أكثر من 800 ناشط سياسي ومدني يحذرون من تدهور صحة معتقل إيراني بارز

وجّه أكثر من 800 ناشط سياسي ومدني رسالة مفتوحة، أعربوا فيها عن قلقهم حيال صحة وحالة المعتقل السياسي الإيراني البالغ من العمر 80 عامًا، أبو الفضل قدياني، المعروف بانتقاده لخامنئي، مطالبين بمراجعة عاجلة لوضعه القضائي والإفراج عنه، بعد إصابته بالتهاب في الرئة.
وحذّر الموقعون على الرسالة، التي نُشرت يوم السبت 7 يونيو (حزيران)، من تدهور صحة قدیاني، ودعوا السلطات القضائية التابعة للنظام الإيراني إلى "مراجعة عاجلة لوضعه القضائي والإفراج عنه، على الأقل استنادًا إلى ترتيبات قانونية مختلفة، مثل وقف تنفيذ الحكم، أو منحه إجازة، وما إلى ذلك".
وأضافوا في رسالتهم أن استمرار اعتقال قدیاني، في ظل وضعه الصحي الحالي، قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها على حياته وسلامته، وكتبوا: "نعتقد أن استمرار احتجازه لا يتماشى فقط مع المعايير القانونية والإنسانية، بل يتعارض أيضًا مع احترام كرامة الإنسان".
وفي تصريح لقناة "امتداد"، الموجودة على تطبيق " تلغرام"، يوم 2 يونيو الجاري، قال نجله مرتضى قدیاني، إنه بعد الموافقة على نقل والده إلى المستشفى دون تقييده بالأصفاد أو الأغلال، نُقل إلى أحد مستشفيات طهران، وأُدخل إلى قسم العناية المركزة.
وأشار إلى أن والده أُصيب بمرض رئوي، خلال فترة اعتقاله في سجن "إيفين" بطهران، مضيفًا: "أصدر الطب الشرعي مؤخرًا توصية ملزمة بأنه ينبغي وجوده في بيئة صحية خالية تمامًا من التوتر. ولا أعلم ما إذا كان السجن أصلاً قادرًا على توفير مثل هذه الظروف والمعايير".
وخاطب النشطاء السياسيون والمدنيون، في فقرة أخرى من رسالتهم، السلطات القضائية الإيرانية بالقول: "من المتوقع إصدار أوامر عاجلة وحاسمة تتيح مراجعة وضع السيد قدیاني، واتخاذ إجراءات فورية تحول دون تعرّضه لمزيد من الأذى الصحي".
ومن بين الموقعين على الرسالة: أحمد منتظري، حبيب الله بيمان، سعيد مدني، طاهرة طالقاني، عبد الله مؤمني، عبد الله ناصري، عيسى سحرخيز، فيروزه صابر، كيوان صميمي، ومهدي محموديان.
ويُذكر أن قدیاني يقضي منذ 30 سبتمبر (أيلول) 2024 حكمًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر، على خلفية اتهامات بـ "إهانة المرشد" و"الدعاية ضد النظام"، في سجن "إيفين" بطهران.
ويُعد هذا الناشط السياسي المولود عام 1945، أحد القياديين في منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية في إيران، وكان من بين السجناء السياسيين بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في إيران عام 2009.
وقد أصبح قدیاني، خلال السنوات الأخيرة، معروفًا بانتقاداته الجريئة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، وبمعارضته للاستبداد القائم في إيران. إذ كتب عبر رسالة من سجن "إيفين"، في 14 أبريل (نيسان) الماضي: "الحل لإنهاء الظلم هو الإطاحة بخامنئي وسقوط النظام الإيراني".
وفي 29 مارس (آذار) الماضي، نشر رسالة أخرى من السجن ذاته أكد فيها: "إذا تقدمت المفاوضات مع أميركا، فستكون نهاية خامنئي السقوط. وإذا لم تُفضِ المفاوضات إلى نتيجة، فسوف يواجه خامنئي سقوطًا تدريجيًا وتآكلاً داخليًا".
وقد تكرّرت خلال السنوات الماضية تقارير عن عدم توفير الرعاية الطبية المناسبة، أو تأخير العلاج للسجناء السياسيين في السجون الإيرانية، إلى جانب انتهاك حقهم في الحصول على الرعاية الصحية الملائمة.
وقد وثّقت منظمات حقوقية ونشطاء مدنيون العديد من حالات الوفاة بين السجناء داخل السجون الإيرانية بسبب التعذيب، والضغوط، أو الإهمال الطبي المتعمد، إلا أن النظام الإيراني لم يعلن تحمله أي مسؤولية عن هذه الحالات.