"أسوشييتد برس": المقترح الأميركي الجديد لإيران.. خطوة نحو الاتفاق أم تكرار للجمود؟

بينما تتواصل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، سُرّبت إلى وسائل الإعلام تفاصيل عن المقترح الذي قدّمته واشنطن إلى طهران. ومع ذلك، لا تزال آفاق التوصل إلى اتفاق غير واضحة.
وفي تقرير لها، تناولت وكالة" أسوشييتد برس" المقترح الأميركي الجديد المتعلق ببرنامج إيران النووي، وكتبت أن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، وبمرافقة ستيف وِيتكوف، المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، يسعيان من خلال هذه المفاوضات إلى رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، مقابل تقليص أو وقف تخصيب اليورانيوم من قبل طهران.
وبحسب التقرير، في حال عدم التوصل إلى اتفاق، قد تتصاعد التوترات في المنطقة، خصوصًا في ظل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
كما يواجه اقتصاد إيران خطر الانهيار، مما قد يؤدي إلى تصاعد الاضطرابات الداخلية. كذلك، هناك احتمال لشن ضربات جوية أميركية أو إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وفي المقابل، قد تُقدم طهران على وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتسريع في سعيها نحو تصنيع سلاح نووي.
تفاصيل المقترح الأميركي
وأفاد موقع" أكسیوس" الإخباري أن المقترح الأميركي يتضمن تشكيل كونسورتيوم نووي لتخصيب اليورانيوم داخل إيران والدول المجاورة.
وبحسب هذا التقرير، قد يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 3 في المائة لفترة محدودة. علمًا بأن الاتفاق النووي لعام 2015 كان يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى سقف 3٫67 في المائة.
أما في الوقت الحالي، فتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60 في المائة وهو قريب جدًا من النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي.
وقد نشر القسم الإنجليزي لقناة "برس تي في"، التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني، مقالًا تناول فيه تقرير "أكسیوس".
ووفقًا لوكالة" أسوشيتد برس"، فإن إعادة نشر هذه التفاصيل من قبل وسيلة إعلامية تخضع لتيار متشدد في إيران قد يُشير إلى قبول أو ترحيب من هذه التيارات ببعض بنود المقترح الأميركي.
ردود فعل المسؤولين الإيرانيين
قال أبو الفضل ظهره وند، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إن أحد بنود المقترح الأميركي يتضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل في إطار كونسورتيوم مشترك.
وأضاف أن هذا الكونسورتيوم قد يتشكل بمشاركة السعودية، والإمارات، وقطر، وإن عملية التخصيب لن تتم على الأراضي الإيرانية.
من جانبه، اقترح فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن تُنفذ هذا المشروع في إحدى الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، مؤكدًا أن إيران لا تحتاج إلى الولايات المتحدة وتمتلك المعرفة التقنية اللازمة.
الخطوات التالية
من المتوقع أن ترد إيران على المقترح الأميركي خلال الأيام المقبلة عبر سلطنة عُمان التي تلعب دور الوسيط في هذه المفاوضات. كذلك، يُحتمل عقد الجولة السادسة من المفاوضات، وإن لم يتحدد بعد زمانها أو مكانها.
ونظرًا لقرب عطلة عيد الأضحى، من المتوقع أن تُستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل.
وخلال هذه الفترة، يمكن لمخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب أن يُمكّنها من إنتاج عدة أسلحة نووية، إذا قررت المضي في هذا المسار.
في المقابل، قد تقوم الدول الغربية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإصدار قرار يدين إيران، وهو ما قد يؤدي إلى تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، علماً أن المهلة الزمنية لتلك الآلية تنتهي في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
من جانبها، حذّرت كيليسي داونبورت، مديرة سياسات عدم الانتشار في "جمعية ضبط التسلح"، من أن الوقت المتبقي للتوصل إلى اتفاق يحد من خطر الانتشار النووي من جانب إيران محدود جدًا.
وأكدت أن أي تصعيد في التوتر في ظل الوضع الحالي قد يُفشل مسار المفاوضات ويزيد من خطر اندلاع مواجهة.