساباتها السياسية والعسكرية.

في سياق تعليقه على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لا شيء يبرر الهجوم على البنى التحتية النووية المدنية أو على المدنيين".
وأشار ماكرون إلى المفاوضات مع طهران، قائلا إنه يجب أن تشمل أيضًا قضية الإفراج عن الرهائن المحتجزين في إيران.
وأضاف إيمانويل ماكرون أن "المفاوضات مع طهران يجب أن تشمل أيضًا مسألة تمويل الجماعات التابعة لإيران في الشرق الأوسط"، مؤكدا أنه "يجب أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة أنشطتها لضمان أن إيران لا تقوم بعمليات تخصيب نووي".