ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الحكومة السورية لم تصدر حتى الآن أي موقف رسمي بشأن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، رغم تحوله إلى حرب مفتوحة.
وقالت الصحيفة إن الصراع بين إيران وإسرائيل سرعان ما تحول إلى مواجهة شاملة تتضمن تبادلاً للصواريخ بعيدة المدى.
ومع عبور متكرر للصواريخ من كلا الطرفين عبر المجال الجوي السوري واقترابها من دمشق، أثار صمت الحكومة السورية تساؤلات حول حساباتها السياسية والعسكرية.


في سياق تعليقه على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لا شيء يبرر الهجوم على البنى التحتية النووية المدنية أو على المدنيين".
وأشار ماكرون إلى المفاوضات مع طهران، قائلا إنه يجب أن تشمل أيضًا قضية الإفراج عن الرهائن المحتجزين في إيران.
وأضاف إيمانويل ماكرون أن "المفاوضات مع طهران يجب أن تشمل أيضًا مسألة تمويل الجماعات التابعة لإيران في الشرق الأوسط"، مؤكدا أنه "يجب أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مواصلة أنشطتها لضمان أن إيران لا تقوم بعمليات تخصيب نووي".

استهدفت طائرات حربية إسرائيلية مفاعل خنداب البحثي للمياه الثقيلة "أراك" والمنشآت المجاورة الخاصة بإنتاج المياه الثقيلة، في إطار سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على المنشآت النووية الإيرانية.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان رسمي، أن هذا المفاعل، الذي لا يزال قيد الإنشاء ولم يتم تشغيله بعد، كان هدفًا للهجوم. وأوضحت الوكالة أن المفاعل لم يكن يحتوي على أي مواد نووية لحظة القصف، ومِن ثمّ لم يكن هناك خطر حدوث تسرّب إشعاعي.
وكتبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منصة "إكس": "تفيد معلوماتنا بأن مفاعل خنداب البحثي (أراك) للمياه الثقيلة، والذي كان لا يزال قيد الإنشاء، قد تعرض لهجوم. المفاعل لم يكن يعمل ولم تكن هناك مواد نووية داخله، ومِن ثمّ لم تحدث تأثيرات إشعاعية".
وفي حين ذكرت الوكالة في البداية أنه لا توجد دلائل على تضرر منشأة إنتاج المياه الثقيلة المجاورة، عادت في تقييم لاحق لتؤكد أن المباني الرئيسة في تلك المنشأة، ومنها وحدة التقطير، تعرضت لأضرار. وأظهرت صور الأقمار الصناعية حفرة كبيرة في سقف المفاعل وتدمير أبراج التقطير الخاصة بمنشأة المياه الثقيلة.
ويُعد هذا الهجوم الإسرائيلي جزءًا من عملية عسكرية واسعة استهدفت عدة منشآت نووية إيرانية خلال الأيام الماضية. وقد صُمّم مفاعل المياه الثقيلة الإيراني في نسخته الأولى لإنتاج البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه في تصنيع الأسلحة النووية، رغم نفي إيران المتكرر لذلك.
وبموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، فقد أُعيد تصميم المفاعل لتقليص مخاطر الانتشار النووي، وأُزيل قلب المفاعل وملؤه بالخرسانة. وقد أبلغت إيران الوكالة بأن تشغيل المفاعل كان مقررًا عام 2026.
وتجدر الإشارة إلى أن مفاعلات المياه الثقيلة تستخدم "أكسيد الديوتيريوم" كمهدئ للنيوترونات السريعة المنبعثة خلال عملية الانشطار النووي، لتقليل سرعتها.
أهداف الهجوم الإسرائيلي
أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدف من هذه الهجمات هو تدمير الأجزاء الرئيسية في المفاعل ومنع إمكانية إعادة بنائه لاستخدامه في تطوير الأسلحة النووية.
وتتهم إسرائيل إيران بتعمّد تأخير إعادة تصميم المفاعل لاستخدامه كورقة ضغط في المفاوضات مع الغرب.
وقد تزامن الهجوم على "أراك" مع ضربات استهدفت منشآت نووية وعسكرية أخرى في إيران، من بينها منشأة تخصيب "نطنز" ومراكز التكنولوجيا النووية في أصفهان.
وفي "نطنز"، تم تدمير البنى التحتية الكهربائية والمرافق فوق الأرض، وقالت الوكالة الدولية إن الانقطاع المفاجئ للكهرباء قد يكون تسبب في تعرض أجهزة الطرد المركزي لأضرار جسيمة.
مواقف سياسية
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد شدد على مواصلة العمليات العسكرية، وقال: "إذا لم يتم إيقاف البرنامج النووي الإيراني، فإن النظام في إيران سيكون قادرًا على امتلاك سلاح نووي في وقت قصير".
وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الهجمات الإسرائيلية تمثل "تجاوزًا لخط أحمر جديد في القانون الدولي"، وجدد نفي بلاده السعي للحصول على سلاح نووي.

بدأ عدد من دول العالم عمليات إجلاء واسعة لمواطنيها من المنطقة، مع استمرار الحرب وتصاعد وتيرتها بين إيران وإسرائيل.
ففي الوقت الذي دخل فيه الصراع بين طهران وتل أبيب يومه السابع، واستمرار إغلاق الأجواء الجوية في كلا البلدين، اتخذت عدة دول خطوات طارئة لإخراج رعاياها من إيران وإسرائيل.
وقد أسفرت الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع في إيران عن مقتل المئات، بينهم عدد من كبار القادة العسكريين، وتسببت بأضرار لبعض منشآت البرنامج النووي.
وفي المقابل، أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل عدد من المدنيين داخل إسرائيل.
وفي هذا الصدد أعدت وكالة "رويترز" تقريرًا حول إجراءات الدول المختلفة لإجلاء رعاياها من كلا البلدين، جاء كما يلي:
أستراليا
أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، أن حكومته أجلت 1200 من مواطنيها كانوا يطلبون المغادرة من إسرائيل عبر الطرق البرية.
كما سجل نحو 2000 أسترالي في إيران أسماءهم لطلب المساعدة.
النمسا
أكدت وزارة الخارجية النمساوية أن 48 شخصًا من أصل 200 تواصلوا مع السفارة في تل أبيب، قد غادروا إسرائيل أو الأردن. كما أن نحو 100 نمساوي طلبوا مغادرة إيران، وتم بالفعل نقل 44 مواطنًا من النمسا ودول الاتحاد الأوروبي من إيران إلى تركيا وأرمينيا.
بلغاريا
قالت الحكومة البلغارية إنها نقلت 17 دبلوماسيًا وعائلاتهم من إيران إلى أذربيجان، تمهيدًا لإعادتهم إلى البلاد برًا وجوًا. كما تقرر نقل القسم الإداري من سفارة بلغاريا في طهران مؤقتًا إلى باكو.
الصين
أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده أجلت أكثر من 1600 من رعاياها من إيران، ومئات آخرين من إسرائيل. وتشير التقديرات إلى أن آلاف المواطنين الصينيين يقيمون في إيران.
جمهورية التشيك
قالت وزيرة الدفاع بجمهورية التشيك، يانا تشيرنوخوفا، إن طائرة تقل 66 مواطنًا تشيكيًا ممن غادروا إسرائيل، وصلت إلى مطار بالقرب من العاصمة براغ.
فرنسا
أشار وزير الخارجية الفرنسي، جان- نويل بارو، إلى أن بلاده ستنظم بحلول نهاية الأسبوع قافلة برية لنقل مواطنيها من إيران إلى حدود تركيا أو أرمينيا.
وأضاف أن الفرنسيين المقيمين في إسرائيل سيتمكنون، بدءًا من صباح الجمعة 20 يونيو (حزيران)، من عبور الحدود الأردنية بالحافلات، ثم العودة إلى فرنسا على متن رحلات طيران مستأجرة.
ألمانيا
بيّنت وزارة الخارجية الألمانية أن 345 مواطنًا ألمانيًا تم إجلاؤهم حتى الآن من الشرق الأوسط بواسطة رحلات طيران خاصة.
اليونان
قالت وزارة الخارجية اليونانية إنها نقلت 16 مواطنًا يونانيًا وعائلاتهم من إيران إلى أذربيجان، وهي بصدد ترتيب إعادتهم إلى أراضيها.
الهند
أعلنت الهند أنها بدأت عمليات إجلاء مواطنيها من إيران. وتم بالفعل نقل 110 طلاب هنود من شمال إيران إلى أرمينيا يوم الاثنين 16 يونيو الجاري.
إيطاليا
كشف مصدر دبلوماسي أن من بين نحو 500 مواطن إيطالي مقيم في إيران، غادر 29 شخصًا البلاد، يوم الأربعاء 18 يونيو الجاري، بتنسيق مع الحكومة الإيطالية.
كما يتم التحضير لرحلة طيران خاصة من مصر، يوم السبت 21 يونيو، لنقل الإيطاليين من إسرائيل.
اليابان
أفادت الحكومة اليابانية بأنها أرسلت طائرتين عسكريتين إلى جيبوتي لتكونا على استعداد لإجلاء المواطنين اليابانيين بسرعة في حال تصاعد النزاع.
كما تعمل السفارتان اليابانيتان في طهران وتل أبيب على نقل رعاياها إلى دول مجاورة عبر الحافلات.
نيوزيلندا
أغلقت نيوزيلندا سفارتها في طهران مؤقتًا، ونقلت اثنين من موظفيها وعائلاتهما إلى أذربيجان برًا.
بولندا
أكدت وزارة الخارجية البولندية أن عملية إجلاء مواطنيها من إيران اكتملت صباح الخميس 19 يونيو (حزيران) مع وصول مجموعة من البولنديين إلى مطار وارسو.
ووصلت أول دفعة من البولنديين، الذين غادروا إسرائيل، يوم الأربعاء 18 يونيو، فيما خُطط لرحلة إجلاء ثانية تقل 65 راكبًا من عمان.
البرتغال
أغلقت البرتغال سفارتها مؤقتًا في إيران، ونقلت أربعة من رعاياها إلى أذربيجان.
وأعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أنها تلقت 130 طلبًا من مواطنين يرغبون بمغادرة إسرائيل وتعمل حاليًا على إعداد رحلة خاصة لإجلائهم.
صربيا
قال السفير الصربي في إسرائيل، ميرواليوب بيتروفيتش، إن 100 مواطن صربي غادروا إسرائيل عبر مصر.
سيراليون
أعلنت وزارة الخارجية في سيراليون نقل 36 من رعاياها من إيران إلى أرمينيا.
سلوفاكيا
أعلنت وزارة الخارجية أنها ستغلق سفارتها في طهران مؤقتًا وستُخلي جميع الموظفين.
وأفادت بوصول أول رحلة إجلاء لرعاياها من إسرائيل، يوم الأحد 15 يونيو، إلى براتيسلافا، حاملة 73 شخصًا، من بينهم 25 سائحًا وخمسة من أفراد عائلات دبلوماسيين في تل أبيب.
كوريا الجنوبية
قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن 18 مواطنًا كوريًا جنوبيًا واثنين من أفراد أسرهم الإيرانيين غادروا إيران عبر الطرق البرية.
تايوان
أعلنت وزارة خارجية تايوان أن 36 من مواطنيها غادروا إسرائيل عبر الحدود البرية مع الأردن، كما غادر ثلاثة آخرون إيران عبر الحدود مع تركيا.
الولايات المتحدة الأميركية
صرح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكبي، بأن واشنطن تُخطط لإجلاء مواطنيها من إسرائيل عبر الطائرات والسفن السياحية.
فيتنام
قالت وزارة الخارجية الفيتنامية إنها أبلغت مواطنيها في إيران وإسرائيل بالاستعداد للإجلاء، وتم حتى الآن إجلاء 18 فيتناميًا من إيران.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، أن الطائرة المُسيّرة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في وسط طهران كانت قد استهدفت أحد الأشخاص المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني.
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن الهدف المقصود قد قُتل.
ولم تؤكد السلطات الإيرانية حتى الآن هوية الشخص المستهدف، إلا أن صحيفة "شرق" نقلت عن مصدر مطلع أن الهدف من هذا الهجوم كان أحد مديري البرنامج النووي الإيراني.
يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة من العمليات الموجهة التي نُفذت ضد العناصر الرئيسية في مشروع إيران النووي.
وفي وقت سابق، أفاد بعض المواطنين أن الهدف من الهجوم بالطائرة المسيرة كان مجمعًا تابعًا لميليشيات الباسيج التي كانت تمارس أنشطتها في ذلك الموقع.

مع دخول الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية أسبوعها الثاني، شدّد الجيش الإسرائيلي على أن هذه العمليات ستستمر حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة.
وفي مؤتمر صحافي يومي، قال آفي دفرين، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات داخل إيران، سواء في باطن الأرض أو في أجوائها.
وأضاف: "الأيام المقبلة ستكون مليئة بالتحديات"، مؤكدًا أن قصف المواقع النووية الإيرانية ما زال مستمرًا، وأن العمليات العسكرية آخذة في التوسع.
وأوضح المتحدث أن تدمير منصات الصواريخ الإيرانية من بين الأهداف الرئيسية لإسرائيل في هذه الحرب.
وذكر أن إسرائيل تخوض الآن حربًا على "سبع جبهات"، وهدفها هو "إزالة التهديد الوجودي الذي تمثله إيران لإسرائيل".